عواصف وأمطار رعدية تضرب الإسكندرية في الفجر وتثير القلق.. هل أخفقت هيئة الأرصاد في توقعها؟ آراء العلماء حول الموضوع.. هل تجسدت نظرية العقاب الإلهي بسبب دعم غزة؟ هل ما زال الخطر موجودًا؟

عواصف وأمطار رعدية تضرب الإسكندرية في الفجر وتثير القلق.. هل أخفقت هيئة الأرصاد في توقعها؟ آراء العلماء حول الموضوع.. هل تجسدت نظرية العقاب الإلهي بسبب دعم غزة؟ هل ما زال الخطر موجودًا؟

 

 

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
أثارت عاصفة ثلجية مصحوبة بأمطار رعدية ضربت الإسكندرية فجر اليوم السبت عاصفة من الجدل حول ما حدث، وتفسيره العلمي.
العاصفة الثلجية وصفت بأنها غير مسبوقة، تباينت ردود الأفعال تجاهها تباينا كبيرا، بين علماء وأكاديميين، وامتد الجدل للبسطاء الذين ذهب البعض منهم أن ما حدث هو عقاب إلهي بسبب خذلان أهل غزة، داعين إلى أخذ العبرة من سنن الله الكونية قبل فوات الأوان.
الهلال الأحمر المصري قال في بيان إن فرق الاستجابة للسيول تعاملت مع 24 بلاغًا لسيارات ومواطنين عالقين ونجحت في إنقاذ 34 شخصًا كانوا محاصرين داخل مركباتهم إثر السيول غير المسبوقة التي دمرت عددا من أعمدة الإنارة.

في ذات السياق قال البعض إن ما حدث في الإسكندرية ليس بغريب وتم التحذير منه منذ سنوات دون أن ينتبه المسؤولون.
من جهته قال عالم الفضاء د. عصام حجي إن شدة العواصف في الإسكندرية وتغير أوقاتها ناتج عن عدة تغيرات مناخية ستؤدي أيضا لمزيد من انهيارات المباني.
وأضاف حجي أنه حذر مرارا وتكرارا ولكن مع الأسف يتعامل المسؤولون مع العلم بالاستخفاف والتكذيب من أصوات تخادع متخذي القرار، محمّلا إياها المسؤولية.

 

 

من جهته يتساءل الإعلامي محمد علي خير: كيف لم تتنبأ هيئة الأرصاد بعاصفة الأسكندرية؟هل بسبب عدم توافر الأجهزة الحديثة أم بسبب غياب التدريب أم لعدم وجود كوادر مدربة؟ أم لتوقف البحث العلمي وتلقي دورات تدريبية عالية المستوي بالخارج؟
وأضاف أن تلك التساؤلات ليست طعنا في كفاءة جهاز مهم للدولة وللشعب ،بل هي دعوة للمراجعة حتي لا يتكرر ماحدث، لافتا إلى أن الكل يعلم أننا نعيش عصر المتغيرات المناخية..فلماذا لم نستعد؟

وانتقد خير غياب الإعلام المصري عما جري في الأسكندرية قائلا: “كيف حدث هذا..كيف غابت المتابعة؟
حدث عظيم داخل الجمهورية ..لايجده المواطن علي شاشات بلده.. مسألة تحتاج مراجعة كبري”.
د.عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والمياه يقول إن منطقة شرق المتوسط تشهد حالة من عدم الاستقرار فى حالة الجو خاصة على السواحل المصرية الشمالية حيث منخفض جوي تقدم من الشمالي الغربي على مرسى مطروح ثم الإسكندرية، لافتا إلى أنه من المتوقع بعد ظهر اليوم هطول أمطار متوسطة على وسط وشمال الدلتا.

❗️عاصفة رعدية مصحوبة بتساقط كثيف لحبات البرد في الإسكندرية الليلة الماضية. 🇪🇬 pic.twitter.com/m7f9RCgUxn

 

ويضيف “شراقي” أن من الطبيعى حدوث منخفضات جوية فى منطقة البحر المتوسط يصاحبها رياح شديدة وهطول أمطار وانخفاض فى درجة الحرارة فى حالة الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية، مشيرا إلى أنه مما يزيد من الاضطرابات الجوية حدوث انفجارات شمسية ووصول التوهج الشمسى من أشعة وجسيمات إلى الغلاف الجوى للكرة الأرضية مما قد يتسبب فى ظواهر جوية شديدة.
وقال إنه حدث انفجاران قويان بدرجة M الجمعة 30 مايو، وصباح السبت موجة انفجارات أخرى بدأت بقوة M9 (أقصى درجة فى M وتقسم من 1 الى 9)، ثم استمرت 4 ساعات متصلة على غير العادة فى نطاق M، وانفجاران آخران بقوة M، مشيرا إلى أن تأثير الانفجارات الشمسية تعتمد على قوتها ومدة استمرارها ومواجهة الأرض للتوهج وقت وصوله.

 

واختتم مؤكدا أن الشمس تشهد نشاطًا كبيرًا يصل خلال 2024، 2025 حيث منتصف الدورة الشمسية رقم 25 التى مدتها 11 سنة وقد بدأت من نوفمبر 2019، وتنتهى 2030، وشهدت الكرة الأرضية ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة فى أماكن لم تشهد أمطارا منذ عقود بل مئات السنوات مثل شرق العوينات وتوشكى 1 -12 أغسطس 2024.
الخطر قادم
التوقعات تشير إلى أن الغد سوف تتكرر الحالة من جديد لتشمل مناطق أعم: طنطا وكفر الشيخ والبحيرة ودمنهور والمحلة الكبري ، محذرة من أنها ربما تكون أقوي مما حدث اليوم بالإسكندرية .