د. جمال سالمي: المقـاطعةُ مقاومــةٌ

د. جمال سالمي: المقـاطعةُ مقاومــةٌ

 

 

د. جمال سالمي
أولا
قدم الشيخ عبد الغني قرفي (إمام مسجد أبي بكر الصديق في بلدية السيد عمار) درسا دينيا قيما حول وجوب مقاطعة منتجات الشركات التي تدعم جهارا نهارا الكيان الصهيوني الغاصب.
ثانيا
أضحك الشيخ الحاضرين حين استدل بحبه الشديد لكوكاكولا، خاصة بعد الشواء..
لكنه قرر كي يصبح قدوة للمصلين مجاهدة نفسه والتخلي نهائيا عن هذا المشروب الأمريكي الداعم للصهاينة..
ثالثا
المقاطعة ليست مجرد تضامن عاطفي مع المستضعفين الفلسطينيين..
إنها حركة مقاومة سلمية اقتصادية فعالة جدا..
أثبتت نجاعتها في الهند على يدي المهاتما غاندي..
كما نجحت في جنوب إفريقيا أيام الفصل العنصري..
رابعا
ليس المستهلكون وحدهم المعنيون بالمقاطعة (كما قد يتصور البعض للوهلة الأولى)، بل التجار أيضا لهم نصيب وافر من هذا الجهاد الاقتصادي المبارك..
خامسا
إنه فعلا لأضعف الإيمان أن تقاطع..
فالعاجزون عن الالتحاق بميدان المعركة سن لهم التأييد على الأقل بالمال وبإيلاء العدو ولو بالمقاطعة..
سادسا
من المؤسف حقا أن بعض المتفلسفين الجزائريين والعرب لا يستطيعون استيعاب جدوى المقاطعة..
بل يتمادون بوقاحة شديدة في طعن المقاومة الفلسطينية في الظهر..
عبر الإقبال الحقير على منتجات شركات داعمة للكيان الغاصب..
سابعا وأخيرا
المقاطعة ليس خيارا متاحا..
 بل واجب ديني مقدس..
فمن لم يقاطع، فقد شارك المحتل في مجازره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 5 مقالات في 5 فقرات
أولا
كمال يويو (رئيس مكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه)
من بداية المقاطعة التي طالب بها العالم منذ بداية الحرب (عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي) كانت أول خطوة يخطوها العالم الداعم للقضية الفلسطينية كحرب عن بعد..
مفادها إضعاف الكيان وإسقاطه..
المقاطعة أتت بثمارها..
ساهمت في إفلاس وإضعاف الكثير من الشركات الأجنبية الداعمة للجيش الصهيوني..
تتواصل في الجزائر هذه المقاطعة..
خاصة على المنتجات ذات الاستهلاك الواسع..
رغم أنها غزت السوق في وقت سابق..
مشروبات “كوكا كولا” على سبيل المثال (يعشقها الكثيرون) لقوة مذاقها..
نجح نفس محبيها في مقاطعتها..
كان ذلك خلال الشهر الفضيل..
قبل المقاطعة، حيث كان استهلاكها واسعا..
كانت تختفي من الرفوف فور عرضها..
لكن تراجع الكثيرون عن اقتنائها اليوم..
وُجدت لها بدائل من الإنتاج المحلي..
الذي قد يكون بنوعية أحسن..
فقط يختلف في التسويق الضخم الذي منح لتلك الشركة الكبيرة والقديمة لكوكا كولا..
ثانيا
ياسين بن بركات (خبير اقتصادي جزائري)
إن المقاطعة عبارة عن شن حرب دون سلاح..
قوتها قد تمتد على المدى الطويل..
أهميتها إضعاف ممولي الحرب ومس نقاط قوتهم..
قطع كل ما يدعم ويمول ذخائر الحرب..
وإن كانت المقاطعة لا تظهر آثارها خلال أول يوم من الحرب، إلا أن نتائجها قد تكون قوية جدا..
تؤثر بشكل كبير على مسار الحرب..
بل ويمكنها أن تجعل الكثير من الشركات الداعمة تتراجع قبل الإفلاس..
بل والإفلاس لأكثرها..
غوصا في عملية الدعم..
سياسة المقاطعة ومقاطعة السلع الأجنبية نوع من السياسات المساهمة في تحرر الشعوب..
إذ يقطع التبعية التي تعيشها الأمم في ظل منتجات واسعة الاستهلاك من طرف شعبها..
كانت تجعلها تابعة لها اقتصاديا ومرتبطة بها..
وقف استهلاكها سوف يساهم في توجيه الاستهلاك نحو المنتجات المحلية..
مما سيشجع الإنتاج المحلي..
وهو ما سينمي بدوره الاقتصاد ككل.
ثالثا
محمد العريمي (محلل سياسي/رئيس جمعية الصحفيين العمانية)
هناك تأثير إيجابي واضح لحملة المقاطعة على المستويين الشعبي والرسمي..
المقاطعة تعطي إشارة واضحة للشركات الداعمة للكيان الصهيوني بأن هناك ثمنا تدفعه لدعمها الاحتلال..
كما أن المقاطعة تدعم معنويات الشعب الفلسطيني..
لا بد من استمرار هذه الحملة..
إنها ليست مقتصرة على مقاطعة البضائع فقط..
بل تشمل جوانب أخرى، مثل التواصل الثقافي والرياضي..
رابعا
عامر الشوبكي
(خبير اقتصادي أردني)
سياسة المقاطعة أصبحت قناعة لدى الأردنيين..
مقاطعة البضائع الأميركية أو العلامات التجارية الداعمة للاحتلال الصهيوني أصبحت نمط حياة بالنسبة للمواطن الأردني..
ولأول مرة نرى المقاطعة بهذا الشكل.
خامسا

