هل تصل رسائل “رودريجيز” إلى العالم وأفكاره؟ من سيقف للدفاع عنه وإعطائه حقه؟ وأين ستأتي الضربة التالية للإسرائيليين؟ “معاداة السامية” تهمة يجب التراجع عنها والخجل منها الآن.

هل تصل رسائل “رودريجيز” إلى العالم وأفكاره؟ من سيقف للدفاع عنه وإعطائه حقه؟ وأين ستأتي الضربة التالية للإسرائيليين؟ “معاداة السامية” تهمة يجب التراجع عنها والخجل منها الآن.

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:

“إلياس رودريجيز” بات اسما يملأ الدنيا ويشغل الناس، بعد تنفيذه عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقــتل اثنين من موظفي سفارة الاحتلال في العاصمة الأمريكية واشنطن.
“رودريجيز: هتف لفلسطين أثناء اعتقاله بعد تنفيذه العملية، في مشهد لافت محمّل بالرسائل، فهل تصل إلى العالم وتعيها أذن واعية؟
الحدث الجلل دعا إسرائيل لإرسال برقية تقضي بإلغاء جميع الحافلات والفعاليات في كل البعثات والسفارات، وطلبت من الدبلوماسيين التزام المنازل وعدم الخروج.

 

فكيف كانت الردود؟

 

المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين يؤكد أن المؤيدين للحق الفلسطيني كثيرون منهم يهود وحاخامات.
ويضيف لـ “رأي اليوم” أن اللافت هو تحول الرأي العام العالمي ضد هؤلاء القتلة، مشيرا إلى أن الحكومات أيضا بدأت تغير مواقفها.
ويختتم مؤكدا أن قيام إسرائيل بجريمة الإبادة ظاهرة لكل ذي عينين، لافتا إلى أن ردود الأفعال ضد الصهيونية تختلف من فرد لآخر، مؤكدا أن منفذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقــتل اثنين من موظفي سفارة الاحتلال في العاصمة الأمريكية واشنطن فاض به الكيل، معتبرا الحادثة محاولة للتبرؤ من هذه الإبادة.
من جهته يقول السفير محمد مرسي إن إسرائيل ومعها داعموها أقامت الدنيا ولم تقعدها حتي الآن بسبب هذه الجريمة التي صنفتها معاداة للسامية، مشيرا إلى أن نتنياهو انتهزها فرصة لتخفيف الضغط الداخلي والعالمي عليه بسبب جرائمه الأخيرة في غزة، إلي حد عدم استبعاد البعض لفكرة تورط تل أبيب ذاتها في هذه الجريمة لصرف الأنظار عن الجرائم الكبري التي ترتكبها يوميا الآن في فلسطين.
ويضيف أن العالم كله يتحرك لقتل اثنين من الساميين في أمريكا، ولا يكترث كثيراً بقتل المئات والآلاف من الساميين أيضاً في فلسطين وغيرها بشكل يومي.
ويتابع قائلا: “يالها من معايير مزدوجة ظالمة ! فكما ندين قتل هذين المدنيين الإسرائيليين في واشنطن ، يجب أن ندين أيضاً وبكل قوة جرائم القتل الجماعي للمدنيين في فلسطين، قتل النفس البشرية بغير حق جريمة يهتز لها عرش الرحمن، وبصرف النظر عن هوية المقتول والقاتل”.
ويختتم مؤكدا أنه لفت انتباهه نص بيان إدانة الإمارات العربية المتحدة لهذه الجريمة، مشيرا إلى أنه كم كان يتمني أن يضاف إلي البيان الإماراتي عبارة ولو عابرة وبصياغة دبلوماسية مستترة تشير لجرائم الإبادة الجماعية لشعب كامل ينتمي أيضاً لسام ولإبراهيم عليه السلام ، والذي تدعو – الإمارات – ليل نهار لتبني فكرة ديانته الإبراهيمية التي تجمعنا معا به كما يتوهمون ، كما تجمعنا السامية بسام بن نوح عليه السلام.
ويردف: “علي أن ما أصابني بالدهشة والاستغراب وربما بعض من خجل هو أن القاتل الذي كان يردد فلسطين حرة كان شاذا ويرفع شعار “مثليين من أجل فلسطين”.
في ذات السياق طالب الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي الدول العربية بتعيين محام للدفاع عن إلياس رودريجيز، المتهم بقتل دبلوماسيين صهاينة، وتبيان أن مذابح غزة دفعته لهذا الفعل.

 

معاداة السامية

 

برأي القاضي المستشار عدلي حسين فإن معاداة السامية صار اتهاماً عبثيا هزيلا لا قيمة ولا وزن له، بعد أن افتضح أمر الكيان اليهودى الصهيونى الإجرامي بجرائم الإبادة الجماعية التى يمارسها يوميا تجاه الشعب الفلسطيني .
أحمد السيد النجار الرئيس الأسبق لمؤسسة الأهرام ساءه رد الفعل على حادث قتل الإسرائيليين، مشيرا إلى أنهم يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ بالسلاح والتجويع وإرهاب الدولة، ويعتقلون ويعذبون الفلسطينيين في وطنهم المحتل، ويهدمون البيوت والمستشفيات والمدارس والمصانع والمزارع، وعندما يقوم إنسان حر الضمير برد رمزي على إجرامهم، يولولون بسماجة: “عداء للسامية”.
ويختتم مؤكدا أن القوى الحية في العالم بأسره تكره أفعالهم وتكرههم كقتلة ومخربين ومدمرين ومعتدين على الأوطان والبشر، لافتا إلى أنهم إذا اعتبروا ذلك معاداة لهم، فإن إجرامهم سيجر عليهم أضعافه، فلا يستحقون عنه سوى الكراهية والنبذ؛ لأن العالم يستحق أن يكون نظيفا من المجرمين والقتلة.
الضربة القادمة أما  د. حسام الزمبيلي فيرى أنه أصبح من الصعب جدا علي الأجهزة الأمنية الأمريكية التنبؤ بهذه الأحداث؛وذلك لأن العالم كله بكل أطيافه ولغاته وأديانه أصبح متعاطفًا -بدرجة كبيرة- مع القضية الفلسطينية.
كان شيخ الأزهر قد طالب المجتمع الدولي بأن ينهي مرحلة “الكلام”، ويبدأ في مرحلة العمل الفعلي والواقعي على الأرض؛ بتحمل مسؤولياته لإنقاذ أهالي غزة من كارثة إنسانية حقيقية، وممارسة أعلى درجات الضغط لفتح جميع المعابر، وتسهيل دخول المساعدات.
من جهته يرى السفير د.عبد الله الأشعل أن المطلوب بصفة عاجلة تشكيل لجنة من كل الأحزاب والشخصيات العامة الجادة لكي يقوم الشعب المصري بانقاذ غزة ومخالفة الاتحاد الأوروبي وأمريكا لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
ويختتم مؤكدا أنه لايعقل أن تموت غزة أمام أعيننا، داعيا الحكومة أن تضغط علي اسرائيل، مؤكدا أن لديها الوسائل، ولابد أن تتحرك فورا.