أمريكا تسير وفق مخططها؟ فوضى في رفح اليوم.. هل يبدو أنها مدبّرة؟ هل هي “تجربة” لمشروع التهجير؟ دبلوماسي مصري يتطلب توضيحات واضحة للإمارات والسعودية والولايات المتحدة.

أمريكا تسير وفق مخططها؟ فوضى في رفح اليوم.. هل يبدو أنها مدبّرة؟ هل هي “تجربة” لمشروع التهجير؟ دبلوماسي مصري يتطلب توضيحات واضحة للإمارات والسعودية والولايات المتحدة.

 

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
في مشاهد مرعبة، اعتبرت أول تجربة أمريكية لعسكرة المساعدات الغذائية وتحويل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال متكامل، قامت شركة أمريكية اسرائيلية اليوم الثلاثاء ببدء توزيع بعض المعلبات الغذائية بعد فحص بصمة العين واعتقال عدد من الأفراد، وبعدها وقعت الواقعة،
و تم اقتحام المركز الموجود في رفح من قبل الأهالي وتدميره والاستيلاء على المواد الغذائية، وهرب المسلحون الأمريكيون بعد اطلاقهم الرصاص على الأهالي دون تمكنهم من صدهم وفشلهم السيطرة على المكان، في فوضي عارمة بدت وكأنها مدبرة بليل.
فكيف قرأ المحللون الحدث الذي ينذر بأحداث جسام.
د. أحمد النجار يرى أن ما حدث اليوم في رفح ليس “فوضى”، بل خطوة مدروسة للتهجير القسري.
ويضيف أن الهدف واضح: دفع الناس للحدود ، ثم تهجيرهم لسيناء، لافتا إلى أن هناك ⁦أنباء متداولة عن خطة أمريكية ، لأكبر عملية اجتياح برى للقطاع ، مما يدفع الناس للزحف نحو الجنوب (الحدود المصرية) ، للحصول على الغذاء، الذى سوف ترعاه ، الأمم المتحدة عبر (4) منافذ كبيرة ، بحيث عندما يتجمع أكثر من مليون غزاوي عند (رفح) ، يبدأ الضرب خلفهم بكثافة ، فلا يجد الناس إلا الحدود المصرية أمامهم ، وحينئذ سيحدث تهجير قهري ، وإلا سوف نكون قد منعنا الحياة عن الإخوة أمام العالم ويرى أن المطلوب موقف مصري حازم و فضح التلاعب الأمريكي و دعم صمود غزة و رفض أي تمرير ناعم للتغيير الديموغرافي.
من جهته يرى السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن أمريكا بدأت في تنفيذ خططها الخاصة لتقديم المساعدات لأهل غزة، وجندت لذلك أكثر من ألف من المارينز ورجال المخابرات والأجهزة الأخري و كلهم من الموظفين السابقين الذين ارتبطت أسماء الكثيرين منهم بمهام سرية منها تحريك الجماهير وإثارة الفوضي والاضطراب.
ويضيف أنه تم عمداً إضعاف ثم استبعاد الأمم المتحدة ومختلف مؤسساتها من هذه المهمة التي كانت ولا تزال من صميم اختصاصاتها، لافتا إلى أنه منذ قليل انتقدت الأمم المتحدة فوضي توزيع المساعدات،وذكرت أن لديها خططاً عملية ومنظمة لتوزيع وتوصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
وبحسب السفير محمد مرسي فإنه انتقاد يحمل في طياته الكثير من المعاني والرسائل، مرجحا أنها فوضي مقصودة ، تتواكب معها استعدادات إسرائيلية لاقتحام ما تبقي من القطاع ، ودفع السكان تحت تهديد النار وقسوة سلاح الجوع والعطش صوب الحدود المصرية.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق أنه إذا استمرت هذه التطورات علي هذه الوتيرة فعلينا أن نتوقع تطورات كبري وغير مواتية ستحملها لنا الأيام القليلة القادمة وبتنسيق أمريكي إسرائيلي وصمت عربي خليجي.
ويقول إنه يحسب أن القيادة المصرية تدرك ذلك جيداً وتتحسب له كذلك، داعيا لوضع النقاط علي الحروف بإيصال رسائل واضحة محددة للإمارات والسعودية وبالطبع أمريكا وإسرائيل وأوروبا، مع العمل علي حشد التأييد الدولي بتكثيف قنوات الاتصال الخارجي وفي مختلف الأطر الثنائية ومتعددة الأطراف.
ويتابع قائلا: “أحسب أن لنا فرصة جيدة في استقطاب مختلف الأطراف نحو موقف دولي منظم ومتماسك وضاغط علي أمريكا وإسرائيل لمنع التهجير بمسمياته المختلفة ووسائله الكثيرة وخاصة القذرة منها” .
ويشدد على أن الأهم هو الجبهة الداخلية وردود فعل الشارع المصري تجاه ما قد يحمله المستقبل من أحداث وتطورات، مشيرا إلى أن المتحدث فيه كالسائر علي حقل أشواك لتباين الآراء ووجهات النظر والانتقادات ورؤي المعارضة والموالاه وكذا ذوي الأجندات والتوجهات الخاصة ، فضلاً عن الظروف المعيشية الصعبة للسواد الأعظم من الناس، داعيا قيادات الدولة وبرلمانها وأجهزتها الرقابية والتنفيذية القيام بالكثير ليتسني مطالبة الناس بالمزيد من التحمل.
من جهته أبدى الكاتب الصحفي محمد الجندي خشيته من أن تكون الفوضى العارمة في رفح اليوم بعد فشل الشركة الأمريكية، مقدمة لاجتياح هائل لحدود مصر تنفيذا لمؤامرة الإبادة والتهجير.