وزير الدفاع الأوكراني يعلن جاهزية بلاده للاجتماع مع روسيا بشرط معرفة شروط موسكو للسلام مسبقًا.

وزير الدفاع الأوكراني يعلن جاهزية بلاده للاجتماع مع روسيا بشرط معرفة شروط موسكو للسلام مسبقًا.

كييف-(أ ف ب) – أبدت أوكرانيا الأربعاء استعدادها لإجراء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة مع روسيا، ولكنّها طالبت بأن تقدّم موسكو شروطها للسلام مسبقا لضمان أن يسفر اللقاء عن نتائج.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف في منشور على منصة إكس “نحن لا نعارض عقد اجتماعات أخرى مع الروس، وننتظر مذكرتهم”.
وأضاف “أمام الجانب الروسي أربعة أيام على الأقل… لتزويدنا بوثيقته لمراجعتها”.
هذا أعلنت روسيا الأربعاء أنّها أعدّت مسودة “مذكرة” سلام تتضمّن شروطها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع استعدادها لتقديمها إلى أوكرانيا في جولة مفاوضات مباشرة ثانية تُجرى في اسطنبول الإثنين المقبل.
ولم تعلّق كييف بشكل فوري على إعلان موسكو، في حين رفض الكرملين دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
وفي 16 أيار/مايو، عقد الوفدان الروسي والأوكراني أول لقاء مباشر بينهما منذ ثلاث سنوات، وسط جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بيان الأربعاء إن “وفدنا (…) مستعد لتقديم هذه المذكرة الى الوفد الاوكراني والإدلاء بالتوضيحات الضرورية خلال جولة ثانية من المفاوضات المباشرة في اسطنبول الاثنين في الثاني من حزيران/يونيو”.
وأضاف “أودّ أن أعرب مجددا عن امتناننا لشركائنا الأتراك لتوفير مكان مضياف، وهو ما أكده أمس (الثلاثاء) وزير الخارجية التركي هاكان فدان خلال زيارته لموسكو”.
وفي وقت سابق الأربعاء، رفض الكرملين دعوة الرئيس الأوكراني لعقد قمة ثلاثية مع الرئيسين ترامب وبوتين.
وقالت موسكو إنّ اجتماعا كهذا لن يحصل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات “متينة”.
– “مستعد لأي صيغة” –
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انزعاجه من بوتين وزيلينسكي لفشلهما في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وتبادل الجانبان هجمات جوية ضخمة في الأسابيع الأخيرة، وأعلنت روسيا أنّها اعترضت ليل الثلاثاء-الأربعاء قرابة 150 طائرة مسيّرة أوكرانية، في هجوم نادر من حيث شدّته ونطاقه استهدف خصوصا العاصمة موسكو حيث تسبّب باضطرابات في حركة الملاحة الجوية.
وقال زيلينسكي في تصريحات نشرت الأربعاء “إذا لم يكن بوتين مرتاحا لاجتماع ثنائي، أو إذا كان الجميع يفضلون أن يكون الاجتماع ثلاثيا، فلا مانع لدي. أنا مستعد لأي صيغة”.
وأكد أنه “مستعد” لاجتماع بين “ترامب، بوتين وأنا”.
وردا على تصريحات زيلينسكي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنّ “اجتماعا كهذا يجب أن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان” الروسي والأوكراني.
ولم تؤد المفاوضات في اسطنبول الى أي اختراق كبير لجهة ايجاد حل دبلوماسي للنزاع، لكن الجانبين تعهدا القيام بعملية تبادل غير مسبوقة للاسرى، شملت ألف اسير من كل جانب وأنجزت نهاية الأسبوع الفائت.
– روسيا “تحشد” قواتها –
رغم الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى أشهر، لا يبدو الطرفان أقرب للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات وتسبب بها الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
وقتل عشرات آلاف الأشخاص وتعرّض الجزء الأكبر من شرق أوكرانيا وجنوبها لدمار كبير فيما بات الجيش الروسي يسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكراني، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
واتهم زيلينسكي موسكو الأربعاء بتعطيل عملية السلام وعدم الرغبة في وقف غزوها لأوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحافي في برلين إلى جانب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، “سيبحثون باستمرار عن أسباب لعدم إنهاء الحرب”، منتقدا موسكو لعدم موافقتها على مكان محدّد لتنظيم الجولة المقبلة من المفاوضات.
وقال ميرتس إنّ ألمانيا ستساعد أوكرانيا في تطوير أسلحة جديدة بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في الأراضي الروسية.
من جانبه، شدد الكرملين على إن دعم برلين لكييف من شأنّه أن “يعرقل جهود السلام”.
الى ذلك، أفاد زيلينسكي بأن روسيا “تحشد” أكثر من 50 ألف جندي عند خط الجبهة حول منطقة سومي الحدودية (شمال شرق) حيث سيطر الجيش الروسي على عدد من القرى في موازاة سعيه لإقامة ما وصفه بوتين بأنه “منطقة عازلة” داخل الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت روسيا الأربعاء سيطرتها على قرية في منطقة سومي.