السفير منجد صالح: “ألف ليلة وليلة” ليست كاملة دون ليلة واحدة

السفير منجد صالح: “ألف ليلة وليلة” ليست كاملة دون ليلة واحدة

 

السفير منجد صالح
النابغة شهرزاد، التي استطاعت أن تُطيّر النوم من عيني الرهيب شهريار، خلال ألف ليلة وليلة، يبدو انها، في اوج عزّها وتورّدها، لم تكن لتستطيع اراحة سكان قطاع غزة، ليلة واحدة، ليلة واحدة فقط  بلا قصف ولا موت ولا دمار،
هنا لا تنفع الحكايا ولا الاشعار!!!،
لان الروايات والسواليف لا تجابه النار،
لو نقصت ألف ليلة وليلة “ليلة واحدة” هديّة لاهل قطاع غزّة،  كي يناموا فيها ليلا طويلا بلا انفجارات ولا ازيز رصاص ولا هدير المقاتلات المغيرة،
أن يرتاحوا ويناموا ليلا طويلا، أو حتى ان يناموا قليلا، على نغمات امواج البحر المتلاحقة المتلاطمة على رمال الشط ، تصطدم بقوارب الصيادين، الغائصة في الرمل من ندرة الاستعمال والابحار،
لو استطاعت شهرزاد أن توقف الحرب المجنونة على غزة ليلة واحدة، لاصبحنا نقول ألف ليلة وليلة وليلة لغزّة،
لكن شهرزاد اكملت حكاياتها الالف وواحدة ونامت هي نفسها الليل الطويل، لا أحد اخبرها عن غزّة، ولا هي سمعت عنها، كي تُحيك لها حكاية خاصة،
غزّة  بقيت خارج الحكاية، لكن  في خضمّ اتون اللهب والحمم، ونقص الثمر والحجر والشجر والبشر،
هل تجلّت غزة في اسطورة طائر الفينيق، الذي ينبعث دائما من تحت الجمر والرماد؟؟؟!!!،
لو انتبهت شهرزاد لغزّة لخصصت لها ليلة كاملة، لاطفالها، كي يناموا ملئ جفونهم على حكاياتها وقصصها، ولاصبحت بلاغتها وعبقريتها تغطّي ألف ليلة وليلة، وليلة لغزّة.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني