سمير خلف الله: باكستان، تحية لوطني

سمير خلف الله
بحر الطويل
تَــنَــادى لهِــنْـدُوسٍ لـَـفِـيف الجـحـافـل فــكـانـت لـبـاكـــسـتـان ذات الـسـلاسـل 01
وأغْــرى بُـغَـاثَ الـخَـلق أهْـلُ الجَـدائـل فأخْـزَى لـهـمْ ربّـي بـــسَــوط الـنَّــوازل
وما لي قِـــفَـا نـبـكي مَــقَـالُ الـقـصـائـد فـبـالـنـصـر جـدلان تَـغَـــنّي الـمَـكَـاحِـل 02
ولـلـقــوم ما أغْـنَـتْ صُــرُوحُ الـمـعـابد ومـا جـاء مِـنْ غَـوْثٍ بِـرَحْـل الـقـوافـل
و والـلـه مــا اغْــنَـى لـهــمْ ألــف نائِـل وجُــــنْــــدُ لِـــــواءاتٍ لأقْــيَــال وائــــل 03
فـأكــرمْ بـبـاكـســتـان فـخـر الـكـتـائــب فــيـــالِـقٌ أَرْزاءٍ ومُـــهْـــل الــمَـراجِــل
لأجْــنــاد طـغــيـانٍ وبَـغْـــي الـمَــظـالـم وهَـــلـْـكى لـهُــمْ ديــنُُ شُـرور الغَـوائِـل
بهم سُــؤدُدُ الـبِـنْــجَاب بـالـمـجـد رافـل وفي حَــضْــرة الأشـعـار تَــوْرِيــق آثـل
فـأنْـعِـــمْ بـبـاكـســتـان أرضُ الـمَـغَـاور بـهـمْ جَـأشُ مِــقْـدَامٍ وبـأسُ الـبـواســل
حـبـيـب القوافي عـاد شـعــب المـفاخـر فـجادت حـروف الضّاد جُـودٌ الـمُـغَـازل
بـسـاح الـوغى كـالـلـيـث بـين الـطرائـد فأمسى العِـدا مــا بـيـن صرعى وذاهـل
بـــبُـنَـيانـه المـرصُــوص دَكُّ الـهَـنَـادِكِ وأضْــغَــاثِ جــبَّــارٍ وأوهــام جــاهــــل
فـحـقَّ لـكـمْ أن تـــفـخـروا بـالــمــلاحـم ومـا جـئــتــمُ فــي دورهِـــمْ مِـنْ زلازل
ولو أنهـمْ طالــوا لـبــاعُــوا نــســاءَكـم بـأســـواق عُـــبْــدانٍ لــقــوم سَــوَافِــل
وقـادوا لهُـنَّ فـي قــيــود الـمَـعَـــاصِــم سَـبَـايـا لـِعُـــشَّـاق الـهـوى والــرذائــل
وكُـنَّا أبـا الـبَـــقـاء نــبــكــي الـمــدائـن وبَـلـْـوى أحـاقـت بالــعــذارى العَـقَـائِـل 04
فـما كان يُـشْـفـي غُـلَّ بَـغْــضـاء حـاقـد سوى إنْ بدا مجرى الدِّمى سيلَ وابِـــل
وكـنّـا نَـرى فــيـــكـمْ شَــمـاتـة سَـاقِــط يُـوالـي بـســاحـات الـوغـى كُـلَّ بـاطــل
لجَـمْع بـني الإخـوان بطـشٌ الـنـواصب ودون الأنـــام لــلـعِــدا خـــيـــر كــافـــل
و والـله ما أشْـقـى فــؤاد الـمُـخَــاصــم سـوى مدحِ نـصرٍ أو صُــدُرحِ الـبـلابـل
فــيـا لــيــتـكـمْ جـيــرانُ غــزَّةَ هـــاشـم فـإنَّ الأعــادي ما لـهـمْ مِـنْ مُـسَـاجــل
وها هم بـنو العُـربان عـنـهـا شـواغـلُ بِـجِـيـــدٍ لــغـــيــداءٍ ونَـــهــدٍ وكَــاحِــل
تُـحَيِّ لـكـمْ هـامـات شـعْـــبِ الـجــزائـر فـشـعـبي كـما أنـــتــمْ كـريـم الـشَّـمائـل
ولـولا جــنــود الـحــقِّ مِـنْ آل يـاسِـــر لـضــاهــوا لـهـولاكـو وإجـــرامِ قـاتــل 05
وكـنَّـا نرى نَـسْـفَ القرى والـحـواضـر وما حاق بالـمُـورِيـسْـكِـيَاتِ الفـواضــل
ومـا جــاء أتــــبــاعٌٌ لــقـــسٍّ وراهـــب بِـبَــرْبُــشْــتَــرَ الأســــى ودُورٍ أوَاهِـــل 06
فـما خَـطَّ خـامـيـنـاسَ فــوق الـشّـرائـع بـه هَــتـكُ أعْــرَاضٍ ونَـحْـرُ الـعَــوائِــل 07
وظَـنٌٌّ لمَنْ يـهـوى عُـــجُـول الـبَـهَـائــم بــأنَّ الــذي مـا دونــه مَـحْــضُ بـاطــل
وأنَّ لـه حِـــيـزتْ جُــمُــوع الـمــنـاقـب وأنَّ الـخُــطَى لــلـخَـلْـق نـور المشاعـل
ومـــا دونـــهـــم أغـــيــارُ دون الأوَادِم وأنّـى لـهـم مـا لــلـورى مِـنْ فـضـائــل
فـجاؤوا مع الأخـبـاث نـسـل الـمـفـاسـد يَـجُـرون أحـقـاد الــضّــبــاع الـقــواتـل
وجـاؤوا بــأنــكــال الـلظـى والـمَـحَارق فـمـا عـنـدهم غـيـر الـرَّدى والأمَــاثــل
فـما كان يُرْضي غـيـر خـنقِ الــعــنـادل وطَـعــْنٍ بــأرمــاحٍ لــسِــرْبِ الأيــائـــل
فـتــغــدو قــــرى لاهُــورَ أطـلال دَارِسٍ وتغْـشى قِــفــارٌٌ مـا بـهـا مِـنْ خَـمَـائــل
فـطُـوبى شـهـيدا مات يَـصْلى الجـنـائنَ له الرّوُح تسعى في بطـون الحَـواصِــل
وكـمْ كان يُـسْـلي الـقَـوم ذبح العَـجــائز وبَـقْــرٌٌ بـخِــنْــجَــرٍ بُــطــون الـحـوامـل
ولـو أنـهُــمْ جـاؤوا لـــكـلِّ الـفــظــائــع وجـاسـوا كـذي بــأسٍ خـلال الـمـنـازل
وأنـدلـسَ الأشـجـان تمسي الـمَـضَارب فـمـا في الورى صــوت ٌٌ لـقَـالٍ وعـاذل
وتَــغْـدو مـجـالـس الـتَّــشـفـي حَـوافـلا فــدار الـعِــدا نَــشْـوى بـدمـع الـثَّـواكـل
وما كان يُـسْلي غـير غصْبِ الكَـواعِـب ومَنْ هنَّ في الورى كـغـضِّ الـفـسـائـل
فساقـوا مع الأسحار حَـشْـدَ الــمهـالـك فـأمـسى رمــيــما قَــبْـل أَوْبِ الأصـائِـل
وكم كانـت الآمـال تحْـذي الـعَــــوارض فـمـا كان يُرضي غـيـر نَــصْـرٍ لخـامِـل
وتِـــلـْــكُـمْ أمَـاني مُـسـتــبّــدٍ وضَـاغِــنٍ فــأمــستْ كـوابــيــسا بــدار الأسـافــل
فـمـا أغــنـتِ الــرَّفَـالَ يـوم الـتَّـصـــادم ولا مـا بأجْــوافٍ لــتــلــكَ الـهـــيـاكـــل
وحــاقــتْ عــذابــات لــقـــوم بـــوائـــد جِمَارٌ الــمـنـايـا والــرَّدى كـالـهــواطـل
فـها هُمْ ولا أعْـجَـاز نَخْـلِ الـسَّـــبَـاسبِ وهُـمْ مَـنْ أتـوا بالويل فـوق الصَّـواهِـل
