ذوبان الثلوج وظهور المروج: مصادر خليجية رفيعة لصحيفة عبرية تؤكد إجراء لقاءات رسمية بين سوريا وإسرائيل.. طرد قادة فلسطينيين من دمشق كجزء من تعهدات الجولاني لترامب.. رجال أعمال إسرائيليون يستكشفون فرص تسويق منتجاتهم في سوريا.

ذوبان الثلوج وظهور المروج: مصادر خليجية رفيعة لصحيفة عبرية تؤكد إجراء لقاءات رسمية بين سوريا وإسرائيل.. طرد قادة فلسطينيين من دمشق كجزء من تعهدات الجولاني لترامب.. رجال أعمال إسرائيليون يستكشفون فرص تسويق منتجاتهم في سوريا.

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

أكّدت مصادر دبلوماسيّة رفيعة المستوى في الخليج لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّه حتى الآن تمّ عقد اجتماعيْن على الأقل بين مسؤولين رسميين سوريين وإسرائيليين وذلك بموافقة الرئيس السوريّ، أبو محمد الجولاني. وقال المستشرقة سمدار بيري، محللة الشؤون العربيّة في الصحيفة الإسرائيليّة، إنّ دولة الاحتلال لا تنفي ولا تؤكِّد صحّة هذه الأنباء بشكلٍ رسميٍّ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ دبلوماسيًا إسرائيليًا رفيعًا أكّد لفضائية (العربيّة) السعوديّة أنّ لقاءات مهمة تُعقَد بين الجانبيْن وتُدرَسْ وتُناقَشْ فيها مواضيع حيويّة وهامّة، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحيفة العبريّة النقاب عن أنّ ثلاثة رجال أعمال إسرائيليين، يملكون المصانع في الكيان، باشروا بجسّ النبض لدى القيادة السوريّة الحاليّة لفحص إمكانية إدخال منتجاتهم إلى بلاد الشام، وبذلك يصنعون التاريخ، كما قالت الصحيفة، التي استدركت بالقول إنّ دولة الاحتلال ما زالت غيرُ مقتنعةٍ بأنّ الجولاني سيصمد في سُدّة الحكم بسبب وجود أعداءٍ كثيرين له، والذين قد يُقدِمون على تصفيته جسديًا، طبقًا لأقوالها.
المستشرقة الإسرائيليّة تناولت أيضًا طرد السلطات السوريّة لقادة فصائل فلسطينيّة من سوريّة، ومنهم من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين-القيادة العامّة، وجبهة النضال الفلسطينيّ وقادة من حركة فتح الانتفاضة، كما أنّ السلطات في دمشق صادرت أسلحتهم، وقامت بإغلاق مراكز تدريباتهم على الأراضي السوريّة.
ونقلت الصحيفة العبريّة عن مصادرها في تل أبيب قولها إنّ طرد القادة الفلسطينيين من سوريّة هو جزءٌ من التعهدات التي منحها الرئيس السوريّ الجولاني خلال اجتماعه الأسبوع الأخير في السعوديّة مع الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، بحضور وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الصحيفة على أنّ الرئيس ترامب أوكل (الملّف السوريّ) بأيدي المستشار توماس باراك، المقرّب منه، والأخير معروف بعلاقاته الوطيدة في الخليج العربيّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ مع دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة، وهي الأكثر تأييدًا وصداقةً لإسرائيل، على حدّ تعبير المستشرقة بيري.
إلى ذلك، زعم مصدر إسرائيليٌّ مطلع على التفاصيل بأنّ إسرائيل والنظام السوريّ الجديد أجروا مؤخرًا محادثات مباشرة، ووفقا للتقرير في شبكة (سي ان ان) الأمريكيّة الحديث يدور عن مؤشرٍ إضافيٍّ لتغيير العلاقات بين البلدين، وذلك على ضوء توسيع إسرائيل وجودها العسكري في سوريّة.
وبحسب التقرير، جرت المباحثات في أذربيجان بمشاركة رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال عوديد بسيوك، الذي اجتمع مع ممثلين عن النظام السوريّ بحضور مسؤولين أتراك. هذا ولم يؤكد جيش الاحتلال الإسرائيليّ أوْ ينفي إجراء المباحثات في أذربيجان، لكن أوضح أنّه لم تجرِ مباحثات مباشرة بين مسؤولين رسميين في الجيش الإسرائيليّ مع ممثلين عن النظام السوريّ.
وعلى صعيدٍ متصلٍ، وعلى ضوء الغاء ترامب العقوبات عن سوريّة، ما يشير الى تغيير بتوجه محتمل بالسياسة الأمريكية تجاه سوريّة بعد سنوات من العقوبات والقطيعة الديبلوماسية، أفاد البيت الأبيض في ردٍّ رسميٍّ بأنّ إدارة الرئيس ترامب وضعت خمسة مطالب لسوريّة لتلبيتها بينها – الانضمام الى اتفاقيات إبراهيم، طرد المقاتلين الأجانب والفلسطينيين، تحمل مسؤولية حراسة السجون التي يعتقل بها نشطاء داعش، والمساعدة في مكافحة التنظيم المتطرف.
كما أفاد البيت الأبيض أنّ الرئيس السوري أبو محمد الجولاني أبدى خلال الاجتماع مع ترامب انفتاحًا غيرُ مسبوقٍ تجاه الولايات المتحدة ودعا الشركات الأمريكيّة الاستثمار بالنفط والغاز في سوريّة.
يُشار إلى أنّه بعد استلام الجولاني السلطة في دمشق سارعت إسرائيل إلى مهاجمته، وقالت الخارجيّة في تل أبيب في تصريحاتٍ رسميّةٍ إنّ الحديث يدور عن حفنةٍ من الإرهابيين يحكمون سوريّة، وأنّها لا تُعوِّل عليهم، ولكن قبل عشرة أيّامٍ أطلق وزير الخارجيّة الإسرائيليّة، غدعون ساعار، تصريحًا لافتًا خلال اجتماعه مع نظيره الألمانيّ يوهان وودفول، أكّد فيه أنّ الكيان مهتّمٌ جدًا بعلاقاتٍ طيبةٍ مع النظام الجديد.
ولفتت صحيفة (هآرتس) العبريّة إلى أنّ تصريح ساعار هو تعبيرٌ عن تغييرٍ جذريٍّ في السياسة الإسرائيليّة بالنسبة لسوريّة والنظام الجديد في دمشق، مذكرّةً بأنّ ساعار نفسه قال في آذار (مارس) الماضي إنّ “حُكّام سوريّة الجدد كانوا إرهابيين وما زالوا إرهابيين، حتى ولو ارتدوا الجلابيب”، على حدّ تعبيره.