أفضل وقت لبدء علاج الكوليسترول لمرضى السكري

لندن-راي اليوم
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية أن المبادرة السريعة في علاج مرضى السكري بأدوية الستاتينات يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في حمايتهم من أمراض القلب والأوعية الدموية. الدراسة، التي أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام، تابعت أكثر من 7 آلاف مريض سكري على مدى نحو عقدين من الزمن، وكشفت أن المرضى الذين بدؤوا العلاج بالستاتينات مباشرة بعد توصية الطبيب، قللوا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى الثلث مقارنة بأولئك الذين قرروا تأجيل العلاج.
تأخير العلاج يرفع نسبة الخطر
رغم التوصيات الطبية الواضحة، أظهرت البيانات أن حوالي 18% من المرضى رفضوا تناول الستاتينات في البداية، وفضلوا تجربة تعديلات نمط الحياة أو خيارات علاجية أخرى، لكنهم عادوا ووافقوا على العلاج بعد حوالي عام ونصف من التردد. ولسوء الحظ، فإن هذا التأخير كان له تأثير سلبي على صحتهم القلبية: فقد أصيب 8.5% منهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، مقابل 6.4% فقط لدى من بدؤوا العلاج على الفور.
ما هي الستاتينات؟
الستاتينات هي مجموعة من الأدوية المعروفة بقدرتها على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، وتُعتبر وسيلة فعالة وآمنة وبتكلفة منخفضة للوقاية من أمراض القلب، خاصة بين المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يعانون من “خلل الدهون في الدم” — وهي حالة تتصف بارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL).
الوقت عامل حاسم
الخبير الرئيسي في الدراسة، الدكتور ألكسندر تورتشين من قسم الغدد الصماء في مستشفى بريغهام والنساء، شدد على أهمية توقيت بدء العلاج، قائلاً:
“الوقت عامل حاسم لصحة القلب والدماغ. تأخير العلاج قد يُفقدنا الفرصة للوقاية من مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية”.
وأوضح أن البعض يفضلون تجربة تغييرات في النظام الغذائي أو التمارين الرياضية أولاً، إلا أن هذه الخيارات لا تحقق الفعالية السريعة والمضمونة التي توفرها أدوية الستاتينات في خفض الكوليسترول.
آلية الحماية من أمراض القلب
تعمل الستاتينات على تقليل خطر تراكم “اللويحات” في الشرايين — وهي رواسب دهنية وكوليسترولية تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وصعوبة تدفق الدم. تراكم هذه اللويحات يمكن أن يمنع وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى القلب والدماغ، ما يرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
دور الذكاء الاصطناعي
اعتمدت الدراسة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحديداً أسلوب “معالجة اللغة الطبيعية”، لتحليل السجلات الصحية الإلكترونية للمرضى وتحديد توقيت بدء العلاج والنتائج الصحية المترتبة عليه.
رسالة للأطباء والمرضى
في ضوء نتائج هذه الدراسة، دعا الباحثون الأطباء إلى إدراك أهمية توقيت بدء العلاج بالستاتينات، واستخدام هذه البيانات لتعزيز الحوار مع المرضى وتوضيح المخاطر المحتملة لتأخير العلاج. كما شجعوا المرضى على الثقة بالنصائح الطبية، وعدم تأجيل بدء العلاج الذي يمكن أن يُنقذ حياتهم.
إذا كنت مصاباً بالسكري، فإن اتخاذ قرار البدء الفوري بعلاج الستاتينات – بعد استشارة الطبيب – قد يكون من أفضل القرارات لصحة قلبك ودماغك. الوقت ليس مجرد رقم، بل عامل حاسم قد يصنع الفارق بين الوقاية والمضاعفات.