صحيفة أمريكية تكشف: كادت حماس وواشنطن تتوصلان لاتفاق الشهر الماضي لكن إسرائيل غضبت وعرقلته

واشنطن/ الأناضول: أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلا عن 6 مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة وحركة حماس كانتا على وشك التوصل، الشهر الماضي، إلى صفقة تشمل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، لكن إسرائيل غضبت و”عرقلت” الاتفاق.
جاء ذلك في تقرير لها، نشر مساء الخميس، يكشف تفاصيل اللقاءات بين حماس والولايات المتحدة، في مارس/آذار الماضي، للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الأسير ألكسندر.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين عقدوا ثلاث لقاءات مع حماس، في قطر، في خرق للسياسة الأمريكية التي تمنع التواصل مع جماعة تصنفها كـ”منظمة إرهابية”، لكن معارضة إسرائيل ومواقف إدارة الرئيس دونالد ترامب المتغيرة، حالتا دون التوصل إلى اتفاق.
وأضافت: “كان الأمريكيون مستعجلين، فقد أراد آدم بوهلر، وهو مسؤول أمريكي رفيع، من حماس أن توافق على الإفراج عن آخر رهينة أمريكي-إسرائيلي حي في غزة، ليتمكن الرئيس ترامب من إعلان ذلك خلال خطابه أمام الكونغرس. لكن التفاوض تأخر، فلم يُعلن الإفراج، رغم استمرار المحادثات في اليوم التالي”.
ووفق الصحيفة الأمريكية، سعى ترامب لتحقيق إنجاز في ملف الرهائن، حيث فشل بايدن فيه. إلا أن اللقاءات لم تُفضِ إلى صفقة، بسبب المعارضة الإسرائيلية، وتردد حماس، ومواقف إدارة ترامب المتغيرة.
وقالت إنه “خلال اللقاء الأول، عقب الإفطار في رمضان، التقى بوهلر، بمسؤولي حماس في غرفة معلقة فيها صورة للمسجد الأقصى وصورة لإسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحماس اغتيل في طهران). تناولوا الكنافة وعصير البرتقال، وناقشوا الهجوم وأوضاع غزة”.
وأضافت: “في اللقاء الثاني، قال خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، إن الحركة تطلب عادة 500 أسير مقابل رهينة مثل عيدان ألكسندر، لكنها مستعدة لخفض الرقم إلى 250 كبادرة حسن نية، من بينهم 100 محكومون بالمؤبد. ورد بوهلر، بعرض إطلاق 100 محكوم بالمؤبد و150 آخرين لاحقا.
لكن إسرائيل اعترضت، واتصل رون ديرمر، مستشار نتنياهو، غاضبا ببوهلر، معتبرا أن اللقاءات تمت دون علمهم. بعدها سرّب الإسرائيليون الخبر، ما فسرته واشنطن كمحاولة لإفشال الصفقة، وفق الصحيفة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه “غالبًا ما تتشاور الولايات المتحدة مع إسرائيل بشأن مسائل الأمن القومي الحساسة، لكن مسؤولي إدارة ترامب ربما لم يرغبوا في إبقاء المسؤولين الإسرائيليين على اطلاع لأن إسرائيل كانت قد عطّلت محاولة سابقة للقاء قادة حركة حماس”.
وعن محاولة اللقاء تلك، قالت الصحيفة إنه “مباشرة بعد تنصيب السيد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، سافر بوهلر إلى الدوحة، حيث كان يأمل في لقاء مسؤولين من حركة حماس، من بين أسباب أخرى للزيارة”.
وتكمل: “لكن عندما علم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بخطط بوهلر، تدخل المسؤولون الإسرائيليون لدى البيت الأبيض، وفقًا لشخصين مطلعين على الأحداث. وعندها ألغى البيت الأبيض الاجتماع”.
في اللقاء الثالث، بتاريخ 5 مارس، قدم بوهلر عرضا نهائيا يتمثل بإطلاق 100 سجين (ليس بالضرورة مؤبدين)، مقابل ألكسندر، وإطلاق نساء وأطفال فلسطينيين مقابل جثامين أربعة رهائن أمريكيين-إسرائيليين، واستئناف دخول المساعدات إلى غزة.
كما تناولت الاجتماعات رؤية حماس لمستقبل قطاع غزة، حيث قال خليل الحية، لمحادثيه الأمريكيين إن الحركة منفتحة على هدنة لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، يتم خلالها وضع السلاح جانباً.
ومن بين المقترحات الأخرى، قال الحية، إن حماس تطالب بالإفراج عن اثنين من قادة “مؤسسة هولي لاند” التي كان مقرها في ولاية تكساس الأمريكية، والتي تم حلها، وأُدين القياديان بالمؤسسة في الولايات المتحدة عام 2008 بتهمة تقديم “دعم مادي” للحركة، وفقاً لأربعة أشخاص مطلعين على تفاصيل المحادثات.
مع انتهاء اللقاء الأخير، أبلغ بوهلر، الحية، بأن العرض سينتهي بمجرد إقلاع طائرته، ولم توافق حماس على الفور.
بعد أسبوع، أعلنت حماس أنها مستعدة لإبرام صفقة مشابهة، لكنها جاءت متأخرة، فقد توقف بوهلر عن التفاوض، وذهب المبعوث ستيف ويتكوف إلى الدوحة طالبًا الإفراج عن أكثر من رهينة دون التزام بوقف الحرب.
بعدها بأيام، استأنفت إسرائيل قصف غزة، بينما بقي ألكسندر، في الأسر، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ومطلع مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من المرحلة الثانية للاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.