إبراهيم بن مدان: القيم في الجامعات المغربية

إبراهيم بن مدان
عندما نتطرق لموضوع الجامعة المغربية فنحن نتحدث عن ذلك المكان العلمي الأكاديمي، الذي يقدم تعليما للطلبة ويساعدهم على تطوير معارفهم وخبراتهم ومهاراتهم، بالإضافة لدعم الطلبة وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، وكذا المشاركة في الأبحاث العلمية. وهذا هو دور الجامعات في البلدان المتقدمة التي نجد ترتيب جامعاتها في أعلى الهرم، مقارنة مع جامعاتنا!
لكن هنا نتساءل من حقنا أن نطرح السؤال بخصوص جامعاتنا المغربية. أين هي الرسالة الأكاديمية للجامعة في ظل هذا الوضع القائم؟!
إن غياب القوانين المؤطرة للأساتذة الجامعيين بخصوص علاقتهم بالطلبة الباحثين جعلت من الأساتذة يتصرفون دون حسيب ولا رقيب، حتى أصبحنا نرى مؤخرا هذه الظواهر المرضية البعيدة كل البعد عن قيم الجامعة وأخلاقيات البحث العلمي.
فهذا يختار الطالبات الجميلات اللواتي سيكن تحت إشرافه في سلكي الماستر والدكتوراه، والأخر كما حكى لي أحد الأصدقاء طلب منه أستاذه المشرف عشرة آلاف درهم حتى يتمكن من مناقشة بحثه لنيل الدكتوراه، ناهيك عمن يترك طلبته ويذهب لإحدى دول الخليج طمعا في دريهمات معدودات لا تسمن ولا تغني من جوع! ضاربا عرض الحائط كل الالتزامات التي تلزمه بالإشراف والتأطير والتكوين، ليتقاضى أجره هنا كاملا وهنالك؛ يساعده فيها تستر رئيس الشعبة والعميد ورئيس الجامعة والوزير، لا فرق كلهم يتحملون المسؤولية فيما آلت إليه الجامعة. الكل يبيع ويشتري في الشواهد والطلبة إلا من رحم ربك.
لكن وأمام هذا الجدل الواسع حول البيع والشراء في الشواهد داخل الجامعة بالإضافة للزبونية والمحسوبية وكذا الجنس مقابل النقط إضافة لتقديم الرشاوي للأساتذة الجامعيين من قبل الطلبة حتى يتمكنوا من مناقشة أطاريهم للدكتوراه ورسائلهم بسلك الماستر، يجب أن نعترف أن الأستاذ هنا مجرد “سمسار” بلغتنا العامية أي أنه في الواجهة فقط.
ففي الجامعات هناك شبكات لبيع الدبلومات، إذ لا يمكن للأستاذ استخراج الديبلومات بدون تظافر جهود إدارة الجامعة من موظفين ومحررين وتقنيين وزملاء له في باقي مواد التدريس، بالإضافة لتوقيع وختم العميد ورئيس الجامعة، بمعنى أن هنالك “مافيا” للبيع والشراء.
فعوض أن نرى الجامعة تقوم بأدوارها الطلائعية من بحث علمي وتكوين وتأطير نرى العكس والتصنيفات العالمية لأفضل الجامعات في العالم خير دليل على ما نقول، فجامعاتنا غائبة عن كل الذي ذكرنا آنفا، فهي تفتقر لتشجيع الطلبة والبحث العلمي والابتكار والسبب في نظري يعود للأستاذ الجامعي الذي أصبح للأسف الشديد يفكر هو الآخر في البيع والشراء عوض البحث العلمي والتكوين المستمر.
لنا عودة للموضوع!
كاتب صحفي وباحث