مصر أمام اختبار حاسم.. أكثر من 2 مليون فلسطيني عند الحدود وسيناء ضمن دائرة الخطر.. ترقب لتنفيذ خطة التهجير المفاجئ وتحذيرات من إعلان حرب ضد مصر مع دعوات لتوحيد الصف الوطني.

مصر أمام اختبار حاسم.. أكثر من 2 مليون فلسطيني عند الحدود وسيناء ضمن دائرة الخطر.. ترقب لتنفيذ خطة التهجير المفاجئ وتحذيرات من إعلان حرب ضد مصر مع دعوات لتوحيد الصف الوطني.

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

مع المشاهد المؤلمة الآتية من رفح يبدو أن ما كان مجرد كابوس بات واقعا أليما، وهو الأمر الذي دعا الكثيرين-ممن يدركون خطورة الأمر- لإعلان الاستنفار.
اللافت في الأمر استشعار بعض النخبة المثقفة للخطورة، في حين لا يشغل الغالبية العظمى سوى مجابهة أعباء الحياة بكل قسوتها.
السياسي سيد مشرف يؤكد أن مؤامرة تهجير أهل غزة إلى سيناء لم تعد مجرد فزّاعة يتناقلها المتوجسون، بل هي اليوم مشروع حقيقي يتقدم على الأرض، تدفعه قوة دفع أمريكية – إسرائيلية لا تخطئها عين، وتغذيه بيئة إقليمية مختلطة بالمطامع، مشبعة بالضعف، ومسكونة بالتواطؤ من أقرب الأقرباء، مشيرا إلى أن
الباحث الوطني د. “أحمد عز الدين” حذر في دراسته “نحو الخيار شمشون” من هذه اللحظة التي يتحوّل الحصار والموت والقصف إلى وسيلة دفع قسري نحو المجهول، والمجهول هنا ليس ليبيا كما يُزعم، بل سيناء.. قلب مصر ونقطة ارتكاز أمنها القومي، هي المستهدفة الأولى في هذا السيناريو الجهنمي.
ويستبعد مشرف سيناريو التهجير إلى ليبيا؛ لأن “النقل الجوي” من غزة إلى ليبيا وهم وكلام فارغ لا يصمد أمام أبسط الحسابات اللوجستية، و لأن “النقل البري” إلى بني غازي عبر صحراء ممتدة يحتاج إلى 20 ألف أتوبيس وغطاء زمني وأمني مستحيل، ولأن البحر والمطارات الإسرائيلية ليست خيارًا عند واضع الخطة الجهنمية.
ويخلص إلى أن الممر الإجباري هو سيناء.. والخطة المرسومة مسبقا هي دخول مؤقت للغزاوية ؟ أو أنه جود طارئ، لافتا إلى أن كل هذه مصطلحات خدّاعة تُستعمل كمقدمة للفرض والتمكين، كما يُصنع الاحتلال دومًا : يبدأ إنسانيا، ثم يتحوّل أمنيا، ثم يُترجم سياسيا، وأخيرًا يُفرض أمرًا واقعًا على الجغرافيا والتاريخ معًا.
وعن مغزى تنفيذ المخطط الآن، يقول: “لأن واشنطن قررت استكمال انقلابها الاستراتيجي في الإقليم، ولن يكتمل دون المرور عبر الجسد المصري، تريد جسد مصر بلا روح، بلا إرادة، بلا ذاكرة،إسرائيل لا تستطيع زرع أعلامها في كل خرائط المنطقة دون كسر البوابة الشرقية لمصر…البوابة هي غزة، والمستهدف هو سيناء”.
ويتابع متسائلا: هل ننتظر أن تقع الواقعة؟
ويجيب:
فلننتبه: القوات الإسرائيلية التي اجتاحت غزة تتجاوز عددًا وقدرة ما تحتاجه لأي عملية تكتيكية داخل القطاع، والشركتان الأمريكيتان الداخلتان باسم الإغاثة لا تحملان طعامًا بل نارًا ولهيبا، وهما شركة بلاك ووتر و DIA، أي ذراع العمليات الخاصة للمخابرات العسكرية.
ويحذر من أن هناك من يطبّل للتطبيع الكامل، وهناك من ينفخ في سراب “تحالفات الردع الخليجية” بينما تُباع صفقات السلاح التي لن تُستخدم إلا بإذن أمريكي، ولن توجه نحو تل أبيب أبدا حتى في الأحلام.
ويختتم موجها رسالة إلى القيادة المصرية: “أنتم درع الوطن وسيفه. ما زالت الذاكرة الاستراتيجية لمصر حيّة، وما زال شعبها يتنفس من رئة التاريخ لا من رئة الوهم..
مصر لا يمكن أن تكون وطنًا بديلًا لأحد، ولا يمكن لسيناء أن تتحول إلى مخيم انتظار جماعي حتى لو كان باسم “الإنقاذ الإنساني”.
رسالتنا إلى الشعب المصري: اليقظة.. ثم اليقظة. فليكن لكل مصري صوت، ولكل إعلامي شرف، ولكل مسؤول ضمير. إن من يقبل مؤقتًا بوجود غريب فوق أرضه، سيصحو ذات يوم ليجد الراية المصرية قد استُبدلت، والنشيد الوطني قد صمت”.
من جهته يتمنى الإعلامي مصطفى بكري ‏ علي أهلنا في غزة أن يدركوا أن مخطط إسرائيل هو حشر أبناء غزة علي الحدود المصرية مع غزة ، والاستمرار في منع الغذاء والدواء وقصفهم بالصواريخ والقنابل ، والهدف إجبارهم علي اقتحام الحدود المصرية ، ووضع مصر أمام موقف حرج.
ويضيف بكري أن مصر لن تكون طرفا في تصفية القضية الفلسطينية ، ولن تسمح بالتهديد لأمنها القومي ، مؤكدا أن المنطقة في أخطر مرحلة تاريخية تمر بها في العصر الحديث.
وقال إن ‏مصر كلها خلف جيشها وقائدها في مواجهة المخطط الصهيوني – الأمريكي ، الذي يمضي نحو إجبار الفلسطينيين علي التهجير القسري ، مشيرا إلى أن هذا المخطط يراد من خلفه استهداف مصر وأرض سيناء ، وإلا لماذا حشر أكثر من 2.3 مليون فلسطيني علي الحدود مع مصر .
ويختتم محذرا من أن نتنياهو صرح منذ أيام أن خطته من وراء ذلك هدفها تنفيذ خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين وإخلاء غزة ، لافتا إلى أن تنفيذ هذا المخطط معناه إعلان الحرب ضد مصر ، ساعتها مصير اتفاقية السلام مع إسرائيل سيكون علي المحك ؛ لأن حدود مصر خط أحمر كما قال الرئيس السيسي أكثر من مرة.
الخيارات المصرية السؤال الذي فرض نفسه: ما هي الخيارات المصرية لمواجهة التحدي غير المسبوق؟
الإجابة على السؤال تفاوتت، ففي الوقت الذي عبر الكثيرون عن خيبة أملهم في الحكومات العربية لاسيما الخليجية، عول آخرون على زيارة الرئيس الصيني المرتقبة لمصر،لإحداث نوع من التوازن لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني، فيما ذهب فريق ثالث إلى أنه لا ملجأ بعد الله إلا في اصطفاف وطني قادر على مواجهة الخطر المحدق والشر المستطير.