جرائم الكيان الصهيوني في غزة والمواقف الباردة التي تساهم في تقبل العالم لهذه الانتهاكات

جرائم الكيان الصهيوني في غزة والمواقف الباردة التي تساهم في تقبل العالم لهذه الانتهاكات

د. عبدالوهاب الشرفي

طبيعة الحدث في غزة هو حصار خانق لمجموعة من البشر ومنع الغذاء والدواء عنهم و إمطارهم بالقصف برا وبحرا وجوا و على مدار الساعة ، هذه هي طبيعة مايحدث بعيد عن كل الملابسات التي تصيب الصورة بضبابية من احتلال و حماس و مقاومة و تطبيع و سبعة اكتوبر وغيره ، وطبيعة ما يحدث لا يمكن تقبله تحت اي من هذه الملابسات .
غزة حاليا هي قضية انسانية خالصة ، بشر يبادون جماعيا وبوحشية وبشاعة لم نسمع عن مثلها في التاريخ المسجل ، وفي ضوء هذه الطبيعة نحاكم جميع العرب و جميع المسلمين  وجميع العالم  .
هناك قوانين وهناك اتفاقيات وهناك اديان و هناك قيم و هناك تقاليد واعراف وهناك اخلاق وجميعها تجرم و تحرم ما يمارسه الارهاب الصهيوني في غزة ، وعلى ذلك فالكل لم يتخذ الموقف الذي يلزمه اتخاذه تجاه هذه الجريمة التي يرتكبها الصهاينة جهارا نهارا و تذاع للعالم عبر الاعلام على مدار الساعة .
الكيان الصهيوني و الولايات المتحدة هم المجرمون الذين يرتكبون الجريمة في غزة وعدد من الادارات الغربية الصهيونية من بريطانيا لفرنسا الى المانيا هم متواطئون مع المجرمين ، وباقي العالم لم يتخذوا المواقف التي تلزمهم انطلاقا من القوانين و الاتفاقيات و الاديان و الاعراف والتقاليد والقيم او الاخلاق .
بداية بالعرب الذين تجمعهم بضحايا هذه الجريمة النسب والدين ويلحق بهم المسلمون الذين يجمعهم بالضحايا الدين ووصولا لكل شعب في العالم الذين تجمعهم الانسانية بالضحايا في غزة ، ويجمع الجميع في مواجهة هذه الجريمة القوانين والاتفاقيات التي تجرم الابادة الجماعية التي ترتكب في غزة .
الجميع ليس فاقد حيلة ، نعم الجميع ليس فاقد حيلة وانما الجميع تخلى عن التزاماته وتخلى عن حقه التابع لوجودة ضمن شعوب عالم واحد ، الجميع ليس فاقد للحيلة لان هناك الكثير و الكثير مما يمكن فعله ، دعوكم من الحديث الثوري و مطالبة الجميع بالوقوف عسكريا في وجه هذه الجريمة الشنيعة ودعونا نتحدث تحت سقف الواقعية .
هناك مساعدات يمكن تقديمها انطلاقا من القيام بالالتزامات تجاه ضحايا هذه الجريمة تدخل لغزة على نطاق واسع ولو بإلقائها جوا واجواء غزة ليست اجواء الكيان الذي يعترف به البعض ، هناك قطع علاقات مع الكيان الصهيوني يمكن المضي فيه للدول التي لها معه علاقات ، هناك تجميد للعلاقات مع الولايات المتحدة لتخلي عن دعمها الجريمة ، وهناك تعليق للعلاقات مع الادارات الغربية الصهيونية لفرض تغيير مواقفها الداعمة او المتقبلة ضمنا للجريمة ، هناك علاقات اقتصادية وسياسية و ثقافية يمكن تعليقها وتجميدها ، هناك مواقف سياسية مباشرة ضمن المؤسسات الاممية والدولية ، هناك محاكم يمكن رفع قضايا في صورة تكتلات دولية يمكن رفعها .
احتلال فلسطين و الاعتراف بكيان محتل غاصب التي تورط فيها عديد من الدول لا يمكن تبعا لها ان يترك هذا الكيان ليمارس انتهاك قوانين ومواثيق  واتفاقيات البشرية ويتصرف بما يحقّر الجميع قبل ان يكون جريمة بحق الضحايا في غزة ، ولايقف مانعا امام اي طرف يقرر ان يعبر عن وجوده ضمن دول العالم ويتمسك بحقه في رفض ومواجهة انتهاكات الصهاينة في غزة فهو يرتكب جريمته خارج ما اعترف البعض له من ارض واوجواء و مياة .
الجميع يتفرج على جريمة من كيان والعديد قد اعترف به دولة و عندما يمرس كيان كهذا جريمة ابادة علنا ، وينتهك قوانين ومواثيق و اتفاقيات البشرية و قيم البشرية واعراف المجتمعات الانسانية بكل هذا السفور هو تعريض لامن الجميع ولاستقرار الجميع و يسهم في تهتك كل ذلك الذي يحمي الجميع و يقوم عليه امن الجميع و سبب الاستقرار للجميع ، وواقعا يشجع بل ويدفع من لديه نزعة تسلط او اجرام او هيمنة الى ممارسة ذات الافعال في غير غزة وفي اي مكان في العالم وضد بشر غير البشر في غزة .
طبيعة مايرتكبه كيان الصهاينة والولايات المتحدة في غزة هو جريمة بشعة شنيعة شكلا ومضمونا و ارتكابها امام اعين الجميع هو احتقار للجميع و الاهم من ذلك انه كسر للحواجز القانونية و الدينية و القيمية والنفسية التي تسهم في منع الغير من الاقدام على مثل هذه الجرائم الانسانية ، فما تم اقترافه علنا ويصمت تجاهه الجميع يسهل الاقدام عليه في اي مكان واي زمان و ضد اي مجموعة من البشر ، واتخاذ موقف تجاه عربدة الصهاينة في غزة لم يعد موقف دفاع عن غزة التي يحاصر فيها مليوني انسان وانما هو موقف دفاع عن القوانين والمواثيق والاتفاقيات و القيم و الاديان والاخلاق و  التي تلزم الجميع ليستمر أمنهم و استقرارهم  وليعيشوا بشكل طبيعي ، واستمرار المواقف المنعدمة او الباردة هو تهيئة للعالم لتقبل جرائم الابادة الجماعية .
كاتب ومحلل سياسي ( اليمن )
[email protected]