داخلية غزة: السيطرة الإسرائيلية على توزيع المساعدات تهدف إلى تنفيذ سياسة التهجير

داخلية غزة: السيطرة الإسرائيلية على توزيع المساعدات تهدف إلى تنفيذ سياسة التهجير

غزة / الأناضول
أكدت وزارة الداخلية بقطاع غزة، الاثنين، أن إسرائيل تحاول السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية عبر “مؤسسة مشبوهة”، تتجاوز مؤسسات الأمم المتحدة، وذلك لتنفيذ مخططات التهجير.
وذكرت الوزارة في بيان: “قلقون من محاولة الاحتلال الشروع في تنفيذ آلية للالتفاف والسيطرة على توزيع المساعدات”.
وأوضحت أن “الاحتلال يتجاوز مؤسسات الأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأونروا”.
وأشارت الوزارة إلى أن “الاحتلال يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بمؤسسة مشبوهة تخدم سياساته وأغراضه، ويسعى لإحلال الفوضى وتجويع المدنيين واستخدامه سلاحا في وقت الحرب”.
وتروج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب ووسط غزة، من خلال منظمة سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة إغاثة غزة”، والتي تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقالت الوزارة إن إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها “الخبيثة” المتمثلة في تنفيذ “مخططات التهجير وابتزاز المواطنين” بالمساعدات.
وقبل ساعات، أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة “إغاثة غزة” جيك وود استقالته من منصبه، قائلا إنه “من المستحيل تنفيذ الخطة (توزيع المساعدات) مع التمسك بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، وهي مبادئ لن أتنازل عنها”.
ولفت في بيان إلى أن هدفه من قيادة المؤسسة كان لتحويل المبادرة إلى “كيان إنساني مستقل فعلا”، موضحا أنه “وضع خطة عملية تراعي الاحتياجات الأمنية، لكنها غير قابلة للتنفيذ”.
وقبل أيام، حذر مفوض الأونروا فيليب لازاريني من أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بقطاع غزة قد يشكل مقدمة لـ”نكبة فلسطينية ثانية”.
ووصف لازاريني المخطط بأنه يمثل “أداة للتهجير القسري” ويرقى إلى “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
ومنذ ذلك الحين، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول 87 شاحنة مساعدات فقط مخصصة لمؤسسات دولية وأهلية فيما يحتاج القطاع يوميا إلى 500 شاحنة من المساعدات الإغاثية والطبية والإغاثية و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة بغزة، وفق ما أعلن عنه المكتب الإعلامي الحكومي، مساء الأربعاء.
والأحد، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “آلية المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، ستبدأ بالعمل الإثنين، بعد تأخير ليوم واحد، بالتعاون مع شركات أمريكية خاصة”.
لكنها أشارت إلى أن الآلية الجديدة “تعاني من ثغرات كبيرة ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات جميع سكان القطاع”.
والاثنين الماضي، نشرت “يديعوت أحرونوت”، لأول مرة، صورا لموظفين تابعين للشركة التي ستتولى توزيع المساعدات وهم يرتدون سترات واقية ومدججين بالسلاح.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.