نتنياهو يخطط للهجوم على إيران من دون إذن أمريكي ويورط واشنطن في الحرب.. مكالمة “حرجة جداً” مع ترامب! طهران ستتعرض لضربة غير مسبوقة على السيادة منذ الحرب العالمية الثانية.

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
كشفت مصادر سياسيّة إسرائيليّة، وُصِفَت بالمطلعة جدًا، النقاب عن أنّ دولة الاحتلال ستشنّ هجومًا واسع النطاق ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ دون أنْ تحصل على الضوء الأخضر من حليفتها الرئيسيّة، الولايات المتحدّة الأمريكيّة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه بموجب الخطّة التي وضعها رئيس الوزراء في الكيان، بنيامين نتنياهو، فإنّ الهجوم سيتّم تنفيذه، الأمر الذي سيُجبر الولايات المُتحدّة على تقديم المساعدة، موضحةً أنّ الهجوم هو الطريقة الوحيدة لمنع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران من امتلاك أسلحةٍ نوويّةٍ تُشكِّل خطرًا وجوديًا على دولة الاحتلال، طبقًا للمصادر الرفيعة في تل أبيب.
وبحسب تقريرٍ حصريٍّ نشرته اليوم الأربعاء صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة فإنّ تهديدات نتنياهو بتنفيذ الهجوم العسكريّ ضدّ طهران أقلق البيت الأبيض والإدارة الأمريكيّة، وجرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب ونتنياهو وصفت بأنّها كانت حادّةً ومتوترّةً جدًا، وذلك بعد أنْ أبلغت إسرائيل الولايات المُتحدّة بأنّ الكيان سيُهاجِم إيران في حال تمّ التوصّل لاتفاقٍ بينها وبين واشنطن، علمًا أنّ المفاوضات بين الطرفيْن ما زالت مستمرّةً.
وقال محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هرئيل، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وازنةٍ في تل أبيب، إنّه من جهة نتنياهو فإنّه من الأهمية بمكان إظهار التنسيق مع ترامب بشأن الضربة العسكريّة لإيران، ولكنّه في الوقت عينه شدّدّ على أنّ الرئيس الأمريكيّ فاجأ الجميع عندما أعلن أنّه بصدد إجراء مفاوضاتٍ مع طهران.
إلى ذلك، أفادت القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ، المعروفة بأنّها محطة نتنياهو، بأنّ التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، إلى جانب التدريبات العسكريّة المكثفة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، تشير إلى اقتراب هجومٍ واسع النطاق على إيران.
ووفقًا للقناة، التي تعتمد في تقاريرها على مصادر في ديوان نتنياهو، فإنّ الضربة المحتملة قد تكون الأعنف ضد دولة ذات سيادةٍ منذ الحرب العالمية الثانية، ما قد يؤدي إلى تدمير المشروع النوويّ الإيرانيّ الذي استمر لعقودٍ.
وأوضحت القناة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ الهجوم المرتقب قد يشكل ضربة قاسية للحرس الثوريّ الإيرانيّ، الذراع العسكرية للنظام في طهران، وهو ما قد يمهد الطريق لتغييراتٍ داخليّةٍ جذريّةٍ قد تصل إلى تغيير النظام نفسه.
وفي حال تنفيذ الهجوم، فقد توقعت القناة أنْ ترد إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه الاحتلال الإسرائيليّ، ما سيضع منظومة الدفاع الجويّ الإسرائيليّة أمام اختبار غير مسبوقةٍ، مشيرةً إلى أنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون أمام تحدٍ صعبٍ لمواجهة أيّ هجومٍ واسع النطاق.
وذكرت القناة أنّ سيناريو الهجوم لا يزال قيد الدراسة، ومن المحتمل أنْ يتم تنفيذه بشكلٍ منفردٍ من قبل الولايات المتحدة أوْ إسرائيل، أوْ عبر عمليةٍ عسكريّةٍ مشتركةٍ، وهو الخيار الذي تفضله تل أبيب.
وشدّدّت القناة في تقريرها على أنّ إيران باتت في موقف أكثر ضعفًا، لا سيما في ظلّ الضربات الإسرائيليّة المتكررة لحزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، إضافة إلى الهجمات الأخيرة على جماعة (أنصار الله) في اليمن، وهو ما قد يجبر طهران على الاعتماد على قدراتها الذاتية في أيّ مواجهةٍ مقبلةٍ.
وحذرت القناة العبرية من أنّ إيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة، تضم صواريخ شهاب وخيبر، إلى جانب الطائرات المسيّرة من طراز (شاهد)، وهي أسلحة قادرة على إلحاق أضرارٍ جسيمةٍ بالبنية التحتية والأهداف الاستراتيجيّة بالداخل الإسرائيليّ.
وخلص التقرير إلى أنّ أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ مع إيران قد لا تقتصر على ضربةٍ جويّةٍ خاطفةٍ، بل قد تتطور إلى حربٍ طويلة الأمد تشمل إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا، ما قد يسفر عن خسائر بشريةٍ وماديةٍ فادحةٍ في إسرائيل ويستلزم استعدادًا كبيرًا من الجبهة الداخلية.
من ناحيته، ذكر مئير بن شابات، المسؤول الأمنيّ السابق في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم) أنّ ترامب أوضح سابقًا أنّه يفضل حلاً توافقيًا مع طهران على الحلّ العسكريّ، ولكنّه حذر من أنّه إذا لم تتوصل الأطراف إلى توافقاتٍ، فسيكون القصف من النوع الذي لم تره إيران قط.
واختتم قائلاً: “القيادة في طهران لم تستسلم بعد. الإيرانيون يطرحون شروطًا، ويرفضون المفاوضات المباشرة ويطلقون رسائل تهديد بأنّهم مستعدون للحرب، كي يردعوا العمل العسكريّ”، على حدّ تعبيره.
وعلى الرغم من ذلك، فقد أكّد البروفيسور الإسرائيليّ عاران ياشيف، في مقالٍ نشرته صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ ترامب ضاق ذرعًا بنتنياهو وأنّه عاقد العزم على الإطاحة به، مشدّدًّا على أنّ الرئيس الأمريكيّ يرى أنّ مصالح واشنطن هي مع إسرائيل وليس مع نتنياهو، على حدّ تعبيره.