عدنان نصار: وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية.. تصريحات خالية من الجوهر والمحتوى

عدنان نصار
طلت علينا وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي من القدس المحتلة بمؤتمر صحفي صباح الأثنين جمعها مع وزير الخارجية الإسرائيلي والسفير الأمريكي هناك.
الوزيرة الأمريكية الوسيمة، التي يميل لونها الى اللون القمحي الجميل ، كانت تتحدث بخجل وهدوء مؤكدة إنها جاءت بإيعاز من الرئيس دونالد ترمب لبحث الحلول المقترحة لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيلين لدى حماس.. لم تحمل الوزيرة الأمريكية في حقيبتها الديبلوماسية أي جديد بإستثناء الرسائل الأمريكية المؤكدة على إلتزام واشنطن بالوقوف الى جانب اسرائيل ودعمها وعدم التخلي عنها، وهي رسائل بلا شك تحمل نفس الإسطوانة المشروخة التي ترددها امريكا منذ أكثر من 70سنة، دون إحداث أو استحداث أي آلية لمساندة حل القضية الفلسطينية بإستثناء الوعود البراقة الخالية من المضمون والمحتوى والفعل الجاد لحل المشكلة الأكثر حضورا سياسيا في العصر الحديث.
ويبدو الدعم الأمريكي المتجلي بأكثر من صورة واضحا، ولعلها ليست مصادفة أن يقتحم أكثر من 700 مستوطن صهيوني باحات الأقصى بتزامن مع زيارة الوزيرة الأمريكية التي دعت ان: “يبارك الرب دولة إسرائيل” ولم تدعو لجثث الأطفال المتفحمة في غزة بالرحمة، في وقت متزامن أيضا مع موعد زيارتها للكيان الصهيوني.!!
الموقف الأمريكي الداعم لمخططات الصهيونية بكل تفاصيلها، هو اقرب ما يكون الى تفعيل سياسة التحريم للعدالة ، ودعم سياسة الإجرام الصهيوني ومستوى ما يحدث من إنتهاكات صارخة للعدالة وللإنسانية على مرأى ومسمع العالم .
وفي توقيت متزامن مع زبارة الوزيرة الأمريكية يرقص المستوطنين في محيط الأقصى وعلى بواباته الخارجية يمارسون عربدة فاضحة وإساءات وإنتهاكات لحرمة الأقصى بطريقة بشعة يدعمها اليمين الصهيوني الذي يهيمن على حكومة الإحتلال.
ويجيء إقتحام بن غفير المسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي لباحات الأقصى برسالة أكثر صلافة وتطرفا يبعثها الى وزيرة الأمن القومي الأمريكي المتواجدة حاليا في القدس، وهي رسالة ملغمة تفيد بتغلغل اليمين الإسرائيلي المتطرف في مؤسسة الحكم الإحتلالي ضاربا بعرض الحائط كل الأصوات التي تتادي بوقف القتل والتجويع في غزة وعربدة المستوطنين في مدن الضفة والقدس.
لا يمكن لهذه الحالة من العربدة الاسرائيلية أن تستمر ، ولا يمكن لها أن تدوم ، فتصاعد الرفض الدولي للعدوان على غزة وصل ذروته حتى عند حلفاء “اسرائيل” التي أصبحت معزولة ومنبوذة أكثر من أي وقت مضى ، حتى مفوض الرياضة في الإتحاد الاوروبي توصى بإستبعاد اسرائيل عن مشاركتها الرياضية بسبب عدوانها على غزة.
تصاعد الرفض الدولي للعدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ، يعتبر تحركا ايجابيا وإن جاء متأخرا، وهو يؤكد إنعزالية الإحتلال وهمجيته.
بن غفير وقطاع المستوطنين ورقصة الأعلام الوقحة في حضرة الأقصى الشريف، لم تكن لتمر لولا حكومة اليمين المتطرف وحمايتهم لهم ..فعلى مدى أكثر من 30 سنة ماضية لم يشهد الأقصى مثل هذا الإستفزاز الصهيوني، ومثل هذه الوقاحات التي تمارس بحق أولى القبلتين.. فهل من رسائل تحملها هذه الإستفزازات، ورذالة بن غفير وهو يخطب في باحات الأقصى عن ما يسمى بذكرى “توحيد القدس” وفق مفهوم الإحتلال .
كان الأجدر بوزيرة الأمن الداخلي الأمريكي أن تضع في حقيبتها الديبلوماسية كل هذه الممارسات ونقلها الى البيت الأبيض العارف بكل التفاصيل ..وهو العارف لكل صغيرة وكبيرة..؟!
كان الأجدى والأنفع ان تصرح الوزيرة الأمريكية من القدس عن كل هذه الممارسات الاحتلالية الفاضحة ..قبل أن تقول :”فليبارك الرب اسرائيل”.. أي مباركة وأي بركة تنزل من الرب على قتلة الأطفال في أفران قذائفهم الحارقة .
كاتب وصحفي أردني..