 علوي المشهور (باحث اقتصادي من سلطنة عمان)
تأثير المقاطعة كان إيجابيا على الاقتصاد المحلي..
إذ أسهمت في تقليل التحويلات الخارجية المرتبطة بوكالات تجارية عالمية..
أتاحت الفرصة لصعود بدائل محلية..
كما أسهمت في تعزيز حركة الأموال داخل الدولة..
المقاطعة مكنت الشركات المحلية من النمو..
لا سيما في القطاعات التي كانت تهيمن عليها شركات دولية يصعب منافستها..
ورغم أن بعض البدائل المحلية قد لا تتساوى في الجودة أو الكفاءة، فإن الإقبال الشعبي أتاح لها فرصة تطوير قدراتها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

5 أدلة شرعية عن وجوب المقاطعة..
أولا
مقاطعة الكيان الصهيوني أكثر من واجب..
ثانيا
المقاطعة حق الفلسطينيين على باقي مسلمي العالم..
ثالثا
الصهاينة أعداء لا بد من مقاطعتهم ومحاصرتهم دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا..
رابعا
المقاطعة جهاد اقتصادي شرعي..
لوقف الإرهاب الذي يحاول بناء دولة ليست من حقه على حساب دولة قائمة..
خامسا
أجمع مجمع الفتاوى الإسلامية على أن الجهاد لتحرير فلسطين أمر واجب..
وبالرغم من أن الجهاد كفاية..
إلا أنه اليوم يعد على المسلمين أجمعين، في ظل ما يحدث، فرض عين..
يتعين على كل واحد أن يجاهد في سبيل الله على حسب إمكانه وقدرته..
فللمسلم البعيد واجب الجهاد ولو بالكلمة أو بتقديم مساعدات مالية..
أقلها الجهاد بمقاطعة كل ما يمد الكيان الصهيوني بقوة ويمول إمكاناته من السلاح والذخيرة واللباس ومستلزمات تقويها في هذه الحرب غير العادلة.

