غوتيريش يدين “أكثر الفترات قسوة” في حرب غزة وسرقة شاحنات المساعدات تزداد

غزة – (أ ف ب) – أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة ان “الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي”، بينما تم نهب 15 شاحنة مساعدات في القطاع بعد سماح إسرائيل بدخولها.
وبدأت المساعدات الإنسانية بدخول القطاع الإثنين للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين.
وأفاد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة محمد المغير وكالة فرانس برس باستشهاد 71 شخصا وبـ”سقوط عشرات الجرحى” وفقدان كثر تحت الأنقاض في الغارات التي أصابت منازل في وسط قطاع غزة وجنوبه الجمعة.
وفي نيويورك، قال غوتيريش إن “الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي” مع تكثيف إسرائيل هجومها العسكري.
وأضاف “يتصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي مع مستويات مروعة من الموت والتدمير”.
وأشار غوتيريش الى أنه من بين نحو 400 شاحنة سمح لها بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لم يتم جمع إمدادات سوى من 115 شاحنة فقط.
وتابع “في أي حال، فإن جميع المساعدات التي سمح بدخولها حتى الآن لا تمثل سوى القليل في وقت يتطلب الوضع تدفقا هائلا من المساعدات”، لافتا إلى أن الجهود تبذل في ظل “تصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي مصحوبا بمستويات مروعة من القتل والدمار”.
من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي الجمعة في بيان تعرض 15 شاحنة تابعة له “للنهب في وقت متأخر من الليلة الماضية جنوب غزة بينما كانت في طريقها إلى المخابز التي يدعمها البرنامج”.
– “جوع ويأس” –
وأورد البيان “الجوع واليأس والقلق بشأن ما إذا كان سيتم إدخال مزيد من المساعدات الغذائية تساهم في تفاقم انعدام الأمن”، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى “إيصال كميات أكبر بكثير من المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل أسرع”.
وناشد الفلسطيني صبحي غطاس الذي نزح إلى مدينة غزة ويحتمي في مينائها “أصحاب الضمير إرسال مياه وأغذية”. وتابع “ابنتي تطلب الخبز منذ الصباح، وليس لدينا أي خبز نعطيها”.
وأعلنت “هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” (كوغات)، وهي الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، أن 107 شاحنات مساعدات إنسانية دخلت غزة الخميس.
وكتب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في منشور على اكس أن الامم المتحدة أدخلت ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع حتى آذار/مارس.
وأضاف “لا ينبغي لأحد أن يفاجأ او ان يصدم بمشاهد المساعدات الثمينة المنهوبة أو المسروقة أو المفقودة”، مؤكدا أن “شعب غزة تم تجويعه” لأكثر من 11 أسبوعا.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته هاجمت الخميس “مجمعات عسكرية ومنشآت لتخزين الأسلحة ومواقع للقناصة” في غزة مضيفا أن “سلاح الجو قصف أيضا أكثر من 75 هدفا في أنحاء قطاع غزة”.
وأعلن الجيش بعد ظهر الجمعة أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية انطلقت في البلدات القريبة من غزة، وأفاد لاحقا بأن “القوات الجوية اعترضت مقذوفا عبر الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة”.
وفي شمال غزة، أعلن مستشفى العودة الجمعة إصابة ثلاثة من العاملين فيه “بعد أن ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية قنابل” على المنشأة.
لاحقا قال الدفاع المدني إنه نجح في احتواء حريق في المستشفى.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس سحبا كثيفة من الدخان تتصاعد فوق المباني المدمرة في جنوب غزة بعد قصف اسرائيلي.
وقال يوسف النجار الذي قتل أقارب له بغارة في خان يونس “كفى، ارحمونا… الدول كلها ترحمنا والعالم يرحمنا والشعب يرحمنا وحماس ترحمنا وكل التنظيمات ترحمنا، تعبنا من النزوح والعودة، كفى”.
واستأنفت إسرائيل ضرباتها في 18 آذار/مارس بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لتمديد الهدنة التي استمرت شهرين.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية.
كما تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد الشهداء في غزة 53822، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التي تديرها حماس، وبينهم 3673 شهيدا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت شهرين.