لماذا يحق لنا كأردنيين أن نحتفل?

د. ذوقان عبيدات
وكما يُقال: لي فرحتان: فرحة “79 عامًا”، وفرحة اليوم ميلاد حفيدي “كايد”. وحين تلتقي الفرحتان يصبح الفرح عُرسًا وطنيّا وشخصيّا.
الفرح مشروع، وهو حافز إيجابي لكل الشعوب، ومن حق الشعب الأردني أن يفرح مهما كانت الظروف والعوامل الأخرى. فرح الشعوب مطلوب، وعلى القادة من مؤثرين ومحلّلين أن يقودوا الفرح نحو التقدم، ويمنعوا اتخاذه مناسبة للتسلق الفردي، والانتهازي؛ ولذلك، نميز بين فرح حقيقي لشعب، وفرح نخبوي بعضه بريء!
والفرح الشخصي مشروع أيضًا. في الفرح الشخصي، تأتيك البهجة مشروعة، وخالصة، ومفهومة! بخلاف الفرح العام. فميلاد حفيد متزامن مع الاستقلال يحمل معانيَ مُهمّة! وعلى صعيد الاحتفال العام، يصعب فهم ما جرى من جدل، وتناقضات حول الاحتفال بعيد الاستقلال! فهناك من سأل: ما الذي استجد هذا العام؟ هل الرقم 79 رقم خاص في ذاكرة الأردنيّين؟ هل لأنه لا يقسِم إلّا على نفسه؟ وهل لأنه ليس له عوامل وجزئيات؟ المهم 79 رقم صعب لا ينقسم شكلًا! فماذا عن المضمون؟
وأخيرًا السؤال الكبير: هل اكتشف الأردنيون أنفسهم بعد نقاشات قادها الروابدة حول تاريخ الأردن وسرديته؟ وهل يعاني الأردنيون من نقص اضطرّهم للدفاع عن هُويتهم، وكيانهم تمثل في الاحتفالات الواسعة والعفوية، والتي تعكس انتماءً، ووطنية، وحبّا، وأشياءَ أخرى؟ ما الذي دفع أحدَ الكتاب للمطالبة بمخالفة كل سيارة لا تضع علَم الأردن على رأسها؟ وما الذي دفع كاتبةً إلى القول: إن حب الوطن غريزة، وليس “غريسة” بمعنى يولد معنا ولا يُزرع فينا؟!!
(01)
الاستقلال الإيجابي استقلاب!
والاستقلاب عملية تجزيء، وتحليل للأجزاء من أجل تحويلها إلى خلايا جديدة في الجسم! وهذا هو معنى الاستقلال كما وصفه إبراهيم بدران حين قال: الاستقلال طريق للبناء والتنمية. وذهب كثيرون إلى هذا المنحى! فالاستقلال هو تنظيم للمستقبل، وليس تغنّيًا بأمجاد الماضي! هكذا يكون الاحتفال: ما مشكلات المدارس؟ ما حلولنا؟ ما مشكلات الطرق والصحة؟ وكيف نحلها؟
فالاحتفال تفكير مستقبلي في التنمية والبناء! وقد أبدع كثيرون في الحديث عن التنمية البشرية والبيئية، والسياسية وغيرها، ومع ذلك انقسم الأردنيون!
(02)
محتفلون وممتنعون!
يركز المحتفلون على حاجة المواطن إلى الفرح؛ وبذلك هتفوا، وغنوّا، ودبكوا… إلخ. واتهموا من لم يشارك بالتنكّر للوطن! كتب أحدُ رؤساء تحرير إحدى الصحف: ما بال القوميّين يحتفلون بأي عيد لدولة عربية على هواهم، ولا يحتفلون بعيد أردني؟ هل وصل التنكّر للوطن إلى هذا الحدّ؟! ويقول الطرف الآخر: كيف نحتفل، وغزّة تُباد؟ وكيف تتغنّون بأمجاد لم تستطع وقف الإبادة، أو حتى مشروعات الهجرة؟ ويتهمون المحتفلين بِـــ” النفاق، والهجرة إلى المناصب !!
(03)
جواد العناني
كان د. جواد موضوعًا جدليّا: كيف يتفهم حرب الإبادة، ويُطِل من التلفزيون الوطني مدافعًا وباعثًا للفرح بعيد الاستقلال؟ تندّر أحدُهم وقال: مَن احتفلوا بالاستقلال، لم يستنكروا ما قاله العناني! ومَن انتقدوا العناني بل”هاجموه واتهموه” لم يتحدثوا عن الاستقلال! وهكذا كان العناني معيار الفصل بين أنصار الحكومة، وهم نخبة، وبين معارضيها وهم نخبة أيضا، بل وجماهير!
(04)
الخامس من حزيران!!
احتفلنا بالاستقلال في 25/ 05، وسيمرّ علينا الخامس من حزيران المؤلم بعد عشرة أيام!! كان يمكن أن يكون كِلا التاريخين تأمّلًا، ودروسًا، وعِبَرًا! عندها نكون إيجابيّين، ولا ننتقل من أعلى قِمم الفرح والفخر، إلى أدنى دركات الأسى، والذل!!
(05)
حين يكون الفرح مزدَوجًا
كايد طارق ذوقان عبيدات، 25/05/2025، أكرمنا الله بحفيد، جعل الفرح كاملًا. نأمل أن يسير على درب المجاهد “كايد مفلح عبيدات”، ويشهد تحرير فلسطين!!!
فهمت عليّ جنابك؟!!
كاتب اردني