سجاد عابدی: إيران وأمريكا في نقطة حرجة

سجاد عابدی
إن إيران والولايات المتحدة عند منعطف حرج وتشير تهديدات ترامب وردود الفعل الإيرانية القاسية والتحركات العسكرية في المنطقة إلى أن خطر الصراع أصبح أكبر من أي وقت مضى ولكن طريق الدبلوماسية لم يُغلق بعد بشكل كامل ورغم أن الوضع يقترب من شفا الحرب فإن اندلاع الحرب لا يزال يعتمد على قرارات الأطراف وسلوك الحلفاء الإقليميين وربما سوء التقدير. يرى المحللون الاستراتيجيون أن احتمالات التوصل إلى حل سياسي للقضايا بين إيران والولايات المتحدة في الوقت الراهن أكبر بكثير من اندلاع الحرب ولكن في الوقت نفسه فإن أي عمل أو رد فعل غير محسوب من أي من الجانبين قد يغير مصير هذه الأزمة تماما.
ومن ناحية أخرى فإن الضغوط من الجانب الأميركي لا تحتاج إلى تفسير وهي واضحة تماماً وحتى يومنا هذا لم يكن سلوك الولايات المتحدة وإسرائيل سراً وقد شهدنا ضغوطاً علنية من جانب جماعات الضغط الإسرائيلية ونتنياهو لمنع إجراء مفاوضات مثمرة ولحسن الحظ أن السيد عراقجي اتخذ مواقف مناسبة رداً على هذه التهديدات وأكد على أن المفاوضات يجب أن تتم في إطار وزارة الخارجية مع ردود دبلوماسية ومع كل هذا أود أن أؤكد مرة أخرى على أهمية الدور الذي يلعبه فريق التفاوض الإيراني ويقول الجانب الأميركي إن إيران لا ينبغي لها أن تسعى إلى امتلاك القنبلة النووية وهو ما لا ينبغي لها أن تفعله من حيث المبدأ وأكدت إيران مرارا وتكرارا أنها لا تملك مثل هذه الخطة أو النية ويعد مايك والتز مستشار الأمن القومي الأميركي من بين الذين وجهوا تهديدات عديدة ضد إيران في الأشهر الأخيرة وهو يؤيد مهاجمة إيران لكن يبدو أن التهديدات الصادرة عن أشخاص مثل والتز ليس لها تأثير كبير على القرارات النهائية لترامب ويقول ترامب إنه يفضل الآن وضع المفاوضات على جدول الأعمال وخاصة التفاوض المباشر لكن من سيرسله ترامب للتفاوض يوم السبت؟ ويتکوف هو الشخص الذي قدم خطة وقف إطلاق النار بين غزة ولبنان وبالمناسبة لديه اختلافات خطيرة في الرأي مع نتنياهو نفسه ولذلك فهو يملك القدرة الكافية لتحريك المفاوضات في الاتجاه الإيجابي.
إن احتمال أن تتحمل إيران عبء تخفيض مدى صواريخها ضئيل للغاية لأن قوة إيران تكمن في مدى صواريخها وبناء على ذلك، إذا أردت أن أصنف في رأيي فإن القضية النووية ستكون البعد الأبسط من القصة والقضايا الإقليمية ستكون البعد الأوسط من القصة وقضايا الصواريخ ستكون البعد الصعب والمعقد من القصة والسبب الذي يجعلني أؤكد عدة مرات على أهمية تحديد من سيجري المفاوضات هو طبيعة المفاوضات المتعددة الطبقات والحاجة إلى فهم هذا الوضع المتعدد الطبقات.
وسيكون أمراً إيجابياً للغاية إذا لجأ السيد عراقجي إلى الاستعانة بمستشارين أقوياء لتعزيز فريق التفاوض بشكل أكبر كلما كان فريق التفاوض أكثر خبرة كلما كانت النتائج النهائية أقوى نحن في واحدة من أكثر المراحل حساسية في السياسة الخارجية للبلاد في مرحلة ما بعد الثورة وفي الوقت نفسه يجب أن نكون حذرين بشأن الرأي العام داخل البلاد ونوع المفاوضات في الخارج.
كاتب ايراني