في ظل الهجوم الإسرائيلي المكثف على القاهرة.. مسؤول صهيوني بارز: نتنياهو يسعى لتقليص دور مصر في مفاوضات التبادل ويعطي الأولوية لقطر.. التحقيق في قضية (قطر غيت) مستمر وما علاقة إقالة رئيس جهاز الشاباك؟

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
كشف المُحلِّل السياسيّ الصهيونيّ المشهور، رافيف دروكر، النقاب عن أنّ الكيان فضّل وما زال حتى اللحظة يُفضِّل قطر على مصر، ونقل عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ رفيعٍ، وهو عضو الوفد المفاوض للمفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس لإتمام صفقة التبادل، نقل عنه قوله إنّه دائمًا شعر بأنّ صُنّاع القرار في تل أبيب يُميِّلون الكفّة لصالح قطر على حساب المصريين، وأنّ أمورًا غريبةً حدثت في هذا السياق، على حدّ تعبيره.
المسؤول عينه، الذي لم تنشر صحيفة (هآرتس) العبريّة، اسمه أوْ وظيفته، أضاف في حديثه للمُحلِّل السياسيّ: “الأمور الغربية بدأت عندما طلب المُستوى السياسيّ من أعضاء الفريق المفاوض الإسرائيليّ بالقيام بإحاطة رئيس جهاز الموساد السابق، يوسي كوهين، حول مجريات التفاوض، وبعد ذلك قام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتنظيم زياراتٍ دون علم رئيس الموساد الحاليّ، دافيد برنياع، وعلم أعضاء الفريق المفاوض”، على حدّ تعبيره.
وتابع المسؤول قائلاً للصحيفة العبريّة، إنّ ضباطًا كبار وسابقين في الموساد انضّموا للزيارات المذكورة إلى دولٍ خليجيّةٍ، وأنّه في كلّ مرّةٍ كان المصريون “يرفعون رأسهم” اهتّم مبعوثو نتنياهو بـ “إنزاله”، ولذا ساد الشعور لدينا بأنّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنّ الحكومة الإسرائيليّة، وتحديدًا نتنياهو، تعمل على وضع قطر في موقعٍ متقدّمٍ على مصر، وأنْ تُواصِل تبوأ المكان الأوّل في الوساطة”، طبقًا لأقواله.
إلى ذلك، مع استمرار التحقيق في قضية حصول دولة قطر على معلوماتٍ سريّةٍ وحساسّةٍ للغاية من دولة الاحتلال، عبر عددٍ من أقرب المُقربين لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بدأت تتكشّف معلوماتٍ جديدةٍ عن القضية، التي باتت القضية المُلتهبة لدى الرأي العام الصهيونيّ في الكيان، وفي تطوّرٍ لافتٍ للغاية أكّدت مصادر أمنيّة وسياسيّة مطلعة جدًا في تل أبيب أنّ المؤسسة الأمنيّة في دولة الاحتلال تخشى جدًا من أنّ المخابرات القطريّة قامت بتجنيد وتفعيل اثنيْن من المتورّطين في القضية، وهما يخدمان في جهاز الأمن العّام (شاباك)، لجمع المعلومات ونقلها للدوحة في زمن الحرب، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ المحققين يقومون بفحص كيفية وآلية انتقال الأموال من قطر إلى كيان الاحتلال، مع التشديد على أنّ المخابرات القطريّة استخدمت أسماءً مستعارةً للعملاء للالتفاف على القانون في تل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر عينها، وفق ما انفردت بنشره صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الجمعة، على أنّ سلطات الضرائب في إسرائيل تُشارِك هي الأخرى في التحقيق المُتشعِّب، فيما ستقوم الشرطة الإسرائيليّة قريبًا جدًا بالتحقيق مع آخرين، ومن بينهم الجنرال المتقاعد يوآف مردخاي، منسّق أعمال الحكومة في المناطق المحتلّة والناطق العسكريّ سابقًا، الذي بحسب الشبهات لعب دور الوسيط بين المخابرات القطريّة وبين مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال عملهما مع المخابرات القطريّة.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ التطورًات الأخيرة شملت اعتقال عميلاً سابقًا للموساد بتهمة تلقي الرشاوى، والاتصال مع عميلٍ أجنبيٍّ وتبييض الأموال، وأمرت المحكمة المركزيّة في مدينة اللد بتمديد اعتقاله حتى يوم الاثنين القادم، وفقًا لما أكّدته المصادر.
علاوة على ما ذُكِر، فإنّ انشغال الساسة من الائتلاف والمعارضة في هذه الفضيحة، التي بكلماتٍ أخرى تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ دولةً عربيّةً تمكنّت من اختراق قدس أقداس المؤسسة الإسرائيليّة والحصول على معلوماتٍ خطيرةٍ عن مجريات الأمور داخل الغرف المغلقة في تل أبيب، يؤكِّد أنّ وراء الأكمة ما وراءها.
ويتبيّن من مجريات التحقيق، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن مصادر إسرائيليةٍ وُصِفَت بأنّها مطلعة للغاية، أنّ المقربين، الذين كانوا على علاقةٍ قويّةٍ ووطيدةٍ مع القطريين، ساهموا أولاً في تجميل صورة الدولة الخليجيّة قبل انطلاق المونديال بالدوحة في العام 2022، واستمرت العلاقة بين الطرفيْن بعد ذلك، حيثُ أنّه وفق الاشتباه، عمل المُقرّبون من نتنياهو بواسطة تسريباتٍ للصحافة العبريّة على إعلاء شأن قطر في مفاوضات تحرير الرهائن الإسرائيليين المأسورين لدى (حماس)، بالمقابل شدّدّوا على أنّ الدور المصريّ في المفاوضات، مقارنةً بالقطريّ، كان هامشيًا، وفق المصادر.
في الختام تعالت الكثير من الأصوات داخل دولة الاحتلال، التي أكّدت أنّ إقالة رئيس (شاباك) رونين بار، تدخل في إطار مساعي نتنياهو لوقف التحقيق في فضيحة (قطر غيت)، التي بحسب العديد من المحللين والمختّصين والخبراء الإسرائيليين، ما تمّ الكشف عنه حتى اللحظة هو غيضٌ من فيضٍ أوْ قمّة جبل الجليد، وأنّ القادم سيهُزّ أركان الكيان.