عودة “فورتنايت” إلى متجر “أبل”: بداية حقبة جديدة في حرية التطبيقات؟

لندن-راي اليوم
في خطوة فاجأت مجتمع ألعاب الفيديو، عادت لعبة “فورتنايت” الشهيرة إلى متجر التطبيقات الأميركي الخاص بأجهزة “أبل”، بعد غياب استمر نحو خمس سنوات، لتتربع فورًا على عرش الألعاب المجانية الأكثر تحميلًا.
عودة اللعبة لم تكن مجرد تحديث عادي، بل جاءت نتيجة معركة قضائية معقدة أسفرت عن فرض تعديل جوهري على سياسات “أبل” الخاصة بعمليات الشراء داخل التطبيقات.
قرار قضائي يغيّر قواعد اللعبة
بحسب ما أورده موقع 9to5mac، فإن الحكم القضائي الأميركي الأخير أجبر “أبل” على توفير خيارات دفع بديلة، الأمر الذي فتح الباب أمام شركة “إيبك جيمز” لإعادة إطلاق “فورتنايت” على متجر “أبل”. وتعتبر هذه الخطوة سابقة في تاريخ التطبيقات المدفوعة، حيث كانت “أبل” تحظر أي عمليات شراء خارج منظومتها.
اللاعبون باتوا اليوم أمام خيارين للدفع: إما عبر منصة “أبل”، أو عن طريق موقع “إيبك جيمز” الذي يمنح المستخدمين خصمًا بنسبة 20% عند شراء عملة V-Bucks من المتصفح. هذا الامتياز كان مستحيلًا قبل الحكم، ما جعل العودة أكثر من مجرد انتصار؛ إنها رسالة تغيير في هيكل القوى الرقمية.
انتصار هش.. و”أبل” لم تستسلم بعد
رغم النجاح السريع في تصدّر قوائم التحميل، إلا أن مستقبل “فورتنايت” لا يزال غير محسوم، إذ إن “أبل” استأنفت الحكم القضائي وتسعى حاليًا إلى استعادة سيطرتها السابقة على خيارات الدفع.
في حال قبول الاستئناف أو إصدار أمر قضائي مؤقت لصالح “أبل”، قد تُجبر “إيبك جيمز” على سحب اللعبة مجددًا من المتجر، ما يجعل هذا الظهور أشبه بـ”العودة المشروطة”.
توفّر جزئي وجمهور عالمي ينتظر
حتى الآن، تتوفر “فورتنايت” فقط على متجر “أبل” في الولايات المتحدة، دون دعم لأجهزة “ماك”، ووسط غياب أي إعلان رسمي حول التوسّع للأسواق العالمية.
أما اللاعبون خارج أميركا، فيبقى الخيار الأفضل هو منصات الألعاب السحابية مثل GeForce Now وXbox Cloud Gaming، خصوصًا لمستخدمي الأجهزة التي لا تدعم تشغيل اللعبة محليًا.
نهاية احتكار؟ أم بداية معركة جديدة؟
عودة “فورتنايت” إلى متجر “أبل” ليست مجرد قصة عن لعبة، بل تعكس صراعًا أوسع بين الشركات التقنية الكبرى والمحاكم، حيث بدأت الرقابة القضائية تفرض نفسها بقوة أكبر على السياسات الاحتكارية.
بينما تسعى “أبل” للحفاظ على منظومتها المحكمة التي تضمن لها حصة من كل عملية شراء، تتجه قرارات القضاء نحو تمكين المطورين وإعطاء المستهلكين حرية أكبر في اختيار طرق الدفع.
هذا التحول لا يُنذر فقط بتغيير قواعد اللعبة في “أبل”، بل ربما يعيد رسم ملامح قطاع التطبيقات العالمي بأكمله، حيث يبدو أن عصر الاحتكار يقترب من نهايته، لصالح نموذج أكثر شفافية وتنافسية.
سواء نجحت “أبل” في استئنافها أو لم تفعل، فإن عودة “فورتنايت” إلى متجرها بهذه الطريقة تمثل بداية حقبة جديدة في العلاقة بين التكنولوجيا، القضاء، والمستخدمين.
عهدٌ تُجبر فيه الشركات الكبرى على التكيف مع واقع رقمي جديد، حيث لا مكان للسيطرة المطلقة، بل لمعادلة تحترم خيارات المستخدم وتحفز الابتكار.