إيران تُنفذ حكم الإعدام بحق رجل دين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

باريس _ (أ ف ب) – أعلن القضاء الإيراني الأربعاء إعدام رجل متهم بالتجسس لصالح إسرائيل، العدو اللدود لنظام طهران، على الرغم من مناشدات عائلته ونشطاء دانوا محاكمة غير عادلة.
أعدم بيدرام مدني (41 عاما) شنقا في سجن قزلحصار في مدينة كرج إلى حيث نقل من سجن إوين في طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وكتبت وكالة “ميزان اونلاين” التابعة للسلطة القضائية “بعد تحديد الهوية والتوقيف والإجراءات القضائية في حق بيدرام مدني الذي كان يتجسس لحساب الكيان الصهيوني وبعد استكمال المسار القضائي وتثبيت الحكم من جانب المحكمة العليا، نفذ حكم الإعدام به”.
واعتقل بيدرام مدني في طهران عام 1399 حسب التقويم الفارسي، كما جاء في الوثيقة بدون مزيد من التفاصيل. يتوافق هذا التاريخ مع الفترة بين آذار/مارس 2020 وآذار/مارس 2021.
قبل اعتقاله “سافر إلى الخارج لا سيما إلى ألمانيا، واستفاد من تدريب الموساد وسعى إلى تجنيد أفراد” بحسب القضاء الإيراني.
في نيسان/أبريل أعدمت إيران محسن لنغرنشين البالغ 34 عاما بعد إدانته بتهمة مساعدة إسرائيل على اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي الذي قتل برصاص شخصين على دراجة نارية أثناء عودته إلى منزله في طهران في أيار/مايو 2022.
– “محاكمة غير عادلة” –
أكدت عائلة بيدرام مداني وداعموه على الدوام أن الإجراءات المتخذة بحقه تتضمن مخالفات وأنه لم يحظ بمحاكمة عادلة.
قبل ساعات من إعدامه، وصفته والدته بأنه “رجل يحب وطنه وعائلته” في مقطع فيديو نشرته الثلاثاء منظمة حقوق الإنسان في إيران (IHR) ومقرها النروج.
وقالت “قضية ابني تتضمن مخالفات ويجب إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه”.
وصرح محمود أميري مقدم مدير منظمة حقوق الإنسان في ايران لفرانس برس “حكمت المحكمة الثورية على بيدرام مداني بالإعدام بدون السماح له باختيار محام وذلك في أعقاب محاكمة غير عادلة وغير شفافة بتدبير من أجهزة الأمن” الايرانية.
وأضاف أن “الهدف الوحيد للجمهورية الإسلامية من إعدام بيدرام مدني وآخرين شنقا يوميا هو نشر الخوف في المجتمع وتغطية الفساد المستشري وفشل النظام” الايراني.
وقال مرصد دادبان القانوني إنه خلال محاكمة أمام محكمة ثورية يُحرم المتهم من فرصة الدفاع عن نفسه، ولا يكون أمام القاضي “خيار” لرد القضية.
وطالب ناشطون ايرانيون بإنقاذ حياته بينهم الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2023 نرجس محمدي، التي افرج عنها بكفالة.
وقالت في مقطع فيديو “إن الجمهورية الإسلامية تستخدم عقوبة الإعدام كأداة لبث الخوف وتكثيف القمع ضد الشعب”.
وأضافت “لم يُعيَّن حتى محامٍ لهذه القضية. ويشهد مساجين كانوا مع بيدرام بأنه أدلى باعترافات كاذبة تحت الضغط. هذه الاعترافات الكاذبة تستخدم أمام المحاكم الثورية لإصدار أحكام بالإعدام”.
نددت العديد من الجمعيات بارتفاع عدد عمليات الإعدام في إيران لإشاعة مناخ من الخوف. وأحصت منظمة حقوق الإنسان في ايران ما لا يقل عن 478 حالة إعدام هذا العام، منها أكثر من 60 اعداما شنقا في الأيام العشرة الماضية.