لواء إسرائيلي بارز يعتبر مصر أخطر تهديد لتل أبيب ويحذر من أن الجيش الإسرائيلي سيكون غير قادر على الدفاع أو الهجوم إذا بدأت القاهرة حربًا حالياً.. ما هي ردود الفعل على مقال “معاريف” المثير؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
فيما اعتبر بأنه تحريـض خطير على مصر نشر اللواء المتقاعد يتسحاق بريك مقالا اليوم الاثنين مقالا مهما في صحيفة معاريف أطلق فيه تحذيرات غير مسبوقة من “تعاظم القـوة العسكرية المصرية”، وذهب إلى حدّ اعتبار مصر “التـهديد الأشد خطورة على إسـرائيل”.
أهم وأخطر ما جاء في المقال حسبما يرى د. محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بكلية الآداب جامعة عين شمس أن مصر لا تكتفي بعدم احترام اتفاقية السلام، بل تقيم علاقات تعاون عسكري مع ألد أعـداء إسرائيل – وهي تمتلك اليوم أكبر وأقوى جيش في الشرق الأوسط، دون أن يكون لدى إسـرائيل أي رد عملي على ذلك.”
بريك قالها صراحة في المقال الذي ترجمه د. محمد عبود ( إذا قررت مصر شـن حـرب، فإن الجيـش الإسـرائيلي اليوم غير قادر لا على الدفاع ولا على الهجوم… تل أبيب تعيش على أمل المعجزات، لكنها لا تحدث دائمًا).
وقال إن المصريين يجهزون أنفسهم لاحتمالية الحـرب ضد إســرائيل، مشيرا إلى أن هذا واضح من حجم البنية التحتية، الطرق، والمخازن في سيناء” وعما يقال عن ضـرب السد العالي؟ قال اللواء بريك إنه ردع زائف، مشيرا إلى أن
المسؤولين في إســرائيل يعيشون على وهم أن التـهديد بضرب السد العالي يشكّل ردعا معنويا كافيا لأي تحرك مصري، لافتا إلى أن هذا التـهديد لا يستند إلى أساس حقيقي، ولا يردع المصريين، ولن يمنعهم من شن الحــرب ضد إسرائيل.
وعن اتفاقية السلام يرى اللواء الإسرائيلي المتقاعد إن اتفاقية السلام تحولت من “ركيزة استقرار” إلى “قشرة هشّة مهددة بالانهيار، مشيرا إلى أن تل أبيب تتجاهل هذه التطورات الخطيرة، وكأنها تعيش في “ضباب المعركة” والعمى الاستخباراتي [على غرار 73].
وعن قراءته للمقال يرى د.محمد عبود بأنه تحريـض واضح وصريح، لافتا إلى أنه وصف مصر، مرارا وتكرارا، بـ”العدو”، ويضع الجبهة المصرية ضمن جبهات القتال المستقبلية.
وحذر د.عبود من أن بريك طالب باستحداث منصب ضابط استخبارات بمكتب رئيس هيئة الأركان ينشغل بتحديد بنك الأهداف، ورصد البنية التحتية ووسائل القـتال في مصر والدول المعـادية.
وردا على سؤال: من هو اللواء يتسحاق بريك وما أهمية مقاله؟
يجيب د. عبود قائلا: ضابط سابق في سلاح المـدرعات.
شغل منصب مفوض شكاوى الجنود.
معروف بجرأته وانتقاداته الحادة لأوجه القصور في الجيش الإسـرائيلي. له تأثير واسع على الرأي العام والمؤسسة الأمنية، ومقالاته كثيرًا ما تُناقش في الكنيست والمجالس الأمنية.
ويخلص أستاذ الدراسات الإسرائيلية إلى أن مقال اللواء بريك ليس مجرد قراءة أمنية، بل هو رسالة استراتيجية متعددة الأهداف، منها: تهيئة الداخل الإسـرائيلي لاحتمال صـدام مستقبلي مع مصر.
إعادة شيطنة مصر في الخطاب السياسي الإسرائيلي.
ممارسة ضغط سياسي غير مباشر على الحكومة المصرية.
تبرير رفع ميزانيات الدفاع الإسرائيلية بزعم وجود تهديد “وجودي”.
ويختتم د. عبود مؤكدا أن ما ورد في مقال بريك اليوم من أخطر أشكال التحريـض الأمنـي على مصر منذ اندلاع الحـرب على غـزة، مشيرا إلى أن المقال يأتي ضمن التحول المقلق منذ شهور في الخطاب الإسـرائيلي الرسمي وشبه الرسمي تجاه القاهرة، حيث تتحول مصر في هذا الخطاب من “كنز استراتيجي مستقر” إلى جبهة قتال مستقبلية محتملة.
وردا على سؤال: هل يأخذ صناع القرار في إسـرائيل تحذيرات اللواء بريك على محمل الجد؟ أم أن الغطرسة ستؤدي مجددًا إلى مفاجأة مصرية على غرار 1973 وربما أكبر.
يجيب د.عبود بقوله: على كل حال، المفاجأة واردة إن تجرأت إسرائيل على مصر في ظل ما يصفه اللواء بريك بالتفصيل في متن المقال من تراجع جاهـزية الجيش الإسرائيلي، وتقليص ست فرق، وآلاف الدبابات، و50٪ من كتائب المدفعية، وألوية مشاة وألوية دفاعية، وكتائب هندسة ووحدات جمع معلومات استخبارية، وآلاف الجنود النظاميين.
يأتي مقال اللواء الإسرائيلي استكمالا لحملة ممنهجة داخل إسرائيل ضد الجيش المصري، اعتبرها الكثيرون تحرشا بمصر.
الناظر في أحوال الجيش الإسرائيلي حسب التقارير الداخلية والخارجية يجد أنه بات ممزقا، وفي أضعف حالاته بعد الضربات الموجعة التي وجهتها له المقاومة الفلسطينية والمقاومة اليمنية التي أبلت ولا تزال بلاء حسنا.
البرادعي يسخر
في سياق التصعيد الإسرائيلي قال د.محمد البرادعي إنه إضافة إلى التطهير العرقي في غزة والخطة الحالية لتهجير أهلها “طوعا” بعد حرمانهم من كل مقومات الحياة؛ تقوم اسرائيل فى نفس الوقت بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وأضاف البرادعي ساخرا: “لابد -والحال كذلك وإلى حين انتهاء اسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية شعبا وأرضا- من بيان ” بأشد العبارات ” من “الزعماء العرب ” ولو استدعى الأمر ” قمة عربية” لا يحضرها أحد .