البطيخ تحت السكين.. يا حكومة الأردن

البطيخ تحت السكين.. يا حكومة الأردن

د. ذوقان عبيدات
  اعتاد الأردنيون على سماع أصوات الباعة: عالسكين يا بِطيخ!
وها نحن في موسم البِطيخ، نرفض شراء بِطيخة حتى لو نافقها البائع، ومدحها بما ليس فيها، بل وطبطب عليها، وتغزل بها شعرًا ونثرًا! نرفض شراءها إلّا “.. عالسكين”. فالمواطن لم يعد يقتنع بالطبطبة، يريد بِطيخة ناضجة، حقيقية، حمراء كخدّ غيداء، حلوة كعروس في ليل زفافها!!
يريد  رؤيتها بحواسه، لونًا وطعمًا
ومنظرًا! بِطيخة كاملة!
       (1)
المواطن والحكومة!
قلنا: رفض المواطن شراء البِطيخ إلّا”عالسكين”. واستطاع إقناع بائع البِطيخ، بأن يرى صوت البِطيخة ويسمع حلاوتها! واقتنع بائع البطيخة بأن الطبطبة ليست كافية. فالبائع قبِل معادلة المواطن: “عالسكين”. صحيح أنه قد يخسر من رفض بِطيخة، أو اثنتين، لكنه ربح ثقة المواطن، وكما يقال: إنه أعز ما  نملك!
فهل يتوصل مسؤول السياسة،
ومسؤول الاقتصاد، ومسؤول الإعلام، ومسؤول التربية إلى ما قبِله بائع البِطيخ!؟ لا طبطبة، ولا غزل ! بل “عالسكين”!!
وهل يتخلى المسؤول عن مطبطبين لا يقدمون له سوى سمعة غير إيجابية؟
          (2)
   حوار بين مواطنيْن
قال  قيادي كبير جدّا لزميل كبير جدّا: هل دُعيت إلى الحفل؟
قال: لا!
قال الأول: هذا ما ودِدت سماعه!
فليست القضية أنا!! إنها أكبر مني ومنك! أنا ما فهمت عليهما!
لكن سؤالي: هل تعرف الحكومة ماذا يقول مواطنان عنها حين يلتقيان؟
جوابي:  هل تعرف الحكومة أنّ ما التقى مواطنان إلّا وكان
بينهما شيطان يؤز عليها كما يقول سهل زواهرة؟
          (3)
احتفال ٧٩
 إذا كان احتفال ٧٩، وهو رقم لا يقبل القسمة على أي رقم، بهذه الضخامة، فكيف سيكون احتفال الثمانين الأكثر مرونة وجمالًا من ٧٩؟
قال الراوي: السر ، كل السر يكمن في حلاوة
٢٥/ ٥ / ٢٠٢٥
المهم قال أحدهم: إن الاحتفالات أظهرت زيف تحكم الإخوان والقوميين واليساريين على الشارع! طبطب وقال : الحكومة فقط هي من تسيطر على الشارع!
حسنًا! هناك سؤالان:
الأول؛ إذا حذفت الإسلاميين، والقوميين، والعروبيين، واليساريين من الشارع، فهل يبقى شارع؟ ومن هذا الشارع؟
والسؤال الآخر، هل مَن اندفع مِن المواطنين إلى الاحتفالات كان  مجرد دعم للحكومة، أم نصرة للوطن؟
عزيزي المواطن: اقتنَع بائع البِطيخ والمواطن بعدم جدوى
الطبطبة! فمتى يقتنع المطبطِبون
 في الإعلام وفي غير الإعلام؟
متى تنتهي الطبطبة، ولا يتصدى مطبطِبون  مكشوفون لإبعاد السكين عن البِطيخ؟
فهمت علي؟
كاتب اردني