نزار حسين راشد: عودة شهر يونيو

نزار حسين راشد
حزيران ليس ظلّاً ثقيلاً
ولا ذكرى أليمة
ولكنّه جرسٌ يُقرع في الذاكرة
ويُشهدنا بمرآة أمس
حقائق لحظاتنا الحاضرة
كنت هناك
وكانت أرتالهم
تجوب شوارعنا على مهلٍ
بعد رحيل الجيوش
يا الهي
لكم كانت لحظةً فاصلة
ما قبلُ
ما بعدُ
وما بينهما من
تقلّبات الزّمانِ
حفظتها كُلّها
بصورتها السافرة
مكثتُ على جنبٍ
أرصُدُ الحركات
واحتفظت بشكي
في كُل من
خطا إلى المشهد
مُدّعيّاً أنّه
سيمحو آثار الهزيمة القاهرة
وها هو بعود حزيران
غاب الشخوص
وظلّت على حالها الهزيمة
لا بل تفاقمت آثارها
عِوض أن تُمّحى
والآن نحاصرُ بأضيق شِعبٍ بغزّة
وما من نصير
ولا فارسٍ يشهر السيف
لينصر أهل هذه
البقعة الطاهرة
يعود حزيران ليوقظ
بعد أن وهت في
مهاجعها الذاكرة…
ذكّر حُزيران ذكّر
فأنت مثل المُسحّر
تنادي إصح يا نايم
تصيحُ وحّد الدايم
لعلّ مجيباً يفيق
أو أحدٌ يصحو على الصوت
في هذه الأمّة الغافلة