بلوسكاي تُطلق رسميًا خدمة التحقق من الحسابات

لندن-راي اليوم
في خطوة تُعيد الجدل حول رمزية الشارة الزرقاء إلى الواجهة، أعلنت منصة التواصل الاجتماعي الناشئة “بلوسكاي” رسميًا بدء استقبال طلبات توثيق الحسابات، سواء من الأفراد أو المؤسسات، في إطار جهودها لتعزيز الأمان والثقة على منصتها.
وجاء الإعلان من خلال الحساب الرسمي “Bluesky Safety”، المختص بشؤون الأمان في المنصة، حيث أوضح أن الحسابات التي تُصنّف على أنها “بارزة” أو “موثوقة” باتت مؤهلة لتقديم طلبات التوثيق عبر استمارة إلكترونية متاحة للمستخدمين الآن.
توثيق للمؤسسات أيضًا
ولم يقتصر البرنامج الجديد على الأفراد فقط، إذ فتحت “بلوسكاي” الباب أمام المؤسسات لتقديم طلبات توثيق تحت صفة “جهة تحقق”، وهي ميزة تمنح المؤسسات أدوات متقدمة تمكّنها من التحقق من حسابات أخرى. وقد اختبرت المنصة هذه الميزة بالتعاون مع جهات إعلامية مرموقة مثل صحيفة نيويورك تايمز ومجلة وايرد، في محاولة لابتكار آلية موثوقة وشفافة للتحقق.
الشارة الزرقاء تعود… والقلق يعود معها
رغم الطابع الرسمي لهذه الخطوة، فإن قرار “بلوسكاي” لم يحظَ بترحيب جماعي من المستخدمين، لا سيما مع عودة الشارة الزرقاء التي ارتبطت سابقًا بالجدل على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث تحولت من رمز للموثوقية إلى ميزة مدفوعة بعد استحواذ إيلون ماسك على المنصة. ذلك التحول أثار تساؤلات حول جدوى التوثيق وفقدان معناه الأصلي، وهو ما تحاول “بلوسكاي” تجنبه اليوم.
توثيق بديل: التقنية بدلاً من الرموز
وللخروج من هذا الإطار التقليدي، تقدم “بلوسكاي” نظام توثيق بديلًا عبر أسماء النطاقات الإلكترونية، حيث يمكن للمستخدمين تأكيد هويتهم ذاتيًا من خلال ربط حساباتهم بنطاقات موثوقة. فعلى سبيل المثال، اختارت إذاعة NPR الأميركية الظهور على المنصة باسم “@npr.org”، وهي طريقة نالت إعجابًا واسعًا، إذ استخدمها حتى الآن أكثر من 270 ألف حساب لتوثيق نفسه، وفقًا لتقرير من موقع TechCrunch.
غموض في المعايير
ورغم وضوح بعض الشروط، مثل ضرورة أن يكون الحساب نشطًا، ويحتوي على سيرة ذاتية وصورة ملف شخصي، ويرتبط بجهة أو موقع رسمي، فإن معايير تحديد “الحسابات البارزة” لا تزال غير دقيقة. فالمنصة اكتفت بالإشارة إلى أن التوثيق سيكون مخصصًا للحسابات “البارزة في مجالها أو منطقتها الجغرافية”، مع الاستناد إلى معايير مثل الظهور الإعلامي، التقدير المهني، أو تفاعل الجمهور.
محاولة “بلوسكاي” لإعادة تشكيل مفهوم التوثيق تحمل طابعًا جريئًا، خاصة في ظل تجارب المستخدمين السلبية السابقة مع المنصات الكبرى. وبين نظام الشارة الزرقاء التقليدي والتوثيق التقني عبر النطاقات، يبقى السؤال: هل ستنجح “بلوسكاي” في إعادة الثقة إلى مفهوم التوثيق الرقمي، أم أن الجدل سيستمر في ملاحقة هذه العلامة الرمزية؟