المغرب: إسرائيل تَحُدُّ من فرص السلام وتعزز التطرف والكراهية

الرباط / الأناضول
حذر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأربعاء، من أن تجويع إسرائيل للفلسطينيين والاعتداء عليهم في قطاع غزة “يغلق كل آفاق السلام، ويغذي التطرف والكراهية”?.
وقال بوريطة في مؤتمر صحفي بالرباط مع نظيره المصري بدر عبد العاطي: “هناك تطابق في وجهات النظر بين المغرب ومصر حول ما يجري من اعتداءات غير مقبولة على الشعب الفلسطيني في غزة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
بوريطة أضاف أن “ما يتم من تحطيم لمنشآت وتجويع واقتحام للمقدسات (هي) سياسة لا يمكنها إلا أن تغذي منطق الصراع في المنطقة، وتغلق كل آفاق السلام، وتغذي التطرف والكراهية”.
وبعد 20 عاما من توقف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، أعلن البلدان استئنافها في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، في خطوة ترفضها قوى سياسية وشعبية في المملكة.
وبوتيرة يومية، تشهد مدن مغربية عديدة، بينها العاصمة الرباط، احتجاجات شعبية تندد باستمرار حرب الإبادة في غزة وتهاجم تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واعتبر بوريطة أن “أزمات العالم العربي لن تجد حلا بمنطق النزاعات، وإنما الحل هو الحوار، بما يضمن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية”.
في شأن آخر، قال بوريطة إن المغرب “يدعم حقوق مصر بخصوص أمنها المائي، وهي المسألة التي تهم الأمن القومي العربي أيضا، والحل هو الحوار بما يضمن الحقوق التاريخية لكل الأطراف”.
وتابع أن “المغرب ومصر أصوات تدفع دائما نحو الحلول، ولا تصب الزيت على النار”.
وتخشى دولتا مصب نهر النيل، مصر والسودان، من تأثر حصتهما السنوية من مياهه سلبا، لاسيما في أوقات الجفاف، جراء سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا.
ويدعو البلدان إلى توقيع اتفاق ثلاثي قانوني ملزم لتنظيم ملء وتشغيل السد، بينما ترى إثيوبيا عدم وجود حاجة لهذا الاتفاق، وتقول إنها لن تضر بأي طرف آخر.
من جهة أخرى، قال عبد العاطي: “نعمل (في الوساطة) مع الأشقاء في قطر ومع الولايات المتحدة الأمريكية على سرعة وقف حمامات الدم والعدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين العزل”.
وأكد أنه “يجب إنهاء سياسة التجويع وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية في أسرع وقت ممكن ودون شروط إلى قطاع غزة”.
وتابع: “نرفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.. وندعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقوقه في إقامة دولته المستقلة”.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.