أحمد إيهاب سلامة: من قلب غزة وُلِدت خنساء جديدة.. عندما تتحول الأم إلى وطن

أحمد إيهاب سلامة: من قلب غزة وُلِدت خنساء جديدة.. عندما تتحول الأم إلى وطن

 

احمد ايهاب سلامة

لقد عادت الخنساء إلى الحياة من جديد
تماضر بنت عمرو قدمت أربعة من أبنائها شهداء في القادسية، فارتقوا واحدا تلو الآخر وتلقت نبأ استشهادهم بثبات يزلزل القلوب قائلة
(الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وأسأله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)

واليوم ها هي خنساء العصر، الدكتورة آلاء النجار تزف تسعة من أبنائها شهداء، قرابين فداء للدين والوطن
فإن كانت تماضر قد قدمت أربعة، فآلاء قد جددت المجد بتسعة من خيرة رجالها، ولم تذرف إلا دموع الصبر والإيمان

يا آلاء يا من زكيت تسعة من أبنائك بدمك الطاهر وصبرك العظيم،لقد نحت اسمكِ في صخر المجد بحروف من نور، لا يفيك حقك مداد البلغاء، ولا يصف عظمتك كلام الفصحاء
فأنتِ لم تخجلي التاريخ فحسب، بل أحرجت الحاضر وأيقظت الضمير النائم في أمة متعبة

يا أمهات غزة الأحرار
يا من علمتن نساء العالم معنى الشرف، ومعنى البطولة، ومعنى أن تزرع الكرامة في صغاركم قبل أن ينطقوا الحروف، يا من فقتم رجالا كثرا تشدقوا بالرجولة، ولم نر منهم غير الصمت واللهو والخذلان

حفظكن الله ورعاكن واعلموا أنكن لستن مجرد أمهات، بل أنتن أوطان تمشي على الأرض وغزة لن تنجب إلا المجد رجالها نار
ونساؤها فخر وأطفالها نور يمشي نحو النصر

آلاء النجار ليست فقط أما للشهداء
بل صارت عنوانا للمجد، ومثالا يُروى، وراية لا تنكسر

اللهم اجبر قلبها، وقلب كل أم في غزة الصامدة، وكن لهن خير معين، النصر قادم لا محالة وإن تأخر فإن الحق لا يموت وإن نام طويلا.
كاتب اردني