مسؤول فلسطيني يطالب الكنائس الغربية بكسر الصمت ودعم الشعوب المضهدة

أيسر العيس / الأناضول
طالب مسؤول فلسطيني، الخميس، الكنائس الغربية بالتخلي عن الصمت وبمساندة الشعوب المقهورة، معتبرا الصمت في الوقت الراهن مشاركة في الجريمة بحق هذه الشعوب.
جاء ذلك في كلمة رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، خلال مؤتمر دولي عقد الأربعاء والخميس في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، عن “الصهيونية المسيحية وأبعادها الفكرية في الدول الاسكندنافية”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وقال خوري في كلمته، إن الكنائس “مطالبة بالعودة إلى رسالتها الأخلاقية والإنسانية، المبنية على الرحمة وقول الحق”، مضيفا: “الصمت في هذه المرحلة هو مشاركة في الجريمة”.
وحث الكنائس على “مراجعة قراءتها للنصوص المقدسة بعيدًا عن التحولات السياسية، وأن تتموضع مجددا إلى جانب الشعوب المقهورة، لا إلى جانب النفوذ والمال في ظل تشريع القتل، لكي يصبح الموقف اللاهوتي فعلًا مقاوما لإنقاذ الإنسانية من الصمت الذي يشل الضمير”.
ومطلع مايو/ أيار الجاري، وجه خوري رسالة عاجلة إلى بطاركة الكنائس ورؤسائها في جميع أنحاء العالم، ندد فيها بانتهاكات إسرائيل ضد المسيحيين والاعتداء عليهم خلال أعيادهم.
ودعا في رسالته حينها إلى تحرك عاجل للدفاع عن الوجود المسيحي في الأرض المقدسة، في ظل تصعيد غير مسبوق من إسرائيل، وفق “وفا”.
كما أكد أن “السياسات الإسرائيلية تهدف إلى طمس الوجود المسيحي الفلسطيني، وحرمانه من حقوقه الدينية والوطنية، وارتكاب انتهاكات جسيمة تطال المقدسات، وتمارس القتل والتهجير القسري والتطهير العرقي في أنحاء فلسطين كافة، من القدس والضفة الغربية إلى قطاع غزة المحاصر”.
وأشار إلى الإبادة المستمرة في قطاع غزة، حيث “الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمؤسسات الكنسية، ونزوح غالبية العائلات المسيحية ولجوئها إلى داخل الكنائس”.
ومثل كل الفلسطينيين في غزة، يعاني المسيحيون في القطاع حرب الإبادة الإسرائيلية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى كنيستين بحثا عن الأمان، حيث يتم تأمين حاجاتهم من خلالهما.
ويعيش في قطاع غزة نحو 1000 مسيحي من أصل أكثر من مليوني نسمة، يتبع نحو 70 بالمئة منهم طائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في القدس، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.