5 نصائح للتجار لتفعيل المقاطعة (حتى أنتم معشر التجار الجزائريين الطيبين، يجب عليكم المقاطعة)
أولا
صحيح أنه قد تتضرر تجارتكم، لكنكم مجبرون (مثلكم مثل إخوانكم المستهلكين) على المقاطعة..
مهما كانت التكاليف..
وسيعوضكم الله تعالى آجلا أم عاجلا..
فالرزق من عند الله تعالى الرازق الرزاق..
ليس من شياطين تل أبيب الملاعين..
ثانيا
لتكن لكم أسوة حسنة في زملائكم الذين لم يخفوا مدى تضررهم بالمقاطعة “كتجار”، إلا أنهم يؤيدون هذه السياسة..
كتعبير صادق منهم عن دعمهم للقضية الفلسطينية..
ثالثا
عليكم (كخطوة عملية أولى في طريق المقاطعة) أن تتوقفوا فورا عن جلب السلع التي تعرفون مسبقا أنها تدعم الكيان..
لا تشتروها أصلا من تجار الجملة..
لا تضعوها أمام المستهلك النهائي..
وفروا عليه محنة الاختيار..
رابعا
ركزوا على المنتجات المحلية..
إنها فرصة ذهبية لتغليبها على نظيرتها المستوردة..
إنكم بهذا ستضربون عصفورين بحجر واحد:
تقاطعون الأعداء وتنصرون أبناء جلدتكم..
خامسا وأخيرا
لا أحد طلب منكم الذهاب للحرب في غزة..
أنتم معفيون من ذلك..
المقاطعة جزء من تلك الحرب..
إذا قاطعتم منتجات العدو، فقد حاربتموه اقتصاديا وتجاريا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5 شركات أمريكية تضررت من المقاطعة (ستاربكس/ماكدونالدز/أمريكانا/بيبسيكو/كوكاكولا)
ستاربكس
كشفت سلسلة متاجر القهوة الأميركية ستاربكس عن تراجع مبيعاتها 7% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في ظل حملات المقاطعة.
أرباحها تراجعت إلى 909.3 ملايين دولار من 1.21 مليار محققة في الربع المقابل من السنة الماضية.
انخفضت مبيعات متاجر ستاربكس في أميركا الشمالية والولايات المتحدة 6%، في حين تراجعت في الأسواق الدولية بنسبة 9%.
شهدت مبيعات شركة المقاهي في الصين انخفاضا بنسبة 14% وفقا للبيانات نفسها.
وبلغت إيرادات ستاربكس نحو 9.1 مليارات دولار، مسجلة انخفاضا سنويا بنسبة 3.2%.
بلغت إيرادات الشركة في كامل السنة المالية المنتهية 36.2 مليار دولار في السنة الماضية، مسجلة زيادة بنسبة 1%.
كما انخفض ربح الشركة لكل سهم بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 80 سنتا، وتراجعت إيرادات الشركة وأرباحها إلى ما دون توقعات السوق.
أمريكانا
تراجعت أرباح شركة أمريكانا للمطاعم بنحو النصف وسط مقاطعة تشهدها أسواق في المنطقة ضد علامات تجارية متهمة بدعم الصهاينة..
شركة أمريكانا للمطاعم حاصلة على امتياز سلاسل عالمية، أبرزها بيتزا هت وكنتاكي، وهي مدرجة في البورصة السعودية.
ذكرت الشركة في إفصاح أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي انخفض صافي أرباحها بنسبة 48.2% إلى 440.18 مليون ريال (117.4 مليون دولار)
كان صافي أرباح أمريكانا للمطاعم في الفترة المقابلة من العام الماضي قد بلغ 850.11 مليون ريال (226.7 مليون دولار)
قالت الشركة في إفصاح للبورصة السعودية إن انخفاض صافي الأرباح جاء نتيجة لتراجع المبيعات بسبب الوضع الجيوسياسي، وتطبيق ضريبة الشركات في دولة الإمارات.
وتدير أمريكانا للمطاعم علامات تجارية عالمية مثل دجاج كنتاكي أو ما تعرف بـ”كيه إف سي”، وبيتزا هت، وهارديز، وكريسبي كريم، وتي جي آي فرايديز.
ماكدونالدز
أما شركة مطاعم ماكدونالدز الأميركية فقد تراجعت مبيعاتها في الأسواق بالمجمل 1.5% في الربع الثالث مقارنة بارتفاع 8.8% في الربع المقابل من السنة الماضية.
وفي الأسواق التي تعمل فيها مطاعم ماكدونالدز بترخيص من الشركة الأم انخفضت المبيعات 3.5% تحت ضغط “التأثير المستمر للحرب في الشرق الأوسط” وانخفاض المبيعات في الصين.
وفي المجمل، تراجع ربح الشركة 3% إلى 2.25 مليار دولار في الربع الثالث مقارنة بـ2.31 مليار محققة في الربع المقابل من السنة الماضية، وزادت الإيرادات 3% إلى 6.87 مليارات دولار من 6.69 مليارات.
وفي الأشهر التسعة الماضية تراجع ربح الشركة 3% إلى 6.2 مليارات دولار من 6.43 مليارات في الفترة المقابلة من السنة الماضية، في حين زادت الإيرادات 2% إلى 19.53 مليار دولار من 19.08 مليارا في الفترة المقابلة من السنة الماضية.
كوكاكولا
تراجع الدخل التشغيلي لشركة كوكاكولا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 14% في الربع الثالث إلى 977 مليون دولار من 1.15 مليار في الربع المقابل من السنة الماضية، دون إشارة من الشركة إلى تأثير المقاطعة.
وانخفضت إيرادات الشركة 1% إلى 11.85 مليار دولار من 11.95 مليارا في الربع الثالث من السنة الماضية، كما تراجعت أرباحها 8% إلى 2.84 مليار دولار من 3.07 مليارات في الربع المقابل من السنة الماضية.
بيبسيكو
تراجعت إيرادات بيبسيكو من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا 4% في الربع الثالث إلى 1.55 مليار دولار من 1.61 مليار في الربع المقابل من السنة الماضية.
وانخفضت الإيرادات من المناطق الثلاث في الأشهر التسعة الأولى من السنة إلى 4.2 مليارات دولار من 4.18 مليارات في الفترة المقابلة من السنة الماضية.
كما انخفضت الأرباح التشغيلية المحققة من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا إلى 197 مليون دولار من 238 مليونا في الربع المقابل في السنة الماضية، في حين تراجعت الأرباح التشغيلية في الأشهر التسعة الأولى من السنة الحالية إلى 590 مليون دولار من 656 مليونا في الفترة المقابلة في السنة الماضية.
وفي المجمل، هبطت إيرادات الشركة إلى 23.31 مليار دولار في الربع الثالث من السنة الحالية من 23.45 مليارا في الربع المقابل من السنة الماضية.
وانخفضت أرباح الشركة إلى 2.93 مليار دولار من 3.09 مليارات في الربع الثالث من السنة الماضية.

المراجع:
1 / نور الهدى بوطيبة، فيما وصفت بالواجب والداعم للقضية الفلسطينية
الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني، جريدة المساء الجزائرية.
2 / محمود يوسف، ما فائدة مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل؟ موقع الجزيرة نت.
3 / إيناس مسلط قنيص، قاطع ولا تمل المقاطعة!موقع الجزيرة ن