الضفة الغربية: ارتفاع أسعار اللحوم ي jeopardize شعيرة الأضاحي

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول
في أزمة جديدة، يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة من غلاء “غير مسبوق” بأسعار اللحوم، الأمر الذي يهدد قدرتهم على شراء الأضاحي في عيد الأضحى المرتقب الجمعة المقبل.
المواطنون لفتوا إلى أن أسعار اللحوم ارتفعت بنسبة قد تصل في بعض المناطق إلى 100 بالمئة، الأمر الذي دفع نقابة أصحاب الملاحم ومربي الأبقار والماعز إلى تعليق عمليات الذبح لمدة 15 يوما.
تقول النقابة إن وزارة الاقتصاد الفلسطيني حددت أسعار اللحوم قبيل عيد الأضحى بأسعار مقبولة، لكن مواطنين قالوا إنهم لم يلمسوا أي انخفاض.
وبهذا الخصوص، قال يوسف أبو عياش (39 عاما)، من مخيم الجلزون وسط الضفة الغربية، إن “الوضع الاقتصادي منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية (بقطاع غزة) متردٍ وصعب للغاية، رافقه ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء”.
وأضاف أبو عياش للأناضول: “بات من غير الممكن على المواطن العادي شراء لحوم الخراف، وبالكاد يستطيع شراء لحوم الأبقار”.
وأوضح: “قبل شهر رمضان كان سعر كيلو لحم العجل 50 شيكلا (14 دولار)، اليوم يزيد السعر عن 65 (18.3 دولار)، أما لحم الخراف قفز وبشكل غير معقول من 80 شيكلا (23 دولار) إلى 140 شيكلا (40 دولار)”.
وتابع المواطن الفلسطيني مستنكرا: “من غير الممكن أن نشتري هذا العام أضحية! (..) كان الله في عون الناس”.
أما فادي درويش فقال إنه يشتري كل عام أضحية “استنادا لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، لكن الأسعار هذا العام غير مسبوقة، ومع استمرار هذا الوضع من الصعب جدا شراء أضحية”.
وتابع: “منذ نحو شهرين لم أشتر لحم الخراف، الأسعار فلكية (تعبيرا عن ارتفاعها)”.
وأضاف: “في السنوات السابقة كنا نشتري الأضحية بمبلغ يصل 2500 شيكل (706 دولار)، اليوم السعر قد يكون مضاعف إذا ما كان الوزن جيدا”.
وتباع اليوم كيلو الخراف الحي بسعر 48 شيكلا (14 دولار)، بينما كان في السنوات السابقة في حده الأقصى 38 شيكلا (11 دولار).
عمر النبالي، نقيب أصحاب الملاحم، قال للأناضول، إن غلاء أسعار اللحوم الحمراء مشكلة متراكمة منذ سنوات، وباتت مستعصية بالفترة الأخيرة.
وأضاف: “في السابق كان لدى الفلسطيني اكتفاء ذاتي في إنتاج الخراف، اليوم اندثر الأمر وبات هناك نقص تم سده عبر شراء الخراف والعجول المستوردة”.
وأرجع ارتفاع الأسعار إلى “عمليات الاحتكار من قبل بعض التجار، وتهريب الخراف إلى السوق الإسرائيلي، الأمر الذي دفع النقابة إلى البدء بخطوات احتجاجية شملت تعليق عمليات الذبح”.
ولفت النبالي إلى أن تلك الخطوات الاحتجاجية “بدأت تجني نتائج، ونتوقع أن يكون هناك تراجع في أسعار اللحوم”.
وأردف: “في الفترة الأخيرة شهدنا عزوفا كبيرا من المواطنين عن شراء اللحوم، حيث وصل سعر كيلو الخراف المذبوح إلى 140 شيكل بدلا من 80”.
وبين أن “هناك تواصل مع الجهات الفلسطينية الرسمية لمعالجة هذا النقص، وإعادة الأسعار إلى القدر المقبول الذي يمكن للمواطن شراءه”.
وفي 15 مايو/ أيار الجاري قالت وزارة الاقتصاد الفلسطينية إن لجنة إدارة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم تتابع الأمر، واعتبرت هذا الارتفاع غير مبرر.
ولاحقا حددت الوزارة أسعار لحم الخراف الحي بـ 40 شيكلا، والمذبوح المقطع بـ 85 شيكل.
وقال يوسف العمر، صاحب محل جزارة للأناضول إن “تحديد سعر بيع اللحوم يجب أن يرافقه قرار ومتابعة من قبل الجهات الرسمية لبيع المواشي بالأسعار التي تتناسب مع القرار”.
وأضاف أن “أصحاب الملاحم يواجهون ذات الارتفاع في الأسعار الذي يعاني منه المواطن، وأي ارتفاع سببه غلاء في أسعار المواشي، وأي انخفاض يجب أن يرافقه انخفاض في أسعار المواشي”.
وتابع العمر: “في مثل هذا الموسم من كل عام، كنا نبيع مئات الخراف، هناك عزوف كبير اليوم، المواطن لا يمكنه الشراء بهذه الأسعار”.
كذلك، قال إياد سرور، صاحب محل جزارة إنه اشترى نحو 300 رأس من الخراف استعدادا للعيد بسعر الكيلو الحي بـ 48 شيكل، “ومن غير المنطق بيعها بالسعر الذي حددته وزارة الاقتصاد”.
وأضاف: “القرار لا يراعي هذا الأمر، القرار يعني تكبد خسائر كبيرة”، وتساءل مستنكرا: “من سيتحمل هذه الخسائر؟”.
وبحسب بيان صدر عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في 29 مايو، شهدت أسعار السلع ضمن نشاط الإنتاج الحيواني ارتفاعا حادا نسبته 7.83 بالمئة، حيث بلغ متوسط سعر خروف بلدي 47.41 شيقل/كغم (الحي).