د. خالد زغريت: أمسية على شرف كأس متة مع المهاتما غاندي ومعزيته

د. خالد زغريت: أمسية على شرف كأس متة مع المهاتما غاندي ومعزيته

د. خالد زغريت
ليس مناماً يا خلي القلب يا حبيبي، ولا رسالة من تحت الماء.  إنما  كنت حياً أمشي على رجل، و نصف،  لأنني فجأة شاهدت عضو مجلس شعب يمشي في الشارع على قدميه، ويتأبط ذراع أمه العجوز.  طبعاً تالله بالله لا لأنه كريم بها، أو رحيم . بل لتلقط زعرانه له صورة،  فالقاصي الداني يعرف أنه اول ما تسلق سلم المسؤولية سرق عنزات أمه ليشتري أقراطاً ذهبية  لزوجة إحدى الشخصيات المفيمة،  ويوم مات المفيم سرق مصاغ أخته،  و اشترى لأرملة المسؤول بروازاً ذهبياً لتحفظ صورة المرحوم، لأن القاصي مثل القاضي بلغته،  فالنقطة من ذهب..
ليس حلم يقظة ولا حلم نائم، وبالله وتالله ووالله لست ولياً من أصحاب الكرامات، لكنني كنت مخلصاً إرهاباً لا خوفاً من قائد حلقتنا الحزبية
  و يعرف أيّ سوري أن لا حياة في هذا الوطن للتقدم والاشتراكية، وأعلى مراتب الاشتراكية أنك إذاما جعت بعد الأسبوع الأول من الشهر. إذ الراتب المقاوم لا يكفي الموظف أكثر من أسبوع، عليك أن تتبرع للمجهود الحرب لتحرير طنب الكبرى بطعام مسكين، ثم وما أطول الجوع بثم عليك تأكيداً لعقيدتك الحزبية أن تنتبذ خلوة حزبية، وتستحضر مع الجوع شخصية ثورية تحررية، تنسيك الجوع، وتلك حكمة جاد بها الرفيق المناضل أمين حلقة الصعاليك في الجاهلية  الشنفرى  :
أُديمُ مِطَالَ الجُوعِ حتّى أُمِيتَهُ   وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحًا فأُذْهَلُ

 وها أنا استحضرت المهاتما غاندي وعنزته، لا حباً بهما إنما لي ثأر تاريخي مع العنز، في طفولتي كنت أداعب جدياً صغيراً، فنطحتني أمه ومازالت ندوب قرونها في وجهي،كما صارت ندوب الحزب في روحي
  رأيت المهاتما غاندي وعنزته فدعوتهم على كأس متة..وسألته لماذا اخترت العنزة ..قال لي هي تشرب متة، ومن مزاياها أنها متحررة، لا يهمها نميمة الحيوانات عليها، ولا سيما أن ذنبها عكس أذناب الحيوانات فهو للأعلى، ولا تبتئس لسخريتهم من ظهور عورتها، وتلك أومدرسة للعلمانية … تنحنح،ثم قال أنتم العرب من عاداتكم أن تستروا عوراتكم بأذنابكم،  لذلك لا تحبون  الماعز، حين تحدث عن أذناب العرب فار دمي من الإهانة الثورية للعرب، وكدت أضربه بكأس المتة، لكن كان قائدنا الحزبي يختبر صبرنا الإستراتيجي، كما تختبر إسرائيل إستراتيجية صبر العرب على ذبح غزة .
وخوفاً من اتهامي بضعف العقيدة الحزبية صبرت على إهانته،  وتابع غاندي،وكأنه لم يجرح عروبتي،قائلاً : يارفيق،فلسفة “الساتيا جراها” التي أتبناها أنا وعنزتي هي مبدأ الدعوة إلى اللاعنف، أم اليساريون العرب فظنوها حليب العصفور، لا السباع،  لذلك مات كليب بضرع ناقة عطشاً.
   والمتنبي لم تعرفه لا الخيل ولاالليل،  فلا تظن أنّ  كأن، كما يرى سيبويه،  ليست من أخوات كان.  كأن عملت بوتكساً، وكان عملت شفطاً،  وغزة أخت القدس، وعروس عروبتكم هربت على حصان أبيض، لأن البطيخ الأبيض تدمى قلبه فاحمر خجلاً من البطيخ الأبيض المزروع بين أكتافكم.. صارت عنزة غاندي تثغو فطلب خلوة
أما أنا يا صاحبي  بعد خلوة غاندي بعنزته، وخلةتي بقرون قائدي الحزب،  سأحكي لك سهرتنا يا صاحبي لأن غاندي يرى أن العلمانية عبادة اشخاص و “الساتياجراهم” عبادة عنز، ورغيف الخبز بيضوي، و النَوَر لم تمتهن تركيب أسنان الذهب  عبثاً..وأن الهند تفكر باقتصاد الفساد، فعائدات الفساد أكثر ربحاً من الأفلام الهندية، تخيلت يا صاحبي أن عنزة غاندي كانت  تلحن بثغائها نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر،  طريقك مسدود مسدود يا صاحبي نحن نعرف الفساد هدر اقتصاد، لكن نحن أشطر من الهند، نحن أمهر من صنع اقتصاد الحزب الواحد والقائد الرائد، و الحلم المظلي، والقبر الخالد، و:  قبرَ حربِ بمكانٍ قفرٍ  وليسَ قربَ قبرِ حربِ قبرٍ
أما أنا صاحبي مازالت أبحث عن قبر العروبة، يقيناً ماتت،لكن لأياً ما عرفت القبر بعد توهم.
 وأبحث عن العنزة التي أكلت أخضر ويابس الكرامة العربية، ألاتظن ياصاحبي من أباح غزة أباح عرضه، ليس عند العرب غير الثغاء. أتظن ياصاحبي أن الساروت سيبقى يغني جنة جنة يا وطننا، بعد ، بالطبع لم يستشهد ليمى الدوار باسمه ، فالدوار  للثوريين الذي يدورون حول أنفسهم مثل دبكة خرمة أرضها بأرضها .ويغنون : غنيمة غنيمة يا وطننا.