رابح بوكريش: سورية وإفصاحات السفير فورد

رابح بوكريش
كان هكذا قبل مغادرته الجزائر وبقي هكذا في حاضره بدون ان تبدل سنوات اعتماده كسفير لبلاده في سوريا أفكاره العجيبة.
يصمت كثيرا ثم يخرج بخرجات لا تخطر على بال، بالإضافة الى مرونته ودبلوماسية وثقافة واتساع افق.
ما يميز سعادة السفير، هو أنه قارئ ممتاز ومثقف ممتاز يعمل لمصلحة وطنه برحابة افق ثم بعناية وترشيد ملؤها العصرية والذكاء الايجابية لذا يعرف ما يريد ومتى يجب ان يتدخل لإعزاز دولته، انطلاقا من مدى رسوخه في القلوب. ومن هنا سلك طريقة الى التفوق في عمله ليوفر لأمريكا صداقات جيدة مع كل الدول التي عمل فيها..
وقد قال لي ذات يوم أن منطقة الساحل الأفريقي ستعرف توترات شديدة بسبب الانقلابات العسكرية، ودور بعض الدول في خلط الأوراق في هذه المنطقة، وهذا يرجع أساسا الى ما تمتلك هذه المنطقة من خيرات لا حدود لها. من هذا وذاك اكتشفت ما يميز هذا السفير في عمله لأنه صادقا، وصفاء القلب، ونقاء سريرة ثم المام كامل بمسؤوليته.
ولهذا السبب وغيره اعتقد أن ما صرح به فيما يتعلق بالرئيس السوري أحمد الشرع ليس خياليا” قال فورد في محاضرته إنه في عام 2023، دعته مؤسسة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل الصراعات، من أجل مساعدتهم في “إخراج” الشرع “من عالم الإرهاب وإدخاله إلى عالم السياسة ” في تقديري ان هذه كلمات حق لابد منها في سعادة سفير الأمريكي الذي اثارت تصريحاته الأخيرة حول تحويل إرهابي الى رئيس اكثر من تساؤل. لو جاءني الإنس والجن قبل تصريح روبير فورد وقالوا لي أن أمريكا.
حولت إرهابي الى رئيس.. لكذبتهم.. وأقسمت لهم أن ذلك من نسج الخيال. هذه هي أمريكا.. سيعيش الإنسان عمره ولا يعرف حقيقتها “أي أن أمريكا اليوم غير أمريكا غدا، وأمريكا أمس غير أمريكا اليوم.. لهذا لا يمكن لأي عبقري أن يرسم خريطة واضحة للسياسة الأمريكية.. حتى رئيسها لا يستطيع فعل ذلك لأنه بكل بساطة لا يعرف ماذا يجري داخل “سي آي ايه”.
كاتب جزائري