د. فارس قائد الحداد: هل تعيد ثورة الشعب الليبي تشكيل مستقبل الجماهيرية من جديد؟

د. فارس قائد الحداد
تشهد ليبيا منذ ايام معارك داميه بين اطراف الارتزاق ومسؤولي جرائم العنف والانتهاكات الرهيبه في العاصمه طرابلس وهو الامر الذي ادى الى تطور الاحداث وانتقالها الى مرحله من الحراك الشعبي بل الثوره الشعبيه العارمه التي اندلعت في كل المدن الليبيه التي تطالب برحيل واسقاط حكومة الدبيبه واخواتها فما ان تحرك الشارع الليبي بثورته الا وموجه الاستقالات الجماعيه من حكومه الدبيبه على قدم وساق وانضمام الكثير من مسؤولي ووزراء في حكومه الدبيبه الى جانب خيارات الشعب الليبيه المطالبه باسقاطه فالتطورات الاخيره في الجماهيريه العربيه الليبيه تثبت مدى حالة من السخط والغضب الشعبي المتزايد يوما بعد اخر جراء السياسات الانتقاميه والطائشه والممارسات الفظيعه وجرائم الانتهاكات لحقوق الانسان الليبي التي مارستها سلطات وحكومه الدبيبه وخواتها في الشرق والغرب الليبي فماذا يريد العالم بعد جرائم الانتهاكات الرهيبة لحقوق الانسان وسياسه القمع والبطش ومصادرة الحقوق والحريات والتعذيب الوحشي واماكن ومراكز الاحتجاز والاعتقال التعسفي الغير القانوني والمقابر الجماعيه في ترهونه وفي الجنوب وفي الشرق والقتل والاعتقال والاختطاف بحق الالاف بل الملايين من ابناء الشعب الليبي والسجون المليئه بالالاف من المعتقلين كل تلك الانتهاكات الرهيبه لحقوق الانسان لم تمارس بحق الانسان الليبي البسيط لعام او عامين بل استمرت تمارس بحقه لاعوام منذ سقوط الجماهيريه بيد الغازي الناتو التركي واستمرت بعيداً عن دائره الاضواء الاعلاميه والمنظمات الحقوقيه حتى بعثه الامم المتحده العامله في ليبيا لا تعرف عن جرائم الانتهاكات الرهيبه لحقوق الانسان الا بشيء محدود فالسجون السرية وانين اصوات نزلائها المظلومين وما يتجرعونه من ظلم وويل وتعذيب فظيع داخلها في العاصمه طرابلس على وجه التحديد فسجون منطقه ابو سليم مليئه بالالاف من المعتقلين شاهد على عصر وتاريخ اجرام تلك السلطات واجهزه الامنيه المختلفه التي لم تكن يوما ما حكومات واجهزه امنية مع الشعب الليبي بل حكومات وسلطات واجهزه قمعية لا امنية تمارس اله القتل والاعدام والموت والتنكيل والبطش .
حاله التشردم والانقسام السياسي الذي تعيشه الجماهيريه منذ عام 2011 فاصبحت مقسمه ومجزئه فكل منطقه بيد مكون فالشرق له حكومه والغرب له حكومه والوسط والجنوب معه فصيل وكانهم تقاسموا كعكه ليبيا من حكومات ومجلس رئاسي ومجلسي نواب ليس لخدمه البلد او ليكونوا مسؤولين يوما ما بل تقاسموا كعكه ليبيا للاجرام الظلم والاستبداد والقمع والاجرام وكانهم تحولوا من مسؤولين عن ليبيا وابناء ليبيا والشعب الليبي الى جلادين ومنتقمين وهذا ما حدث واثبتوا ذلك للعالم انها ليست حكومات او سلطات وانما وجوه سياسيه وامنية قمعيه وارتزاق بامتياز فماذا يريد العالم الاقليمي والعربي والدولي بعد كل هذه الجرائم وهذه الانتهاكات وهذا الظلم الذي تعرض له ابناء الشعب الليبي طيله هذه السنوات الا يثور في وجه في وجه تلك السلطات والحكومات ؟
فالشعب الليبي اليوم من الشمال الى الجنوب ومن ومن الشرق الى الغرب الى الوسط اشعل ثورتة ونزل الى الساحات والميادين مطالبين بسقوط كل الحكومات والسلطات للدبيبة وخواتها وما ان خرج الشعب بهذه الثورة الشعبية السلمية قابلتها السلطات والحكومات بالة القمع والرصاص الحي اليوم التي قوبلت باستنكار ورفض دولي ازاى سياسه القمع التي تمارس تلك السلطات والاجهزه الامنيه بحق المتظاهرين العزل مطالبين السلطات والاجهزه الامنيه باحترام اراده الشعب الليبي بحقهم في التظاهر السلمي والمشروع كان الاحرى بحكومات الدبيبه واجهزتها الامنيه والعسكريه ومنتسبيها الانضمام الى جانب الشعب الليبي بالشرق والغرب واحترام اراده الشعب الليبي اليوم ومغادره السلطه وتسليمها للشعب وتسليم أنفسهم للعدالة فليس لهم هروب منها وليس مواجهتة بالرصاص الحي وبالقمع والقتل والاعتقال فسياسه العنف والقمع والقتل بحق الشعوب الثائره رهان خاسر لم تفيد امام ثورة شعب تجرع كل ويلات التنكيل ماضياً قدماً في ثورته حتى اسقاط تلك الحكومات و محاكمه ومحاسبه كل المتورطين عن جرائم الانتهاكات الرهيبه لحقوق الانسان في في تلك الحكومات والسلطات في ليبيا .
فما عاشه ابناء الشعب الليبي من جرائم وانتهاكات رهيبه لحقوق الانسان وقمع ومصادرة الحقوق والحريات والظلم والاضطهاد ليس هو الشعب الوحيد فهناك الكثير اشقاءة من الدول والشعوب الذي تئن مثل انين الشعب الليبي واعظم من ذلك فالسودان الى اليمن الى سوريا الى العراق الى لبنان والقائمه كثير من الدول والشعوب ممن عاشوا ويعيشون نفس التجربه الليبيه ويتذوقون طعم الموت وجرائم العنف الانتهاكات الرهيبه لحقوق الانسان في هذه الشعوب .
فلا تسال الشعوب لماذا تثور على حكامها بل اسال الحكام لماذا استبدوا؟
المواقف السياسه الدوليه والاقليميه تتارجح ما بين تاييد لتلك الثوره وما بين رافض لها وهو الامر الذي يفترض بالاسره العربيه والاقليمية والدوليه ككل دعم خيار ومسار ثوره الشعب الليبيه اليوم حتى نجاحها ثم التوجه لدعم الشعب الليبي من خلال مساره الديمقراطي وصناديق الاقتراع لاختيار وانتخاب قيادته وحكومته بنفسه وسط انتخابات حره ومباشره يشارك فيها الوجوه المدنيه الشابه وان يكون لهم موقف واضح وشجاع وجريء بالضغط على هذه الحكومات والسلطات في الشرق والغرب الى تسليم السلطه للشعب الليبي فهي من ستحافظ على امن واستقرار ليبيا والامن والاستقرار الاقليمي والعربي والدولي وهي من ستنقل ليبيا من واقعها الماساوي والكارثي الى واقع افضل للشعب وللاقليم وللعالم .
صحافي وحقوقي يمني*