فراغ سيناء يشعل طموحات الاحتلال لتعبئته.. هل انتهى الأمر وسيتحقق مخطط التهجير؟ أم تظل هناك فرصة لإفشاله؟ وما الخطوات التي ينبغي على مصر اتخاذها اليوم قبل فوات الأوان؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
يوما بعد آخر يتحول المشهد في غزة من كارثي إلى كابوسي، مع مواصلة إسرائيل إبادتها الإجرامية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
و برغم قتامة الصورة، وكآبة المنظر، فلا يزال البعض ممسكا بالأمل، داعيا للعمل الوزير المصري الأسبق د.محمد محسوب يقول إن التأخر في العلاج كارثي، لافتا إلى أنه كان بالإمكان منع الاحتلال من التقدم في غزة لحدود معبر رفح.
ويضيف أنه مع ذلك فلم يفت الوقت لإفشال أي مخطط للتهجير، بنشر قواتنا دون التفات لاتفاقات أمنية احتقرها الطرف الآخر من رفح إلى تيران، وعرض آلاف الوحدات الجاهزة لسكن شعبنا فورا.
ويختتم “محسوب” محذرا بملء فيه: “الفراغ يثير رغبة المحتل لملئه”.
من جهته يرى د.محمد نصر علام وزير الري الأسبق أن الناظر لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، يتبين له أن إسرائيل وأمريكا مستمران في مخططهما لإفراغ غزة ثم الضفة من مواطنيها الفلسطينيين وضمهما لإسرائيل.
ويضيف أن حجر العثرة أمامهما “مصر”، بالرغم من عرض العديد من المغريات، مشيرا إلى أنهم يعلمون جيدا أن هذه قضية “أمن قومي” مصري، ليس ممكنا فيها تنازلات.
إصرار ترامب على إفراغ غزة من أهلها بدفع السكان الي الحدود المصرية مع استمرار الإبادة مما يدفع السكان فرارا من الموت الي اقتحام الحدود المصرية ، دعا البعض للتساؤل المسكوت عنه طيلة سنوات:
كيف نترك سيناء فارغة دون ملئها بعشرين مليون مواطن مصري على الأقل؟!
من جهته يشيد د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بالشعب الفلسطيني البطل الذي لا يزال صامداً لم يستسلم ولم يرفع الراية البيضاء، رغم مرور أكثر من عام ونصف، لافتا إلى أن ذلك أحد التجليات الذي يرقى إلى مستوى الإعجاز.
الأحداث الجسام التي يقف فيها العرب موقف المفعول به دعت السفير أيمن زين الدين للقول إن لديه يقينا غيبيا أنه سيأتى على العرب يوم يدركون فيه أن محاولات طمأنة إسرائيل وسد ذرائعها بنزع اسلحتنا وإعطائها الأمان لا يؤدى الا الى زيادة شراهتها إلى المزيد، وتعميق اقتناع ساستها وشعبها بأن العرب لا يفهمون الا لغة القوة، وان العنف هو الذى يحقق لها المكاسب.
ويضيف أن الهمم لا تنهض والحقوق لا تكتسب و المصالح لا تُحمى إلا بالشجاعة والصلابة والقدرة على المواجهة وتحمل الألم، بينما لا يؤدى الاستسلام والخوف الا إلى الضعف والتراجع والمزيد من الخسران.
فهل تصل الرسائل قبل فوات الأوان؟!