وزير المالية الإسرائيلي: إبرام اتفاق جزئي لتبادل الأسرى مع “حماس” هو أمر غير حكيم أبداً، ولن أسمح به، ولن نمنح الحركة أي فرصة للتعافي.

وزير المالية الإسرائيلي: إبرام اتفاق جزئي لتبادل الأسرى مع “حماس” هو أمر غير حكيم أبداً، ولن أسمح به، ولن نمنح الحركة أي فرصة للتعافي.

زين خليل / الأناضول- قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، إن توقيع صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حركة “حماس” في الوقت الراهن يُعد “حماقة شديدة”، مؤكداً أنه لن يسمح بأي اتفاق يمنح الحركة “فرصة للتعافي”.
جاء ذلك في منشور للوزير المتطرف على منصة “إكس”، وسط حديث عن “أجواء إيجابية غير مسبوقة” منذ أشهر في المفاوضات نحو التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وادعى الوزير أن حماس “تمرّ بأزمة شديدة نتيجة الضغط العسكري وتغيّر نظام توزيع المساعدات”، في إشارة إلى الآلية الجديدة المدعومة إسرائيليا وأمريكيا، والتي بدأ تطبيقها الثلاثاء في نقطتين بقطاع غزة.
إلا أن آلاف المدنيين الجوعى اقتحموا إحدى نقاط توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة، ما اعتبر دليلاً على فشل الخطة وفقدان الفلسطينيين لأي أمل في الحصول على الغذاء بكرامة.
والثلاثاء، اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مركز توزيع مساعدات أقامته إسرائيل فيما يُسمّى “المناطق العازلة” جنوب القطاع، وتدخل الجيش الإسرائيلي وأطلق النار عليهم ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
واعتبر سموتريتش أن الحل الوحيد، من وجهة نظره، يتمثل في “تضييق الخناق أكثر على حماس، وفرض صفقة استسلام كاملة” تشمل إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة.
وشدد على “رفضه لأي اتفاق جزئي يمنح حماس طوق نجاة أو فرصة للتنفس”، واصفاً ذلك لـ”الحماقة الشديدة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية، عن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، حديثهم عن “تطور إيجابي” بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وسبق ذلك تصريح لحركة “حماس” أعلنت فيه التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على إطار عام لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى، بانتظار الرد النهائي من الوسطاء.
بدوره، ردّ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بشكل غير مباشر على تصريحات سموتريتش، دون التصريح باسمه.
وادعى ساعر في منشور على إكس أنه “قبل 11 يوما قدمت إسرائيل ردا إيجابيا على المقترح الأمريكي بشأن صفقة لتحرير المختطفين (الأسرى) وحتى الآن ترفضه حماس”.
وأضاف أنه طالما هناك فرصة لإطلاق سراح الأسرى، “فمن الصواب استغلالها، فتلك رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب في إسرائيل”.
وختم وزير الخارجية منشوره قائلاً: “يجب التصرف وفقاً للمصالح القومية، لا بناء على ضغوط أو تهديدات سياسية”.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وردت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين على منشور سموتريتش في بيان قالت فيه: “لدينا كلمة وحيدة نقولها لك هذا المساء: عار عليك”.
وأضافت: “توقّف عن تشديد الخناق على مصير المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) التاريخ لا ينسى”.
وتابعت: “كفى ادعاءات كاذبة ووعودا فارغة، افعلوا ما يريده الشعب، أعيدوا جميع المختطفين الثمانية والخمسين، رجالًا ونساءً، وأوقفوا الحرب”.
وقالت هيئة البث العبرية، الأربعاء، إن اجتماعات مكثفة عقدت في الأيام الأخيرة بين الوسطاء وممثلي إسرائيل وحماس بهدف التوصل إلى صفقة.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قالت إنهم مشاركون في المفاوضات: “الأيام المقبلة حاسمة للغاية”.
بينما نقلت الهيئة عن مصادر أجنبية لم تسمها أن “إسرائيل إذا أبدت مرونة بشأن إنهاء الحرب سيتم توقيع الاتفاق غدا”.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.