مصادر رفيعة: هل ترك ترامب إسرائيل تواجه وحدها الأزمة في غزة؟ كيف أصبحت السعودية الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة في المنطقة؟ ما هي التحديات الخطيرة التي يواجهها الأردن؟ هل نشهد بداية التطبيع؟ ما هي خطة فرنسا والسعودية لترحيل قادة (حماس) إلى الجزائر؟

مصادر رفيعة: هل ترك ترامب إسرائيل تواجه وحدها الأزمة في غزة؟ كيف أصبحت السعودية الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة في المنطقة؟ ما هي التحديات الخطيرة التي يواجهها الأردن؟ هل نشهد بداية التطبيع؟ ما هي خطة فرنسا والسعودية لترحيل قادة (حماس) إلى الجزائر؟

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

رأت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يقود الكيان نحو كارثةٍ كبيرةٍ، ونقلت في الوقت عينه عن محافل سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، تراجع عن معالجة قضية تحرير الرهائن الإسرائيليين، كما أنّه نسي أوْ تناسى خطته لتهجير سُكّان غزّة، مُشدّدّةً على أنّ ترامب توصّل لنتيجةٍ مفادها أنّه من الأجدر أنْ يترك إسرائيل وحدها تغرق، وأنّ المملكة العربيّة السعوديّة استغلّت الظرف وباتت الحليف الإستراتيجيّ الأوّل لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبير المصادر.
في سياقٍ متصلٍ، تسعى فرنسا والمملكة العربية السعودية إلى بلورة خطةٍ سياسيّةٍ وأمنيّةٍ شاملةٍ تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، من خلال نزع سلاح حركة حماس وتحويلها إلى حزبٍ سياسيٍّ يشارك في النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي.
وكشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، نقلاً عن مصادرها في دولة الاحتلال النقاب عن أنّ البلدين يعملان سويًا على إعداد الخطة التي تهدف إلى نزع سلاح حماس وتحويلها إلى حزب سياسي يشارك في النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي، في محاولة لإنهاء الحرب وإعادة هيكلة الواقع السياسي في القطاع.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإنّ المبادرة لا تزال في مراحلها الأولية، إلّا أنّها تحظى بدعم من أطراف عربية وغربية تسعى لوضع حد لحالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، وتهيئة الظروف لمرحلة انتقالية تؤدي إلى استقرار سياسي وأمني في قطاع غزة.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الخطّة تتضمن عدة بنود رئيسية، منها نقل قادة حماس العسكريين والسياسيين من غزة إلى الجزائر، ونشر قوات عربية لحفظ السلام في القطاع بغطاء دولي، وتشكيل مجلس انتقالي مشترك يضم ممثلين عن الفصائل الفلسطينية لإدارة غزة لمدة أربع سنوات، مع الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وشدّدّت الصحيفة في تقريرها على أنّ اختيار الجزائر كمكانٍ لمنفى قيادات حماس يعود إلى عدة اعتبارات، من بينها العلاقة الجيدة التي تجمعها مع كلٍّ من قطر وإيران، الطرفين الداعمين للحركة، إضافة إلى امتلاك الجزائر القدرة الأمنية لضبط أنشطة القيادات المبعدة.
وتأتي هذه الخطة في سياق أوسع يشمل التفاهم على خطوات تطبيع محتملة بين السعودية وإسرائيل، حيث ترى الرياض أنّ التهدئة الدائمة في غزة هي أحد الشروط الجوهرية قبل الانخراط في أي مسار دبلوماسي رسمي مع تل أبيب.

الدور السعودي والفرنسي

وتأتي المبادرة في سياق حراك دبلوماسي تقوده السعودية على خلفية رغبتها في تحقيق تقدم في الملف الفلسطيني كجزء من شروطها للانخراط في عملية تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال وفي المقابل، تلعب فرنسا دورًا تنسيقيًا بين الأطراف الغربية والعربية، وتحاول طرح مقترحات واقعية لإنهاء الحرب الجارية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد في وقتٍ سابقٍ، خلال مكالمة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح (حماس)، مع فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، إلّا أنّ نتنياهو أعرب عن رفضه المطلق لأي ترتيبات قد تسمح بعودة (حماس) للحكم أو إقامة دولة فلسطينيّة، طبقًا لأقواله.

الأردن يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب خطة تهجير الغزيين

إلى ذلك، أكّد مايكل هراري السفير والدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أنّ “الأردن يواجه سلسلة من التحديات: الاقتصادية والسياسية، نجح حتى الآن بالتغلب عليها، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ للتقارب بين المصالح الاستراتيجية مع الاحتلال، وحصوله على واردات الغاز منه، وبين اعتماده على الولايات المتحدة من خلال المساعدات المستمرة، وهي أمور مهمة، مع التحذير أنّه في حال تآكلت الثقة بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة، كما يحدث حاليا، فإن هذا الاعتماد من شأنه أنْ يغذي انتقادات داخلية حادة، مع عدم توفر بدائل أمام الأردن مثل روسيا أو الصين”.
وأضاف في مقال نشره في صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ  “التحديات التي يواجهها الأردن في الآونة الأخيرة دفعت بعض أوساطه السياسية والثقافية للحديث عن تهديد وجودي يواجهه، فيما يزعم الإسرائيليون أنّه شعور روتيني تستخدمه المملكة في كثير من الأحيان، رغم توفر عدة تطورات قد ترجّح هذا التخوف، أولها التهديد الإسرائيليّ الأمريكيّ بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، وربّما في وقتٍ لاحقٍ من الضفة الغربية، إلى الأردن”، على حدّ تعبيره.
وعلى الرغم من التحركات المذكورة فإنّ آلة الحرب الإسرائيليّة تُواصِل ارتكاب المجازر الفظيعة في قطاع غزّة ضدّ الأبرياء دون حسيبٍ أوْ رقيبٍ، الأمر الذي يثير الشكوك حول نوايا الخطط الكثيرة المطروحة على الطاولة لوقف العدوان الهمجيّ.