نزار حسين راشد: صورة بلا ملامح

نزار حسين راشد
الشرق الأوسط، هذا الاسم الذي تحول إلى لعنة منذ أطلقه الإنجليز، ابتداء بطمس الهوية تحت هذا المسمى، لا دين ولا لغة ولا حضارة، كلها مختصرة في تسمية جغرافية عائمة حتى وغير دقيقة، ليصطف إلى جانب المسميات الإستعمارية الاخرى جنوب شق آسيا، آسيا الوسطى، إفريقيا الوسطى وهكذا، مواقع وأمكنة اختفى منها البشر بآلامهم وآمالهم وكفاحهم ونضالهم، وأديانهم ولغاتهم.
وذهب الشرق الاوسط ضحية الانقلابات والمؤامرات وإسقاط وتنصيب الحكومات، فغرزت سكين إسرائيل العنصرية في اللحم الفلسطيني الحي، وأسقطت حكومة مصدق في إيران وأمطرت فيتنام بوابل من
القصف وتعرض شعبها للإبادة وتوالى المسلسل باحتلال أفغانستان وتنصيب رئيس عميل ” حامد كرزاي”، واحتُلت العراق ونصبت حكومة طائفية عميلة بدستور طائفي وأسقط محمد مرسي في مصر وها هي غزة تتعرض للإبادة بعد إسقاطه فبإعدامة اعدمت في مصر روح العروبة والدين وها هم يتفرجون على موت الإخوة وكأنه حدث عادي في نشرة أخبار التاسعة والعاشرة والسادسة.
واليوم يثور الحديث عن شرق اوسط جديد، ولا جديد سوى تنصيب إسرائيل سيدة لهذا الشرق، بعد أن خلت الميادين إلا من بنيامين يصول ويجول ويشطح وينطح ولا من يدٍ توقفه. ويظن هو وسيده أنهم بالقتل والحصار والتجويع سيقهرون الشعب المجاهد ويخضعونه، ولكن متى قهر مستعمر ومحتل شعباً ثائراً، وإذا كانت غزة تقف الآن وحدها بعد موت من أعلن مدوياً بملء الصوت” غزة لن تقف وحدها، فهرعت هيلاري كلنتون وتواطئت مع الحنش الأعمش سيد طنطاوي وأطاحوا بهذا الذي تجرّأ على نصرة إخوانه، وسحبوا أقدام رئيس وزرائه من على أرض غزة، أو سحبوها من تحت أقدامه.
وها هي المعركة على أشدها ولا تزال غزة تقاتل ببطون خاوية وإرادة عاتية ولن تسقط، ولن تتسيد إسرائيل المارقة من كل خلق ودين على هذه البقعة الغالية، وكلي أمل ويقين بما ستحمله الايام الآتية