79 عامًا من الاستقلال من وجهة نظر جندي سابق!

79 عامًا من الاستقلال من وجهة نظر جندي سابق!

 

 

د. بسام روبين

إن عيد الإستقلال في الأردن ليس مجرد يوم عطلة  وخطابات رنانه ، بل هو محطة وطنية تتجسد فيها تضحيات الأردنيين العظماء وشهدائهم الابطال  ، ففي هذا اليوم، نتذكر كيف تحول الأردن من محمية بريطانية إلى دولة تحاول أن تشرح للعالم أنها ليست مجرد سفارة كبيرة في منطقة مضطربة ، والسؤال المهم هنا هو هل ما زال الإستقلال يعني الشيء نفسه بعد 79 عاما؟  ففي عام 1946، كان الإستقلال يعني رحيل البريطانيين، ورفع العلم الأردني ، وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية، أما اليوم، فبات يعني اشياء اضافيه.

فبعد أن أتقن الأردنيون فن الموازنة بين الفخر بوطنهم والتذمر من واقعه، فقد حقق الأردن إنجازات متعدده  تستحق منا  التقدير والتأمل ولكن ماذا عن ذلك الشاب الأردني الذي حصل على شهادة جامعية ولا يجد وظيفة؟

فالإقتصاد الأردني أشبه بذلك الصديق الذي يخبرك كل يوم أنه قريبا سينجح، لكنك ما زلت تنتظره دون نتيجه، فالبطالة تقترب من أرقام مقلقة، والديون الخارجية جاثمة على رقابنا ولا نقوم بما يلزم، لذلك بات من الواجب علينا في هذا اليوم الوطني أن نبحث عن الإستقلال الحقيقي، كونه ليس حدثا تاريخيا عابرا نحييه بخطب رنانة من نفس الوجوه ، بل هو قرار وطني نتخذه كل صباح، بأن نستقل عن ثقافة المحسوبية والواسطه، وعن تلك الصورة النمطية التي قرر البعض فيها ان  يختزل الأردن في سائح يزور البتراء ويغادر الى العقبه، لذلك علينا أن ننظر للإستقلال الـ 79 بشكل يليق بالأردنيين الشرفاء وبتضحياتهم . وأن نتذكر بأن الإستقلال لم يعد مجرد علم يرفع، أو ألعاب نارية تطلق، بل إقتصاد ينعش، وكرامة تصان، وشباب يسمع صوته، وعدالة تسود ومكافحة فساد.

حفظ الله الأردن في عيد إستقلاله، وحفظ قيادته وجيشه وأجهزته الأمنية، فلنستلهم من هذا اليوم الوطني روح الاستقلال الحقيقي ونعمل سوية لبناء وطن افضل.

 

عميد اردني متقاعد