آلاف من الفلسطينيين يعبرون إلى مخزن مساعدات في غزة وسط إطلاق كثيف للنيران من الجيش الإسرائيلي، مع تقارير عن شهداء وإصابات.

آلاف من الفلسطينيين يعبرون إلى مخزن مساعدات في غزة وسط إطلاق كثيف للنيران من الجيش الإسرائيلي، مع تقارير عن شهداء وإصابات.

دير البلح- (أ ف ب) – اقتحم آلاف الفلسطينيين مساء الأربعاء مخزنا تابعا لبرنامج الأغذية العالمي في وسط قطاع غزة فيما تبادلت إسرائيل والأمم المتحدة الاتهامات حول أزمة الجوع المستفحلة.
وأظهرت لقطات صورتها وكالة فرانس برس حشودا من الفلسطينيين يحملون أكياسا وصناديق وحزما من الإمدادات الغذائية، بينما سُمع دوي إطلاق نار.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان “اندفعت حشود من الجياع إلى المستودع… بحثا عن إمدادات غذائية معدّة مسبقا للتوزيع”، داعيا إلى “وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظّم” في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد عن باستشهاد شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.
وأضاف البيان “لطالما حذر برنامج الأغذية العالمية من تدهور الوضع (..) والمخاطر التي يتسبب بها الحد من المساعدات الإنسانية إزاء أشخاص جياع يحتاجون إلى مساعدة بشكل ملح”.
ورفعت إسرائيل جزئيا الأسبوع الماضي الحصار المطبق الذي تفرضه على قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس وتمنع من خلاله دخول أي امدادات إليه ما تسبب بنقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية والوقود. وأعلنت الدولة العبرية التي تقول إنها تهدف من الحصار، القضاء على حماس والافراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع، أن مئات الشاحنات المحملة مساعدات إنسانية دخلت إلى غزة.
– فوضى –
والثلاثاء أصيب 47 شخص بجروح في مركز توزيع مساعدات تابع ل”مؤسسة غزة الإنسانية” وهي منظمة جديدة مدعومة اميركيا وإسرائيليا وضعت نظاما جديدا لتوزيع الإعانات اعتبرته الأمم المتحدة مخالفا للمبادئ الإنسانية.

وروى المواطن قاسم شلوف “تدخل وتأخذ ما تريد وتمشي. كل الكراتين ممزقة” مؤكدا أنه أخذ “خمسة أكياس حمص وخمسة كيلوغرامات من الأرز”.
وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للأراضي الفلسطينية المحتلة “أصيب نحو 47 شخصا بجروح”.
وأقر الجيش الإسرائيلي أن جنوده “اطلقوا النار تحذيرا في الهواء”، “خارج” مركز التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية “لكن ليس باتجاه الناس”. ونفت المؤسسة كذلك أي إطلاق نار على الحشود مباشرة.
وحمل سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون حركة حماس مسؤولية الفوضى متهما إياها بمحاولة “تعطيل” الوصول إلى نقطة التوزيع من خلال نصب حواجز على الطرق.
وأضاف “انضمت الأمم لمتحدة بنشاط الآن إلى حماس في محاولة لتعطيل الوصول إلى هذه المساعدة. الأمم المتحدة تستخدم التهديد والترهيب والإجراءات الانتقامية ضد المنظمات غير الحكومية التي اختارت المشاركة في هذه الآلية الإنسانية الجديدة”.
وجدد ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء رفض الأمم المتحدة العمل مع المؤسسة الجديدة التي “لا تحترم عملياتها مبادئنا الإنسانية”.
واكد كذلك أن الأمم المتحدة ستبذل قصارى جهدها لتسلم المساعدات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم.
وقال دوجاريك “منذ الأسبوع الماضي عرضت 900 شاحنة للحصول على موافقة إسرائيلية وتمت الموافقة على 800 منها لكن 500 فقط أفرغت من الجانب الإسرائيلي في كرم أبو سالم ومر عدد أقل بعد في الجانب الفلسطيني حيث تمكنّا نحن وشركاؤنا من تسلم اكثر من 200 منها بقليل وقد لجم هذه العملية انعدام الأمن ومحدودية الوصول”.
وأكد “إذا لم نتمكن من استلام هذه البضائع، فأقول لكم شيئًا واحدا: هذا ليس لأننا لا نحاول”.
– “لا يغير شيء” –
وقال بسام دلول النازح مع عائلته في مخيم النصيرات وسط القطاع “هذا لا يغير شيئا، الموت مستمر والقصف الاسرائيلي لا يتوقف، خوف وجوع وقلق ولا نعرف متى النهاية”.
وأضاف “نزحنا عشرين مرة، ولا نعرف هل سننجو من القتل اليوم أم لا. لا يوجد طعام ولا ماء للشرب ولا كهرباء ولا مأوى، ولا اي مقومات للحياة … في غزة كرامة الإنسان تهان بلا توقف”.
على الصعيد العسكري، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن إسرائيل اغتالت محمد السنوار الذي يعتبر قائد حماس في قطاع غزة. وقد استهدف بضربة إسرائيلية في 13 أيار/مايو في خان يونس في جنوب القطاع.
وأشار الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع إلى استشهاد 16 شخصا الأربعاء في ضربات إسرائيلية.
وفي تل أبيب تجمع آلاف الأشخاص مساء الأربعاء للمطالبة بوقف لإطلاق النار مع حماس يسمح بالافراج عن الرهائن المتبقين.
وأدى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، لا يزال 57 في غزة، أكد الجيش وفاة 34 منهم على الأقل.
ومن أصل 251 شخصا اختطفوا من جنوب إسرائيل في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 واقتيدوا إلى غزة حيث احتجزوا رهائن لا يزال 57 منهم في القطاع الفلسطيني.
وفي المقابل، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة عن استشهاد أكثر من 54056 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.