فـمـا عــاد مــأوى لــلـغــزاة مَـغَــانــما لـئـنْ دُكَّ لــلحــيّـات مــا فـي الـمـعـاقـل
فـيُـزْجي التهاني كـلُّ ما في الجـــوارح وبـالمدح والـتـمـجيـد فَـحْـوى الـرَّسائل
وبالـحـمد والإطراء لُـــقْــيَ المــســامع لــنَـصْــر عـلـى نَـذْلٍ وحــاكِ الـحــبــائـل
وإن طـال يــا خـلانُ بُــعْـــدُ الــمــراحل فـعــنـا يــنُــوبُ سِـــرْبُ قُـمْــرٍ وزاجــل
وحزتُـمْ ذُرَى ما نالها سـيـف قــيــصرا ولا الـنِّـدُ نَــلـْـقـى فـي سِــجِــلِّ الأوائــل
فـوقْـعُ الـرَّدى بـيـن الـــعِـدا الـله أكـبـر وإنْـــشـاد زِنْـــدَهْ بَـادْ دَوِيُّ الـقــنــابــل 08
فحيوا معي سرب الصُّـقور الأشـــاوس وجَـمْـعَ الــبَـواشِــق الأبـاة الأفــاضـــل
تَـهادى كـذي القَـرْنـيـن بـالـمجد حَـافِـل فَـبَـيـنَ الـعِـدا بَـطْـش الـمـنايـا وصَـائـِل
على فـريـة الـسِّـنْـدُور أرياح عَـاصــف فَــذَرَّ ومَـا أبْـــقَـى لِـــمَــرْمَـى وطــائــل
بِـــهِْ بُـــدِّدتْ أحــــلام غــــرٍّ وفــــاتـــكٍ وأردى لها طــوفــان سَــيـل الفـطاحــل
ومِـنْ رَجْـفَـة الـزَّلاقـةِ الــقـلـب ظـامــئ لــنــصْـرٍ يـهــزُّ فـي الأُولـَى كـلَّ غـافـل
فبالأمس ألـفـونســو بَـكَـى كالـــحـرائـر وذا الـيــوم مُــودي بـهـلـوان الـمهـازل 09
وكـلٌٌّ تَــرَدَّى في مَـــهَـاوى الــمـهـالــك وما مِــنْ عَــزا فـي قــاضــمٍ لــلأنـامـل
صَـدقتَ أبـو تـمَّـام بــيــض الصــفـائـح بـوقـع لـهـا صَـوْنُ الحِـمـى والـحـلائــل 10
فَـعــانــــقْ ولا تُــصْـغـي لأقــوال واهِـمٍ فـمـا الـنـصـر إلا فـي قِـدَاح الـفــتــائــل
ومـا كان يُـسـْـتَـجْـدَى بدور الـقــنـاصل وطَــــرْقٍ لأبـــــواب الأعـــادي الأراذل
وهـيهــات في الأرجـاء رَفْــع الـبـيارق ولـو شــدَّ أزْرَ الــقــوم مـلـيـون حـابـل
ولـو جَـنَّـدوا لـلحرب بـلـــيـــون راجـلٍ وبـلــيـــون حــافـــرٍ وكـــل مــــقــاتــل
فـصَــوْلةُ ضِـرغـامٍ بـتــلــك الـسَّــواعـد بها صَــدُّ بَـغْـيٍ لا بــدور الــمــحــافِـــل
وبـالـقـمـة الـشَّــمــاء تـبـقـى الكَـوَاسِـرُ لــزحْـف الـعـِدا تَــْرنُــو بـأعــيـن هـازل 11
فـأنْـعِـمْ بـذي الــفِـــقــار نـجـل الأكـابــر فـقـدْ عَــزَّ في الأرضين طـيف المُـمـاثل 12
وأكرمْ عَـلی بُھٹّو وعـنـكَ الـــمـشـاغـل له وثـْـبُ جَـــسَّــاسٍ وسَــعْــدٍ ودَاخِـــل 13
