ألمانيا تعرض ألواح شمسية صغيرة بحجم كف اليد بكفاءة امتصاص تفوق الألف مرة!

لندن-راي اليوم
في خطوة علمية قد تعيد تشكيل ملامح مستقبل الطاقة النظيفة، نجح فريق بحثي ألماني في تطوير تقنية جديدة للألواح الشمسية تحقق أداء يفوق الألواح التقليدية بأكثر من 1000 ضعف، في إنجاز وُصف بأنه “تاريخي” في مسيرة الطاقة المتجددة.
هذه القفزة النوعية جاءت من مختبرات جامعة مارتن لوثر في هاله-فيتنبرغ، بقيادة الدكتور أكاش بهاتناغار، حيث تمكن العلماء من تطوير جيل جديد من الألواح الشمسية بالاعتماد على بنية بلورية مبتكرة تعتمد على عناصر: التيتانات، الباريوم، السترونشيوم، والكالسيوم. هذه المواد رتبت في طبقات متناهية الرقة لا يتجاوز سمكها 200 نانومتر، لتشكل ما يشبه “شطيرة نانوية” ذات قدرة امتصاص مذهلة للضوء.
ونُشرت تفاصيل الابتكار في دورية “Science Advances”، حيث أظهرت التجارب أن تركيب الطبقات البلورية بطريقة تعتمد على التناوب بين المواد الفيروكهربائية والباراكهربائية هو مفتاح الأداء العالي، ما مكّن هذه الألواح من إنتاج طاقة متواصلة وثابتة على مدار 6 أشهر من التجارب.
وعلى خلاف الاعتماد التقليدي على السيليكون، استخدم الفريق البحثي مواد بديلة أرخص وأكثر وفرة، ما قد يسهم في تقليل تكاليف الإنتاج مستقبلاً، ويجعل هذه التقنية متاحة على نطاق أوسع.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الابتكار في قدرته على توفير حلول فعّالة للطاقة الشمسية ضمن المساحات الحضرية المحدودة، الأمر الذي قد يمنح ألمانيا تفوقاً جديداً على قوى كبرى مثل الصين واليابان، المعروفتين ببنيتهما التحتية الضخمة في مجال الطاقة المتجددة.
في تصريح له، قال الدكتور بهاتناغار: “المفتاح كان في التناوب بين المواد الفيروكهربائية والباراكهربائية، وهو ما منحنا هذا الأداء غير المسبوق”.
ويُتوقع أن تحدث هذه التقنية تحولاً جذرياً في سياسات الطاقة العالمية، وأن تفتح الباب أمام جيل جديد من التطبيقات الذكية للطاقة الشمسية في المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.