الولايات المتحدة تُمارس ضغوطاً على أوروبا لتقديم تنازلات تجارية فردية لتفادي تصعيد جديد في الرسوم الجمركية.

لندن-راي اليوم
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، الجمعة، أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يواصلون الضغط على الاتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات أحادية في الرسوم الجمركية على السلع الأميركية، في خطوة تهدف إلى تفادي فرض رسوم أميركية إضافية بنسبة 20% على الواردات الأوروبية.
وأكدت مصادر مطلعة أن واشنطن غير راضية عن الاقتراحات الأوروبية، حيث يعتزم المفاوض الأميركي جيميسون غرير إبلاغ نظيره الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش بأن “المذكرة التفسيرية” التي قدمتها بروكسل لا ترتقي لمستوى تطلعات الإدارة الأميركية، خاصة مع غياب التزامات أوروبية واضحة بخفض الرسوم بشكل أحادي.
وتسعى الولايات المتحدة لتقليص العجز التجاري مع أوروبا، الذي بلغ 192 مليار يورو في عام 2024، وتطالب بروكسل بإجراءات ملموسة لتحقيق ذلك. ويُتوقع أن يكون اللقاء المرتقب بين غرير وشيفتشوفيتش في باريس الشهر المقبل نقطة تحول مفصلية في مستقبل العلاقات التجارية بين الجانبين.
ورغم تبادل وثائق التفاوض، لم يتم إحراز تقدم فعلي منذ إعلان ترامب عن مهلة تفاوضية مدتها 90 يومًا. وقال أحد المسؤولين المطلعين إن “تبادل الرسائل لا يعني تقدمًا حقيقيًا”، ما يعكس حالة الجمود السائدة في المحادثات.
من جهة أخرى، استطاعت المملكة المتحدة أن تحقق مكاسب ملموسة من خلال اتفاق تجاري منفصل مع الولايات المتحدة، تضمن تخفيضات جمركية على السيارات والفولاذ وبعض السلع الزراعية، ما يزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي لتقديم عروض أكثر سخاء.
وتعتبر واشنطن أن العرض الأوروبي الحالي – الذي يتضمن إزالة الرسوم الجمركية على السلع الصناعية وبعض المنتجات الزراعية – يصب في مصلحة أوروبا، في ظل استمرار بروكسل في فرض معايير تنظيمية تعرقل دخول المنتجات الأميركية، خصوصًا في القطاعات الغذائية.
كما طالبت الولايات المتحدة بإلغاء الضرائب الرقمية الوطنية، وتسهيل استثمارات الشركات الأميركية في الاتحاد الأوروبي، والاعتراف بالمعايير الأميركية في السلامة الغذائية والإنتاجية.
ورغم التوترات، تسعى المفوضية الأوروبية إلى تجنب التصعيد. وقد جمدت مؤقتًا رسومًا انتقامية على واردات أميركية بقيمة 23 مليار يورو، بينما تستعد لاحتمال توسيع القائمة لتشمل سلعًا إضافية بقيمة 95 مليار يورو، من بينها طائرات بوينغ وويسكي البوربون، في حال فشلت المحادثات.
وقالت سابين وياند، مسؤولة التجارة في المفوضية الأوروبية، إن أوروبا تعمل على التصدي للمطالب الأميركية الأحادية عبر طرح اتفاقات تعاونية متوازنة، في وقت تتطلع فيه بروكسل إلى تسوية عادلة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الطرفين.
من جانبه، شدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في ملف التجارة، أولوف غيل، على أهمية التنسيق الاستراتيجي بين الجانبين، قائلًا: “علينا أن نعمل معًا لحل الأزمة الجمركية الحالية، وتطوير شراكة تجارية ترتقي إلى مستوى العلاقات المتينة بين ضفتي الأطلسي”.