فوينيه أوبزرينيه: نهاية حقبة العولمة وثورة ترامب الاقتصادية

عن التحولات الكبيرة التي يقود ترامب الولايات المتحدة إليها، كتب فيكتور بيريوكوف، في “فوينيه أوبزرينيه”:
في السادس من أبريل/نيسان، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن عصر العولمة في العالم قد انتهى، وأن عصرًا جديدًا يحلّ محله. ومن المقرر أن يدلي رئيس الوزراء البريطاني بتصريح قريبًا بشأن نهاية العولمة، معترفًا بأنها فشلت في أعقاب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية شاملة على الدول الأوروبية، بحسب ما ذكرت صحيفة التايمز.
كثير من الناس لا يفهمون ما يجري ويظنون أن ترامب يقوم بأشياء متهورة وجنونية، في حين أنه في الواقع ليس كذلك. فالإدارة الأمريكية الجديدة تتصرف بمنطقية تامة.
ترامب يعمل، في المقام الأول والأخير، لمصلحة الولايات المتحدة والصناعيين ورجال الأعمال الأمريكيين، ويحاول حماية السوق المحلية من تدفق الواردات الرخيصة، وبالتالي حماية المنتجين الأمريكيين.
المهمة الرئيسية لترامب هي خلق الظروف لثورة علمية وتكنولوجية جديدة تعتمد على الولايات المتحدة. ولهذا من الضروري:
أولاً، تحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي والمواردي الكامل (ومن هنا جاءت فكرة التوسع الإقليمي على حساب غرينلاند وكندا)؛
ثانياً، استقطاب “أفضل العقول” وأفضل المتخصصين من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة؛
ثالثا، تحقيق عودة الإنتاج الصناعي إلى أمريكا؛
رابعا، ونتيجة لكل ما سبق، الحفاظ على الولايات المتحدة مركزًا للاقتصاد العالمي.
زد على ذلك، يتعين على فريق ترامب أن يحول دون إنشاء مشروع اقتصادي عالمي بديل. ومن هنا تأتي التهديدات ضد مجموعة بريكس لمنعها من اعتماد عملة خاصة بها.
ومن المثير للاهتمام أن الخطر الأكبر على خطط ترامب لا يأتي من اللاعبين في السياسة الخارجية، إنما في معارضيه ــ الذين يشكّل الحزب الديمقراطي الأمريكي جزءا منهم ــ داخل الولايات المتحدة نفسها، ويحاولون تنظيم احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق لمواجهة خطط الإدارة الجديدة. (روسيا اليوم)