واشنطن تهدد بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم توافق على التفاوض مع أوكرانيا.

نيويورك/ الأناضول
ألمح نائب المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة جون كيلي إلى إمكانية فرض عقوبات إضافية ضد روسيا في حال مواصلتها الحرب في أوكرانيا ورفضها التفاوض، مشدد أنه “لا حل عسكري” للحرب الدائرة بين موسكو كييف.
جاء ذلك في كلمة كيلي الخميس، خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي بمقره بمدينة نيويورك الأمريكية، لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا.
وقال كيلي إن الولايات المتحدة “تبحث عن طريق للسلام” بين روسيا وأوكرانيا وتريد إنهاء الحرب، مشددا على أنه “لا حل عسكري” للحرب بين موسكو وكييف.
ودعا روسيا إلى وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، مضيفا: “إذا قررت روسيا مواصلة الحرب، فسوف تضطر الولايات المتحدة إلى النظر في الانسحاب من المفاوضات”.
وأكد كيلي أن الولايات المتحدة تريد العمل مع روسيا من أجل السلام والمكاسب الاقتصادية، وفي حال رفضها ذلك فإن “العقوبات الإضافية على روسيا ستظل على الطاولة”.
وفي وقت سابق من مايو/ أيار الجاري دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منشور في منصة تروث سوشال إلى “وقف إطلاق نار غير مشروط” لمدة 30 يوما بين روسيا وأوكرانيا، محذرًا من أن “عقوبات أوسع” ستُفرض إذا لم يُحترم وقف إطلاق النار المحتمل.
ولفت المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة إلى أن إنهاء هذه الحرب مسؤولية روسيا وأوكرانيا، قائلا: “الوقت ليس في صالح من يسعون إلى إطالة أمد الحرب. ندعو روسيا وأوكرانيا إلى اتخاذ قرار صعب وتاريخي بالسعي إلى السلام”.
من جانبه، اتهم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الجانب الأوكراني والدول الأوروبية بمحاولة إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف في كلمته بالجلسة نفسها: “يريدون إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، لكن الأمر ليس سهلا لأن الإدارة الأميركية الجديدة فتحت أعينها في الأشهر القليلة الماضية ورأت الوجه الحقيقي لنظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي والأسباب الجذرية للصراع الأوكراني”.
وقال نيبينزيا إن روسيا تتعرض “للاستفزاز بشكل مستمر”، وأن الكرة الآن في ملعب أوكرانيا فيما يتعلق بمحادثات السلام الجارية.
من جانبها، قالت مندوبة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، كريستينا هايوفيشين، إن بلادها لا تخشى محادثات السلام مع روسيا، معتبرة أن الجانب الروسي هو من رفض دعوات المحادثات بشأن إرساء السلام بين البلدين.
وأشارت هايوفيشين إلى أن الرئيس الأوكراني ذهب إلى تركيا للمشاركة في مفاوضات السلام التي عقدت في إسطنبول في 16 مايو/أيار الحالي، بينما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “وفدا منخفض المستوى” بدلا من حضور الاجتماع.
وفي 15و16 مايو/ أيار الجاري، استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.
ولفتت هايوفيشين إلى أن الوفد الروسي يتكون من نفس الأشخاص الذين حضروا المفاوضات التي عقدت في إسطنبول عام 2022.
وقالت في هذا الإطار: “يُظهر هذا أن روسيا لم تُغيّر نهجها الأساسي وكان هدفها تحويل مفاوضات إسطنبول إلى عملية فارغة تُذكّرنا بمحادثات عام 2022”.
وأضافت أن أوكرانيا ستواصل الإصرار على وقف إطلاق النار غير المشروط والكامل لمدة 30 يوما على الأقل من أجل استمرار ونجاح المفاوضات، معتبرة أن روسيا تحاول كسب الوقت لمواصلة الحرب واحتلال المزيد من الأراضي الأوكرانية.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.