قرار المسعود: تجسيد ذاكرة الجزائر وروح ماندela في رؤية موحدة

قرار المسعود: تجسيد ذاكرة الجزائر وروح ماندela في رؤية موحدة

 

قرار المسعود

بعد صبر ثمانين سنة و بعد ثلاثة و ستين عاما من الإستقلال، هل حان الوقت أن نفسح المجال للتاريخ ليتكلم كما يشاء؟ و كما سلك نلسون ماندلا نظاله، أم هل يصرح حسب درجة وعي المجتمع فقط و بشكل تدريجي؟ أو يصمت حتى يأتيه الوقت المناسب؟. إن حوادث الثامن ماي خمسة و ربعين تسع مئة و ألف،  من المحطات التي لا يستطيع التاريخ تجاوزها و في كل ذكرى تناديه و تذكره و هو يترجاها بالإنتظار على غرار الأحداث الأخرى الكثيرة التي عرفتها البلاد.
من المعلوم أن كل أمة تتعرض لطمس أو تزييف تاريخها و ذاكرتها نتيجة ظروف معينة،  فهي معرضة للزوال و ذهاب أصلها إن لم يتم إستدراك ذلك بالوجه الصحيح.  ففي الجزائر بعد الإستقلال تطرق الكثير من خلال برامج أعدت عبر المحطات الزمنية في مسألة كتابة التاريخ أو إعادة الذاكرة و نظرا للظروف والمراحل لم يسمح في الشروع أو إتمام العملية  سواء في كتابة التاريخ أو في إعادة الذاكرة بالوجه الصحيح. فأُدْرِكَ هذا التأخر ليضمن الاستقرار و الطمأنينة و احترام الأحداث كما هي و الاعتراف بالحقوق و إرجاعها إلى أهلها أو ذويها و لو معناويا و رفع الغطاء على كل لبس أو خطأ في التدوين سهوا حسب الحاجة لبناء أسس الدولة و تطويرها.
هل في قاموس التاريخ الصمت على حقائق الأحداث و التغاضي؟ التاريخ هو التاريخ،  فكلما تصفحته يجيبك. هل هناك في حالة  او ضعية  يصبح فيها بأحداثه و محطاته و ربما بشواهده يوما وسيلة تدمير و فتنة للمجتمعات و تفكيك و كراهية في الأمة و حتى العائلة ؟ هل كان من صالح  المجتمعات الغربية المنتشرة في المعمورة  نبش جذور أصولها تاريخيا و حتى إن كان الكلام على هذا القبيل ينصب فقط نحو الجانب المعرفي لا غير ؟ لمذا هذا الحديث الممزق في المجتمعات النامية ؟ فالتاريخ هو شهادات بحقيقة  الأحداث و معرفة المحطات و التعلم لرسم المستقبل على أساس النظرة الشاملة التي تمتزج بالتعاون نحو هدف نبيل شامل للفرد و الأمم. لإن شأن المؤامرة يتعلق بتحريك العاطفة العصبية و التركيز عليه بواسطة مخطط معد من أجل الهيمنة و السيطرة على ما يحتاجة هذا المخطط لا غير ببلوغ حاجة في نفس يعقوب . (الإتحاد الأوروبي – الأمة الأمريكية و…) فهذه الأمم نفسها و صلت لحقيقة أن العمل بالعلم و تعايش في بوتقة واحدة لا مفر منها مهما كان الحال، فالإتحاد هو الذي يمكن من التطور لا التمييز.
فإستعمال  طريقة الهوية لتخدير مجتماعات و شعوب العالم الثالث في بقاع  دول ( أرمن – سيخ و المسلمين – المجوس و المسلمين – و…)       بعدما كانت القبائل و الشعوب محل المودة و التقوى كما هو مسطر في كتاب الله، أصبحت وسيلة فتنة و كراهية  و بغض و تفرقة بينها و سبب نشوب النزاعات و العصبية نتيجة تنفيذ مشاريع مبرمجة يستفيد منها الغير بالدرجة الأولى.  هذه الطريقة من ضمن الطرق التي دبرت و حضرت لتستعمل حسب الظرف و الزمان و كيفية تطبيقها على المجتمعات في كل الدول و طمس ذاكرتها و وجودها. يجب على علماء التاريخ التفطن لهذه المكيدة  و أن يكون العمل في تحرر نفوسهم و أمتهم من كراهية الماضي و حفظ  الحاضر و المستقبل مما يدبر من مكر بواسطة التاريخ. فكيف كانت هذه الأمم من قبل ؟ كانت تعيش البساطة و عندما دخل عليها العامل الأجنبي بأفكاره من أجل سلب خيراتها.  أصبح  المجتمع الواحد يهدد بعضه بواسطة حجج وهمية مملية عليه.
إن ما يلوح في أفق الساحة من كيد هذه البرامج المتنوعة حسب الوضعية، من بينها هذا المخطط البغيض الذي يسهل بسرعة تدمير و إخضاع الدول بواسطة البلبلة و نبش أصول المجتمعات بالتزييف و النعرات الحمقاء. قد جاء في إعتقادي تنفيذه في عدة دول و مجتمعات في الوقت الحالي من أجل إخضاع فئة و تقسيم فئة و تدمير فئة. فالدول و الأمم التي تريد مسلك التطور الغربي الذي يظهر و يعلن و يعلم بكل وضوح للملاء حقيقة حرية الشعوب و يثبت كيفية معاملة حقوق الإنسان و الديمقراطية الحقة المستعملة على الشعوب و تطبيقها من خلال ما يحدث في غزة و غيرها كنموجد و إعتبار.
كاتب جزائري