ميلاد عمر المزوغي: ليبيا: موجة الجماهير الهائلة ستطيح بالدبيبة

ميلاد عمر المزوغي: ليبيا: موجة الجماهير الهائلة ستطيح بالدبيبة

 

 

ميلاد عمر المزوغي

منذ ان جيء بالسيد الدبيبة الى سدة رئاسة الحكومة في 5 فبراير 2021, تبنّى شعار ان لا سقوط لدماء الليبيين بعد اليوم, حاول كثيرا وأد الاحتكاكات بين الفصائل المسلحة في مهدها عبر دفع الاموال لتلك الفصائل واستطاع شراء ولائها, فتبادل معها المنفعة, فهي تحميه من السقوط وهو يعطيها الشرعية, إلا ان تغول بعضها ومحاولة فرض آرائها عليه وبالأخص اختطاف مدير القابضة للاتصالات, التي فاق ايرادها 9 مليارات دينار والتي اختفت فجأة من ميزانيتها, جعل الدبيبة ينصب كمينا لمن كان يعتبر الى القريب العاجل ساعده الايمن (غنيوة الككلي) رئيس جهاز دعم الاستقرار الذي يتبع الرئاسي مباشرة, ما ادى الى مقتله غدرا,واحدث ذلك تذمرا في الاوساط العامة لبشاعة العملية وافتخار الدبيبة بتنفيذها عبر قائد تشكيل لواء 444 الذي يعتبره جهازا منظما, وعمت الفوضى مختلف انحاء العاصمة, وكان الدبيبة يهدف الى تصفية قادة ميليشيات الى الامس القريب يعتبرهم مهنيين في عملهم ويفتخر بهم.
على الرغم من طوفان الجماهير بغرب البلاد المحتشد بساحة الشهداء بطرابلس وبعض المناطق الاخرى يوم الجمعة 23مايو2025 المنادي بإسقاطه .الا انه ليس من السهل على الدبيبة ان يستقيل ,بل سيظل يصارع حتى آخر لحظة ..لهول ما ارتكبه في حق الشعب, وهو يعتقد جازما انه حتى وان ارتحل فانه لن يفلت من العقاب وبذلك يسعى الى الحصول على وعد بعدم الملاحقة القضائية, ولا اعتقد ان هناك من سيقدم له ذلك.
تحدثت مصادر صحفية, ان اركان الدبيبة قاموا بدفع اموال لجمهور عريض من الشباب للمشاركة في المظاهرة الداعمة لحكومته, وتوفير وسائل نقل لحملهم الى عين المكان ردا على التظاهرة الشعبية التي طالبت باستقالته امس الجمعة, ان من قام بشراء ذمم بعض أعضاء لجنة ال75 للوصول إلى السلطة لا يستغرب منه شراء ذمم بعض الشباب بمبالغ زهيدة. او إجبار موظفي وزارة الشباب على التجمهر لصالحه.
ان ليبيا في عهد الدبيبة تشهد هدرا للأموال العامة وارتفاعا لأسعار السلع نتيجة خفض قيمة العملة المحلية, اضافة الى فرض رسوم على بيع الدولار ,ما جعل متوسط دخل الفرد في ليبيا (275$ بالشهر) وهذا المبلغ يعتبر دون دخول نظرائه بغالبية الدول العربية, رغم ان ليبيا دولة نفطية وعدد سكانها بسيط .بينما يقدر مختصون ان ثروات عائلة الدبيبة الحاكمة تجاوز المئة وثلاثين مليار دولار(130$مليار).
كما اكد تقرير لموقع واشنطن آي Washington eye ان الدبيبة قام في الآونة الاخيرة بتحويل مبلغ 400 مليون دولار الى تركيا على دفعات, وبحسب الموقع أكد أحد المسؤولين الأتراك الذين تحدثوا للصحيفة، أن هذه التحويلات تمثل عملية غسيل أموال على نطاق كبير، مستغلّة البنية التحتية للدولة الليبية لأغراض شخصية. نتمنى ان لا تصل ايادي عائلة الدبيبة الى احتياط البلد من الذهب والذي يقدر بـ144 طن بالبنك المركزي, وهو ما تركه النظام السابق قبل سقوطه.
كما قام مساء السبت حشد شعبي بالتظاهر امام المقر الرئيس للمجلس الرئاسي بمنطقة النوفليين,وطالبوا رئيس المجلس ..المنفي..  بإقالة الدبيبة وتشكيل حكومة وطنية لكل البلاد من اجل اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في اقرب الآجال.
المؤسسة الوطنيّة لحقوق الانسان بليبيا قالت من جانبها: ان الدبيبة ارتكب يوم السبت24 مايو2025 جريمة بإجبار العسكريين والموظفين في الجهات العامة على التظاهر لدعمه , وذكرت المؤسسة ان هذا التصرف يعكس أسوأ صور القمع والتسلط, ويؤكّد أن هذه الحكومة تدفع الدولة نحوّ هاوية الاستعباد السياسي, وامتهان كرامة وآدمية الإنسان وقراراته السياسية.
لا شك ان حكومة الدبيبة هي من اختارت المجابهة مع الشعب الليبي وبالأخص في غرب البلاد, الذي صبر كثيرا على جرائمها الانسانية واهدارها للمال العام, المؤكد ان الدبيبة لن يصمد مهما حاول امام الغضب الشعبي, فالحكام الى زوال  وان تأخر الحسم بعض الوقت.
كاتب ليبي