ألا نِـمْ أيـا عـــبـــد الـقــديــر كــغــانــم أكـالــيــل مَـجْـدٍ بـعــد ردع ٍ لــخَـاتـــل 14
سَـتَـبْـقى حقولُ القمح تُـســلـي البـيادر وتـزهـو بما جادتْ جِــفَــانُ الـسَّــنـابـل
ومــا فــي جـوامـع الـتـقـى والــمــآذن لـغُــصَّــة أشـــواكٍ بــحَــلـْـقٍ لـــســافــل
ويـبـقـى الهـلال مـا بَـدا الـبَـدر سَـاريا بــصـفـح ســمـوات الـعُـلا غـيـر راحِـــل
ويَـبْـقى بـباكـسـتـان زَهْـــوُ الـبَـــيَـارق فـما بـيـن أهــل الـسِـنّـد مِـنْ مُــتَـخَـاذل
وفـيـهـا ليوم الـديـن تـبـقـى الـنـوارس تـعـــانـق ســرَّاءً بـــتـلـك الــسَّــواحـــل
وتُـلـْـقى طـــواويـسُُ عِـصِــيٍّ لـراحــل تُــراقــص ألــحـانـا لـَـشَـــدْو الـجــداول
ويَـبْـلـى مُــقَــامٌٌ للــرَّواسـي الـخَـوالـــد ومـجـــدُُ لــبـاكـــســتـان مـا دون آفـــل
ومـا جــاء دجَّــالُُ أراجــــيــــف كــاذب فـمـا دون أرض الطُّهْـر زُخْـرُف بـاطـل
سَـــقَـتْ كُـلَّ غَــاشِــمٍ رزايـا الـنـوائــب ويَـــبـقـى بـهـا عِــــزٌٌّ يُــجـافـى لــزائـل
بها الـــكــلُّ لـلأنــفــاس والـروح بَـاذل لَـئِنْ للألى لاحَـتْ خُــطَـى الـمُـتَــطَــاول
فعشقُ ثرى الأوطان تِـرْبُ الـفــرائـض ومـا كـان يـومـا فــي عِــداد الــنـوافــل
01 ذاتُ الـسـلاسـل معركة انتصر فيها المسلمون على الفرس سنة 12 هجرية
02 هنا الاقتباس من معلقة امرؤ القيس
03 أقْـيَال وائل أبناء وأحفاد ملوك الممالك اليمنية كسبأ
04 أبو البقاء الرندي شاعر أندلسي وصاحب مرثية لكل شيء إذا ما تم نقصان
05 آل يـاسِـــر بيت الصحابي الجليل عمار بن ياسر
06 بَـرْبُشْــتَـرَ مذبحة دموية في العام 1064 ومن أعظم محن المسلمين في الأندلس
07 خاميناس أحد رؤساء محاكم التفتيش بإسبانيا أضاق الموريسكيين الويلات
08 زِنْدَهْ بَـادْ النشيد الوطني الباكستاني
09 هنا الاقتباس من قصيدة أبي تمام فتح عمورية
10 ألـفـونســو ملك قشالة وصاحب يوسف بن تاشفين في موقعة الزلاقة – مُــودي رئيس وزراء الهند ومخطط العدوان الأخير على باكستان
11 في هذا البيت استحضار للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي
12 و 13 ذو الفقار عَـلی بُھٹّو رئيس باكستاني سابق وصاحب مقولة ” نأكل العشب من أجل قنبلة ” / جساس من فرسان العرب في الجاهلية / سعد بن أبي وقاس بطل القادسية / الداخل عبد الرحمن صقر قريش ومؤسس الإمارة الأموية بالأندلس
14 عبد القدير خان عالم باكستاني وأبو القنبلة النووية الباكستانية