إسرائيل تعلن سيطرتها على كامل “محور موراج” وطوّقت رفح بشكل كامل.. والدفاع المدني في غزة يؤكد استشهاد 10 أشخاص بينهم 7 أطفال بغارة إسرائيلية

إسرائيل تعلن سيطرتها على كامل “محور موراج” وطوّقت رفح بشكل كامل.. والدفاع المدني في غزة يؤكد استشهاد 10 أشخاص بينهم 7 أطفال بغارة إسرائيلية

 

 

القدس ـ غزة ـ  الأناضول ـ ا ف ب: قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه استكمل السيطرة على كامل “محور موراج” وطوّق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة “بشكل كامل”، وفق إعلام رسمي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في منشور عبر منصة “إكس”، إن “الجيش أعلن عن تقدم كبير في العمليات البرية جنوبي قطاع غزة”، حيث استكمل ما وصفه بـ”مأسسة محور موراج”، وهو ممر بري يمتد شمالاً من الحدود مع مصر حتى أطراف مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
وبحسب إذاعة الجيش، فإن “قوات من فرقتي 36 ولواء المدرعات 188، تمكنت من السيطرة الكاملة على المحور وتطويق مدينة رفح من كافة الجهات”.
وأشارت الإذاعة إلى أن رفح باتت “محاصرة بشكل كامل” من قبل القوات الإسرائيلية.
ونوهت الإذاعة إلى أن “المرحلة المقبلة تشمل عمليات تثبيت السيطرة داخل محور موراج، والاستعداد لتوسيع التوغل داخل رفح، بهدف ضمّها إلى منطقة العازل الحدودي، كمنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية”.
جاء ذلك بينما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 10 أفراد من عائلة واحدة بينهم أطفال في قصف جوي إسرائيلي قبل فجر الجمعة على جنوب قطاع غزة، بينما أشارت الأمم المتحدة إلى أن ضحايا عشرات الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة هم من “النساء والأطفال حصرا”.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن من بين شهداء الغارة التي وقعت حوالى الساعة 03,30 (00,30 توقيت غرينتش)في خان يونس، سبعة اطفال.
وردا على استفسار لفرانس برس حول الغارة، قال الجيش إنه يحقق في التقارير بشأنها.
وأعلن الجيش في بيان أنه ضرب نحو أربعين “هدفا إرهابيا” في القطاع الفلسطيني خلال الـ24 ساعة الماضية.
في ساحة مستشفى ناصر في خان يونس، بكى أفراد عائلات أمام جثث أقاربهم الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية والتي كانت مكفّنه ومصفوفة، بحسب صور التقطها مصور وكالة فرانس برس أظهرت امرأة باكية تلامس وجه رجل ميت.
ودمرت الغارة منزل عائلة الفرا بالكامل، وتناثر الحطام والمتعلقات الشخصية مثل كرة قدم وحذاء رياضي.
وأفاد شهود بأن دبابات إسرائيلية كانت تطلق نيرانها صباح الجمعة بشكل متواصل وكثيف في خان يونس.
وأكد الجيش في بيان مواصلة العمليات، وأوضح “خلال الليل، كثفت القوات عملياتها البرية في محور موراغ، مع مواصلة أنشطتها في المنطقة”، في إشارة إلى المنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل مؤخرا لفصل مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة.
من جهته، استنكر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “همجية” إسرائيل الجمعة بعد الغارة على خان يونس.
وفي جنيف، ندّدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني بسلوك إسرائيل في غزة الذي يقوض القدرة المستقبلية للفلسطينيين للعيش في القطاع.
– “نساء وأطفال حصرا” –
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان إنه “بين 18 آذار/مارس و9 نيسان/أبريل 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريبا مباني سكنية وخياما للنازحين”، مشيرة الى أنها تتحقق “من معلومات تتعلّق بنحو 36 غارة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصرا”.
استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على غزة في 18 آذار/مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حماس صمدت شهرين. وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل.
وأحصت وزارة الصحة التي تديرها حماس استشهاد 1542 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف اسرائيل عملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس، ما يرفع الى 50912، إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثمانية رهائن أحياء وثمانية جثث مقابل هدنة تتراوح بين 40 و70 يوما، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.
وقال قيادي في حماس فضل عدم الكشف عن اسمه إن حركته “لم تتلقَّ أيّ عروض جديدة لوقف إطلاق النار” لكنها “منفتحة على أيّ مقترحات جديدة” من شأنها تحقيق وقف لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة.
– “تركت كل شيء” –
وجدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة تعهده إعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وذلك في رسالة لمناسبة عيد الفصح اليهودي.
والجمعة، طالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنطاليا بجنوب تركيا عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بوقف الحرب في غزة بممارسة “كافة الضغوط” لضمان وصول المساعدات إلى غزة “دون انقطاع”.
وقبيل استئنافها الضربات على قطاع غزة، منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية كارثية بسبب الحرب.
وفي القطاع الفلسطيني الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه أصبح “ساحة قتل”، نزح نحو 2,4 مليون نسمة من عدة مرات بسبب الحرب ويعيشون في ظروف قاسية للغاية.
أصدر الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مجموعة من أوامر الإخلاء لأحياء في مدينة غزة شمال القطاع.
ومن بين السكان، أم توفيق التي قالت لوكالة فرانس برس إنها “تركت كل شيء” مضيفة “لم آخذ معي أي شيء من منزلي أو من ذكرياتي. غادرت مع أطفالي فقط”.