مايكروسوفت تقيّد رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على كلمات مثل “فلسطين” و”غزة” و”الإبادة”

مايكروسوفت تقيّد رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على كلمات مثل “فلسطين” و”غزة” و”الإبادة”

لندن-راي اليوم
أثار تقرير إعلامي أميركي جدلاً واسعاً حول سياسات شركة مايكروسوفت، بعدما اكتشف عدد من موظفيها أن رسائلهم الإلكترونية التي تحتوي على كلمات مثل “فلسطين”، “غزة”، و”الإبادة الجماعية” لم تُرسل إلى المستلمين، سواء داخل الشركة أو خارجها.
ووفقاً لما كشفه الموظفون، فإنهم لاحظوا أن رسائل إلكترونية أُرسلت عبر بريد الشركة لم تصل إلى وجهاتها، ليتبين لاحقاً أن مايكروسوفت قد فرضت قيوداً على بعض المصطلحات التي تعتبر “سياسية”.
وأكدت الشركة، في تصريح لموقع “ذا فيرج” المتخصص في شؤون التكنولوجيا، أنها قامت بالفعل بإجراء تغييرات تهدف إلى الحد من الرسائل التي تركز على المواضيع السياسية داخل منظومتها البريدية.
من جانبها، اعتبرت مجموعة “لا أزور للفصل العنصري” — وهي حركة احتجاجية أسسها موظفون سابقون في مايكروسوفت — أن هذه الخطوة تمثل “فصلاً جديداً في تاريخ الشركة المليء بثقافة الترهيب والقمع”، خاصة في ظل تصاعد الجدل حول تعاون الشركة التقني مع الحكومة الإسرائيلية.
وكانت مايكروسوفت قد أثارت جدلاً كبيراً الشهر الماضي عندما قامت بفصل مهندستي برمجيات — المغربية ابتهال أبو السعد والأميركية فانيا أغراوال — بعد احتجاجهما العلني خلال احتفال الشركة بذكرى تأسيسها، اعتراضاً على دعم الشركة لتقنيات الذكاء الاصطناعي المقدمة لإسرائيل.
وفي منتصف الشهر الجاري، أقرت مايكروسوفت بتقديم خدمات حوسبة سحابية وأنظمة ذكاء اصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لكنها نفت وجود أدلة على استخدام تلك التقنيات في استهداف المدنيين الفلسطينيين.
ويأتي هذا في أعقاب تحقيق نشرته وكالة “أسوشيتد برس” في وقت سابق من هذا العام، كشف أن نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة من قبل شركتي “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” جرى توظيفها في برنامج عسكري إسرائيلي يُستخدم لتحديد أهداف القصف في غزة ولبنان.
تتواصل المطالبات بمزيد من الشفافية والمساءلة داخل كبرى شركات التكنولوجيا، خاصة في ظل تزايد الاتهامات بشأن دورها في النزاعات المسلحة وقمع حرية التعبير داخل مؤسساتها.