قائل عبارة “سنرتدي زي الجيش العربي ضد إسرائيل” يصبح نقيباً.. سيناريو “إبعاد الإسلاميين” يفشل في “نقابة المحامين” الأردنيين بعد استبعادهم من “نقابة الأطباء والصيادلة” وتهميشهم في “نقابة المهندسين” مع تصويت لصالح الخط الوطني.

عمان- رأي اليوم- خاص
وجهت الحركة الإسلامية الأردنية عمليا رسالة جديدة قوية بعد إنتهاء إنتخابات الجولة الثانية لنقابة المحامين بفوز المرشح التابع للحركة الاسلامية والمحامي الكبير يحيى أبو عبود بإنتخابات الجولة الثانية على منافسه القوي الدكتور رامي الشواوره .
وحسم أبو عبود صاحب الجماهيرية كبيرة وسط المحامين المعركة الانتخابية لصالحه بفارق لا يقل عن 1000 صوتا.
ويعني ذلك ان سياسة “مهننة” النقابات المهنية وإبعاد الإسلاميين أخفقت على عتبات نقابة المحامين تحديدا خصوصا وان اداء النقيب الجديد وهو نفسه النقيب السابق ابو عبود بقي في سياق مخاطبة العدو الاسرائيلي والجملة السياسية الوطنية في ذات الوقت .
ما تكشف عنه إنتخابات نقابة المحامين الأردنيين ان سياسة إقصاء الإسلاميين عن مواقع الصف الاول في النقابات المهنية وان كانت قد عبرت في نقابات أخرى مهمة مثل الأطباء والصيادلة والمهندسين إلا أنها أعيقت او تمت فرملتها عندما تعلق الأمر في انتخابات نقابة المحامين حيث لا يوجد من إستطاع كسر حدة المنافسة وإقصاء المحامي أبو عبود صاحب المقولة الشهير عن “إرتداء زي الجيش العربي” و ترك روب المحاماة اذا ما إعتدى الكيان الاسرائيلي على الاردن .
ظروف وملابسات فوز ابو عبود بالموقع لم تنكشف بعد من حيث تحالفاتها وطبيعتها .
لكن هذا المحامي الذي ينتمي للحركة الإسلامية لا بل للجماعة المحظورة مؤخرا منها أظهر قدرة كبيرة على محاورة كل الأطياف والشرائح في نقابة مسيسة وقومية الطابع .
لكن الأهم في الدلالة السياسية ان ابو عبود تمكن من حملة إنتخابية ودعائية ووطنية بسيطة تجاوزت مسالة إقصاء المكونات الأخوانية عن مواقع الصدارة النقابية .
لا يبدو ان السلطات لعبت دورا في محاولة دعم خيارات إقصاء ابو عبود و إخراجه من المعادلة بعدما اثبت علو كعبه الانتخابي وقدرته على الانتقال في الانتخابات التي تتخذ طابع سياسي بالعادة من الجولة الانتخابية الاولى الى الجولة الانتخابية الثانية.
فوز ابو عبود رسالة جديدة على حجم حضور التيار الاسلامي في بعض المفاصل بالشارع النقابي حيث شارك في انتخابات المحامين اكثر من 17 الفا من المحامين.
والمرجح ان ما حصل في نقابات الأخرى مثل الأطباء والصيادلة تم إيقافه في نقابة المحامين .
وفي الأثناء كانت السلطات قد لجأت إلى توافقات و مشاورات مكثفة على أكثر من صعيد تحت عنوان أردنة ومهننة النقابات المهنية .
وبعد قرارات الحظر الشهيرة لجماعة الأخوان المسلمين بدا واضحا ان السياسة المتبعة هي اقصاء الاسلاميين قدر الإمكان بتعزيز نفوذ المنافسين لهم من التيارات الأخرى.
وهو ما حصل برأي الكاتب أحمد زياد ابو غنيمة في نقابة الصيادلة حيث أعلن ابو غنيمة انه تم إعتقاله ل4 أيام بغرض التدخل بإنتخابات الصيادلة التي تميز فيها الحزب الديمقراطي الاجتماعي ممثلا بنقيب الصيادلة الجديد زيد الكيلاني .
قبل ذلك في الأطباء والمهندسين ترتيبات وتفاهمات خضعت لها القوائم التابعة للون والتيار الاسلامي وانتهت بوجود محدود للإسلاميين في مجلس نقابة المهندسين وبعدم وجودهم اطلاقا في مجلس نقابة الأطباء.