يونس طير: تراجع مشوب بالقلق إلى عبد النور حمامو: باخوس الزمن الحديث. لا نكهة للنبيذ خارج حدود أولمبك الأرض.

يونس طير: تراجع مشوب بالقلق إلى عبد النور حمامو: باخوس الزمن الحديث. لا نكهة للنبيذ خارج حدود أولمبك الأرض.

 

 

يونس طير

” في ذهن كلٍ منا هناك غابات غير مستكشفة، لا نهائية، وكل فرد يضيع بغابة ما، في كل ليلة، وحده “
 أورسولا لي غوين، من رواية A Wizard of Earthsea

الزمان تغلبه صخرة السؤال:

كان الزمان يتشح بالبياض وحده.
والسواد الذي استحم لتوه في مسبح إغريقي قديم،
 كان يفكر في لعنة الفراغ المتعب.
 والحضور المرعب كان يتكئ على مجاز ما،
 ويتملى بموضوعية عاصفة الفناء.
 وكان السياق لغزا بمنتهى الصرامة والغباء.
وعلى ظهر ما، ربما كان ظهر حضوري الذي كان،
 صخرة الملعون القديم
ولا جبل لتسلقه.
وحدها هاوية القلق الوجودي العنيد تستبد
وعاصفة الأسئلة القديمة
تشرق ماسحة الأشياء
كل الأشياء..
يضرب القلب بسرعة،
 ويهرب الرأس لسهول العبء.
 وهناك ينتف شعره شعرة شعرة،
 ويحرق الجواب بنار العبث الفاتن.
يتسلق الهاوية ويحلق لجبال تحت أرضية.
 أفعوان السؤال يمتص الأشياء
 والحضور
 وكل سكينة،
وكل هنيهنة يسكنها الجواب.
 يا جحيم القلق:
استرح خلف حلم ما،
 تمل يمامة ما تنسج سؤالها.
 اندهش لفتنة ولادة ما، أغنية ما، حكمة ما..
ترتعد الأشياء،
 وتلتف الصلوات بقصاصات الأنبياء،
 يتداخل الخروج بالدخول،
 والغياب بالحضور،
 الأشجار بالأساطير..
إلى قلق الصرخة الأولى المساق.
الذهول الأول
الدهشة التي كانت
 لا جدوى من كذبة كانت تسمى القدر.
لا معرفة لتظلل قيظ السؤال الحارق.
ولا أسطورة لتغوي العبء.
“الزومبي” القادم من عمق كاليبتوس يحن للهوية
والمفاهيم العقيمة
كان يراقص روح النبيذ،
ويلعن كل شيء
ولاشيء.

المكان حكاية غير مقنعة البتة:

الأشياء تعوم في صمت لا يشبهه شيء.
 المكان كالغياب الذي لم يكن.
 كان أقل من الموت وأدنى من الشيء الحامل.
 أولا وأخيرا كان المكان
 نقيض المكان.

 تسقط قطعة صمت فتصطدم بالفراغ.
 لا شيء
 يسبح في لاشيء،
 ويمضي مفتونا باللاشيء..
يحبل الغياب بالغياب.
لا بحيرة لتحمل جسد المسيح.
لا مسرح لنفاق قديم.
ولا حب ليصنع شيئا يحمل طيفه.
متاهة الصمت وقيامة باردة،
 ولا مكان.
نسكن حانة ” أم الربيع” ونتوعد الزمن المارق،
الزمن الذي لا يعول عليه بتاتا.
خارج ” أم الربيع”، أقصد خارج الزمن: اللعنة على الكلمات التي تنزل كالمطر الدافئ
المدهش جدا وجدا،
ك” عبد النور” و ك” أم الربيع”..
لا نبيذ إن لم تباركه يد ال”باخوس” :
الهبة الأخرى لبرومثيوس لنا نحن
السكارى
والصعاليك المنفيون في الزوايا
نحن الفانون منذ الأزل.

كاتب من المغرب