إنطلاق أكبر عملية لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في ظل تصاعد المعارك والقصف المتبادل.

كييف – (أ ف ب) – بدأت روسيا واوكرانيا الجمعة أول مرحلة من عملية تبادل “كبيرة” للأسرى شملت 270 عسكريا و120 مدنيا أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق.
واتفق الروس والأوكرانيون في 16 أيار/مايو على تبادل ألف أسير من كل جانب خلال محادثات في إسطنبول هي الأولى المباشرة بينهما منذ العام 2022، ولكن من دون التوصل إلى هدنة.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اوضح الجمعة أن موسكو تعمل على وثيقة تعرض “شروط اتفاق مستدام وشامل وبعيد المدى حول تسوية” للنزاع، على ان يسلم لاوكرانيا بعد انتهاء عملية تبادل الاسرى.
وستحذو كييف حذو موسكو طارحة شروطها الخاصة.
وأعلن الطرفان الجمعة تبادل 390 شخصا من كل جانب، في “المرحلة الأولى من اتفاق التبادل +1000 مقابل 1000+” وفق ما أعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن يستمر التبادل السبت والأحد.
وقال زيلينسكي “من المهم استعادة جميع الأسرى”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام “عاد 270 عسكريا روسيا و120 مدنيا، بينهم مدنيون من منطقة كورسك أسرتهم القوات المسلحة الأوكرانية، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف. وفي المقابل، تم تسليم 270 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية و120 مدنيا”.
واستعادت أوكرانيا العدد نفسه من العسكريين والمدنيين بينهم جنود من البحرية والقوات المجوقلة والقوات البرية والحرس الوطني وحرس الحدود، وفقا للسلطات.
– “تهنئة” من ترامب –
وأعلن الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق الجمعة عملية تبادل “كبيرة” للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، مهنئا البلدين.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشال “تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يُفضي هذا إلى أمرٍ مهم؟”.
ويحتجز البلدان آلاف أسرى الحرب جراء القتال المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن عددهم المحدد غير معروف.
وقال مفوض أوكرانيا لشؤون المفقودين أرتور دوبروسردوف في نيسان/أبريل الماضي “لدينا تأكيد بوجود نحو 10 آلاف أسير لدى روسيا”.
وأكد مسؤول أوكراني رفيع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه أن روسيا تقدم معلومات قليلة جدا عن مصير الأسرى الأوكرانيين وأن كل عملية تبادل تحمل مفاجآت.
وأضاف “في كل تبادل تقريبا، يكون هناك أشخاص لا يعرف أحد عنهم شيئا. أحيانا يعيدون إلينا أشخاصا مدرجين ضمن قائمة المفقودين أو اعتبروا متوفين”.
وتتبادل كييف وموسكو اتهامات بانتهاك اتفاقية جنيف التي تحدد قواعد معاملة أسرى الحرب.
واتهم مكتب المدعي العام الأوكراني الجمعة الجيش الروسي بإعدام نحو 270 أسير حرب منذ بدء غزوه في شباط/فبراير 2022، مؤكدا أن ذلك جاء نتيجة “توجيهات” من مسؤولين كبار.
ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته في آذار/مارس بـ”التعذيب المنهجي والحرمان من الرعاية الطبية” للأسرى الأوكرانيين في روسيا.
وأكد عدد من أسرى الحرب الأوكرانيين السابقين لوكالة فرانس تعرضهم للتعذيب أثناء فترة الاحتجاز.
وأعادت روسيا مؤخرا جثمان الصحافية الأوكرانية فيكتوريا روشتشينا التي توفيت أثناء الاحتجاز.
وأكد تحقيق صحافي أنها تعرضت للتعذيب لافتا إلى ان بعض أعضاء جسدها مفقود.
ميدانيا، قتل شخصان في ضربات روسية استهدفت ميناء اوديسا في جنوب اوكرانيا، فيما قتل ثلاثة آخرون في منطقة خيرسون (جنوب).
من جهته، افاد الجيش الروسي بان كييف استهدفت الاراضي الروسية بـ788 مسيرة وصاروخا منذ الثلاثاء، لافتا الى إسقاط 776 منها.